عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 11-23-2014, 01:44 AM
الصورة الرمزية أم سليمان
أم سليمان أم سليمان غير متواجد حالياً
مشرفة ملتقى البراعم والأسرة المسلمة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 458
والخُلاصَةُ: أنَّ القاعِدةَ في بابِ المِياه أنَّ الماءَ طَهور،
الأصلُ في الماءِ الطَّهارة، إلَّا إذا تغيَّرَ. فإذا تغيَّرَ بشيءٍ طاهِرٍ،
وأصبح لا يُقالُ له ماء، فحِينئذٍ يأخُذُ حُكمَ الشيء الذي انتقل إليه،
يُقالُ: ذلك شاي أو عصير. وإنْ تغيَّرَ بشيءٍ نَجِسٍ أصبح نَجِسًا،
وهذا هو النَّوعُ الثاني مِن أنواع المِياه.


إذا وقعت نَجاسةٌ في الماءِ، إمَّا أن تُغيِّرَه، وإمَّا أن لا تُغيِّرَه،
فإنْ غَيَّرت طَعمَه أو لَونَه أو رِيحَه أصبح نَجِسًا،
وإنْ لم تُغيِّره فالصحيحُ أنَّه طَهورٌ، وأنَّه باقٍ على الأصل، وهو الطَّهارة،
ودليلُ ذلك حَديثُ: (( إنَّ الماءَ طَهورٌ لا يُنجِّسُه شيءٌ ))
سبق تخريجه

ولهذا يُعطينا المُؤلِّف- رَحِمَه الله تعالى- قاعِـدةً فِقهِيَّةً مُهِمَّةً جِدًّا،

فيقولُ: [ والأصلُ في الأشياءِ الطَّهارةُ والإباحةُ ].

نستفيدُ مِن هذه القاعِدةِ أنَّ الذي يقولُ: إنَّ الشيءَ الفُلانِيَّ نَجِسٌ،
هو الذي يَلزَمُه أن يأتِيَ بالدليل. فإذا قال الإنسانُ: هذا الشيءُ طاهِرٌ،
إذًا هذا هو الأصل، لا يُقالُ له: ما الدليل؟ لأنَّ الأصلَ الطَّهارة.
فإذا قال قائِلٌ: الكَلْبُ نَجِسٌ، يُقالُ له: ما الدليلُ على النَّجاسةِ؟
فيقولُ: قولُ النبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: (( طُهورُ إناءِ أحدِكم إذا وَلَغَ فيه
الكَلْبُ، أن يَغسِلَه سَبعَ مراتٍ ))
سبق تخريجه صحيح مسلم


وهكذا الأصلُ في الأشياءِ الإباحة، فكُلُّ شيءٍ مُباحٌ لابن آدم،
قال الله تعالى: (( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا )) البقرة/29.
إذًا، اللهُ سُبحانه وتعالى أباح للإنسان كُلَّ ما في الأرض.
فإذا جاءنا إنسانٌ وقال: هذا الزَّرعُ مُحرَّمٌ غيرُ مُباحٍ،
نقولُ له: ما الدليلُ على ذلك؟ إذًا لا بُدَّ من دليل.
فالأشياءُ النَّجِسةُ قليلةٌ بالنسبةِ للأشياءِ الطَّاهِرة،
والأشياءُ النَّجِسةُ مَعدودةٌ في كُتُب الفِقه، ولها أدِلَّتُها،
وهكذا الأشياءُ المُحرَّمة مَعدودةٌ ومَعروفةٌ،
والمُباحُ شيءٌ كثيرٌ أباحه الله سُبحانه.
وهذا إنْ دَلَّ على شيءٍ، يَدُلُّ على عَظمةِ هذه الشريعةِ المُطَهَّرة.
يــــــــتــــــبـــــــع إن شاء الله
__________________