الموضوع: قواعد]_نبوية
عرض مشاركة واحدة
  #36  
قديم 03-21-2019, 12:39 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

-
🌟القاعدة الخامسة والثلاثون:

"االمُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ،"
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 6484 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

📌هذه قاعدة نبوية تُجلّي للعالم الحقيقة التي يجب أن يكون عليها المسلم في باب المعاملة مع إخوانه المسلمين، فالمُسلم حين يتّصف بهذا الوصف العظيم؛ فهو يعلن استسلامه للذي فطر السماوات والأرض، ولأوامره ونواهيه، فهو بهذا يكون كامل الإسلام، وجامعًا لخصاله، ما لم يؤذِ مسلمًا بقول ولا فعل.

💡 والمعنى أنّ أفضل المسلمين من جمع إلى أداء حقوق الله أداء حقوق الناس، والكف عن أعراضهم.

📍وعبَّر باللسان ولم يقل: (من قوله)، ولعلّ السبب في ذلك لأن التعبير باللسان يدخل فيه: من أخرج لسانه على سبيل الاستهزاء،
📍وفي ذِكر اليد دون غيرها من الجوارح نكتة: فيدخل فيها اليد المعنوية كالاستيلاء على حق الغير بغير حق...

❗ فالسب والشتم، واللعن، والقذف، والغيبة، والنميمة، وقول الزور، وشهادة الزور، والكذب، والسخرية، والقول على الله بلا علم، ونقل الإشاعات الكاذبة.. وغيرها من الموبقات؛ إنما هي من اللسان...

❗ومن تأمَّل وقْع ما يُحدِثه القلم -الذي تحركه اليد- وأثرَ ذلك في العالم؛ أدركَ شيئًا من مواقع هذه القاعدة العظيمة، رغم أن كثيرًا من هؤلاء قد يكونوا ماتوا قبل قرون! فكم في الكتب من أسطرٍ شهدت على أصحابها بالأذى الذي تنوَّع في آثاره! فلله كم من ملحدٍ أو منحرفِ الفكر سطّر بقلمه ما ضلّ بسببه الملايين! وكم من راوٍ سطر رواية خبيثة المحتوى، سيئة المضمون، غوى بسببها ملايين!

↵ ويقال مثل هذا في كُتَّاب المقالات الورقية والإلكترونية، وأصحاب المدوّنات، والمواقع، والمنتديات، ومواقع الفيديو، وغيرها من وسائل التواصل مع الخلق.

🎯 ومُجمل القول في هذه القاعدة النبوية: الحث على ترك أذى المسلمين بكل ما يؤذي، وسِرّ الأمر في ذلك: حسن التخلق مع العالم.

💖 ومن أراد أن يربي نفسه على ترك أذى المسلمين بلسانه ويده؛ فليتأمل الأمرين الآتيين:

1⃣ هذا الحديث القدسي الذي يرويه نبينا -ﷺ- عن رب العالمين: "ماوما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ،
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 6502 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

💡قال الخطابي في معناه: توفيق الله لعبده في الأعمال التي يباشرها بهذه الأعضاء، وتيسير المحبة له فيها، بأن يحفظ جوارحه عليه، ويعصمه عن مواقعة ما يكره الله.

2⃣ أن تتذكر -أيها المسلم- لحظة وقوفك بين يدي الله -تعالى-...

⛔ إنّ المؤمن الذي يرجو لقاء الله ليخاف من ذنوبه وحده، فكيف سيحمل ذنوبًا تسبب فيها؟ إن هذا لهو الإفلاس الحقيقي!

اللهم أجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، واجعلنا ممن أسلم لك حقًا.

💫من كتاب: قواعد نبوية- أ.د.عمر المقبل (باختصار)💫

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 03-21-2019 الساعة 12:45 AM
رد مع اقتباس