الموضوع: قواعد]_نبوية
عرض مشاركة واحدة
  #31  
قديم 02-19-2019, 11:18 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


🌟القاعدة الثلاثون:

"كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل"


((أخَذَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمَنْكِبِي، فَقَالَ: كُنْ في الدُّنْيَا كَأنَّكَ غَرِيبٌ أوْ عَابِرُ سَبِيلٍ وكانَ ابنُ عُمَرَ، يقولُ: إذَا أمْسَيْتَ فلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وإذَا أصْبَحْتَ فلا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وخُذْ مِن صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، ومِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ))
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 6416 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |


📌هذه من القواعد المحكمة في أبواب الزهد، ومعرفة حقيقة هذه الحياة الدنيا، وهي وصية جامعة مختصرة أوصى بها النبي -ﷺ- أحدَ صحابته النجباء (عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-).

💡 لقد فقه ابن عمر -رضي الله عنه- هذا المعنى عمليًا.. وفقهه علميًا؛ ولذا كان يقول بعد أن روى لتلاميذه هذه الوصية:

"إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك"...

⛔ لقد كانت وصية ابن عمر لمجاهد تفسيرًا لهذه القاعدة التي رواها النبي -ﷺ-، وهو تفسير في غاية النفاسة والأهمية؛ حتى لا يتوهم متوهمٌ أن معناها أن يتخلى عن كل أسباب الحياة الكريمة، وأن لا يبني له دارًا تؤويه وأهلَه؛ ولا يتخذ له إخوة يجالسهم ويأنس بهم؛ فبيّن راوي الحديث ابن عمر -رضي الله عنه- أن هذا ليس مرادًا من قول المعصوم -ﷺ-،

✅ وإنما مراده: أن يبقى دائم التيقُّظ والترقّب ليوم الدين والحساب، فمن كان كذلك: أكثر ذكر الموت؛ فأحسن السير إليه، واستعان بما وهبه الله من النِّعَم على تحسين وقوفه هناك بين يديه.

🔦 إن هذه القاعدة النبوية ترشد مسير المرء في الحياة، وتحدّ من شراهة نفسه، وتخلصه من مرض الانبهار الزائف للذات هذه الحياة الدنيا ومُتعها؛ ليعرف قدرها، ويستعد للتي هي خير وأبقى...

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا غاية رغبتنا، واجعل الحياة زيادة في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر، ونجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

💫من كتاب: قواعد نبوية- أ.د.عمر المقبل (باختصار)💫

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 02-19-2019 الساعة 11:26 PM
رد مع اقتباس