عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 09-23-2018, 07:37 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,022
Haedphone

المتن
هذه دلالة السمع والعقل على علمنا بمعاني نصوص الصفات.
وأما دلالتهما على جهلنا لها باعتبار الكيفية،فقد سبقت في القاعدة السادسة من قواعد الصفات.
وبهذا علم بطلان مذهب المفوضة الذين يفوضون علم معاني نصوص الصفات، ويدعون أن هذا مذهب السلف. والسلف بريئون من هذا المذهب، وقد تواترت الأقوال عنهم بإثبات المعاني لهذه النصوص إجمالاً أحيانًا وتفصيلاً أحيانًا، وتفويضِهم الكيفية إلى علم الله - عز وجل.
. الشرح
انتبه الآن عندنا مذهب يُسميه بعضُ الناس مذهب أهل السُنة أو مذهب السلف ؛وهو التفويض ولذلك بعضهم يقول:أهلُ السُنةِ ينقسمون إلى قسمين:مفوِّضة ومُؤَوِلة ؛ثم لايذكرون المذهب الحقيقي لأهل السُنة.المُفوِّضة معناه عندهم الذين يقرأون النصوص ويُفوضون أمرها إلى الله يقول"استوى على العرش"إيش معنى استوى؟ يقول اللهُ أعلم.هؤلاء أهل التفويض.أهل التأويل إيش يقولون؟إذا سألتهم ما معنى استوى على العرش؟قالوا:استولى.هؤلاء الجماعة الجاهلون بمذهب السلف يقولون:إن مذهب السلف هوالتفويض وهذا مشهورٌ حتى عند علماء أكابر؛ مايفهمون مذهب السلف تماماً يقولون مذهب السلف التفويض ؛ إقرأ وفوض الأمر إلى الله.عندهم البيتالمشهور؛ في عقائدهم: وكُلُ نصٍ أوْهَمَ التشبيهَ أوِّله أو فوِّض ورُم تنزيها . وعندهم جميعاً نصوص الصفات كلها ؛توهم التشبيه؛ فهم يقولون:كلُ نص أوهم التشبيه أوِّلهشوف قدم التأويل أو فوِّض ورُمْ تنزيها. وهذه قاعدة باطلة لأنه مافي النصوص شيءٌ يوهم التشبيه أبدًا بل كلها تدل على أن الصفات لائقة بالله- عزوجل. المهم انتبهوا لهذه المسألة يغلط فيها من أكابرالعلماء يقول: مذهب أهل السنة ينقسم إلى قسمين: تفويض وتأويل.التفويض هومذهب السلف والتأويل مذهب الخلف. طيب نسألهم ماهو التفويض؟ قال:إنكَ تفوض النص ماتقول شيئًا أبداً في معناه ومعلوم أن هذا من أبطل الأقوال. أن اللهَ يُنزل علينا كتابًا ويقول الرسول- صلى الله عليه وسلم- سُنة ًونقول في أعظم ما تَرِدُ من أجله وهو الصفات إنه لايُفهم معناها؛هذا من أكبر القدح في القرآن والسُنة وأهل السُنة والجماعة بريئون من هذا المذهب ويُنكرونه؛ لأنهم يُثبتون المعاني,يُثبتون النصوص ومعانيها اللائقة بالله-عزوجل-.لو قال لك قائلٌ:هل أهل السُنة والسلف ينفون التفويض مطلقاٌ؟ فيه تفصيل,التفويض في الكيفية يُثبتونه ؛والتفويض في المعنى يُنكرونه. التفويض يقول"بإثبات المعاني لهذه النصوص إجمالاً أحياناً وتفصيلا أحياناً وتفويضهم الكيفية إلى علم الله- عزوجل- فيقول استوى لكن كيف استوى؟ مانقول.
المتن
قال شيخ الإسلام ابن تيميه في كتابه المعروف بـ "العقل والنقل" ص116 جـ1 المطبوع على هامش منهاج السنة:
الشرح
هذا الكتاب أثنى عليه ابن القيم ثناءً عظيمًا حتى قال فيه وله كتاب العقل والنقل الذي مافي الوجود له نظيرٌ ثان يعني مما ألف الناس في إبطال مذهب أهل الإلحاد والفلاسفة ماله نظير-"العقل والنقل" -؛لكن لايقرأه إلا إنسانٌ مُتبحرٌ في العلم أما رجلٌ صغيرٌ يروح يقرأ هذا الكتاب فإنه سوف يغرق ؛لأنه لايسبح في البحر إلا عوام سابح؛ تيجي للصغير مايعرف يسبح في البِركة اللي مترين ويروح يسبح في البحر يغرق؛ لكن اللي عنده فهم يرى في هذا الكتاب العجب العجاب-رحمه الله-من تأليفه وهو مطبوع مستقل الآن وسُمي َباسم آخر هو"درء تعارض العقل والنقل"يعني دفع,يعني العقل والنقل لايتعارضان حتى أنه-رحمه الله-ذكر فيه قاعدة عجيبة قال:"كلُ إنسان ادعى أن النصوص تدل على قول باطل فأنا مستعد أن أجعل دليلَهُ دليلاً عليه"أ.هـ
وهذه غريبة في المصادرة يعني تأتي بدليلك وأخذه أنا وأرميك به.هذه مصادرة غريبة من كلامه لكن هذا حق.كلُ دليلٍ استدل به أهلُ الباطلِ فإنه دليلٌ عليهم. فمثلا إذا قالوا نحنُ نُنكر الصفات لأن الله يقول:"ليس كمثله شيء"نقول هذه الجملة نفسها دليلٌ عليكم ؛لأن نفي المماثلة دليل على وجود الأصل ؛ولالأ؟ إذ لو لم يكن الأصل موجوداً لكان نفي المماثلة لهواً لافائدة َمِنه. كلُّ نصٍ يستدل به صاحب باطل على باطله فإنه يكون دليلاً عليه عند التأمل.شيخ الإسلام-رحمه الله-التزم بذلك في هذا الكتاب.
المتن
"وأما التفويض فمن المعلوم أن الله أمرنا بتدبر القرآن وحضنا على عقله وفهمه، فكيف يجوز مع ذلك أن يراد منا الإعراض عن فهمه ومعرفته وعقله - إلى أن قال ص118 -: وحينئذٍ فيكون ما وصف الله به نفسه في القرآن أو كثير مما وصف الله به نفسه لا يعلم الأنبياء معناه. بل يقولون كلاماً لا يعقلون معناه، قال: ومعلوم أن هذا قدح في القرآن والأنبياء .
. الشرح
غريبة يعني أهل التفويض يقولون:إن اللي في القرآن مايُعلم معناه ؛حتى الرسول-صلى الله عليه وسلم- لو سألته إيش معنى"بل يداهُ مبسوطتان"يقول:ما أدري. إيش معنى"على العرشاستوى"يقول:ماأدري.طيب أنتَ يامحمد تقول:إنَّ اللهَ ينزل إلى السماء الدنيا" إيش معنى ينزل؟إيش يقول؟ما أدري.طيب أنتَ تقول: "يضحك ربُنا إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر" إيش معنى يضحك؟ قال:ما أدري.هل هذا معقول؟ ولهذا يقول شيخُالإسلام:إن هذا القول قدحٌ في القرآن والأنبياء صح ولا لأ؟ أي نعم صحيح.أنا الآن لو أسأل واحد منكم إيش معنى قول المؤلف كذا وكذا؟ تقول: والله ما أدري.هل هذا يحط من مرتبتك ولا لأ؟ يحُط بلاشك من مرتبتك ؛فإذا كانت الرُسل تقول ماتقول من الوحي فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته وهي لاتدري معناها معنى ماتقول فهذا من أكبر القدح في الأنبياء- عليهم السلام.
المتن
إذ كان الله أنزل القرآن وأخبر أنه جعله هدىً وبيانًا للناس، وأمر الرسول أن يبلغ البلاغ المبين، وأن يبين للناس ما نُزل إليهم وأمر بتدبر القرآن وعقله ومع هذا فأشرف ما فيه وهو ما أخبر به الرب عن صفاته... لا يعلم أحد معناه فلا يُعْقل ولا يُتَدبر، ولا يكون الرسول بين للناس ما نزل إليهم، ولا بلغ البلاغ المبين، وعلى هذا التقدير فيقول كل ملحد ومبتدع؛ الحق في نفس الأمر ما علمته برأيي وعقلي، وليس في النصوص ما يناقض ذلك؛ لأن تلك النصوصَ مشكلة متشابهة، ولا يعلم أحد معناها، وما لا يعلم أحد معناه لا يجوز أن يستدل به، فيبقى هذا الكلام سدًا لباب الهدى والبيان من جهة الأنبياء، وفتحًا لباب من يعارضهم ويقول: إن الهدى والبيان في طريقنا لا في طريق الأنبياء؛ لأننا نحن نعلم ما نقول ونبينه بالأدلة العقلية، والأنبياء لم يعلموا ما يقولون فضلاً عن أن يبينوا مرادهم، فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد. أهـ. كلام الشيخ وهو كلام سديد من ذي رأي رشيد، وما عليه مَزيد - رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وجمعنا به في جنات النعيم.
. الشرح
أظن واضح الكلام ؛حتى هذا يفتح باب الإلحاد؛ لأن الملحد يقول:لايُمكن أن تستدلوا عليَ بكلامٍ لاتدرون معناه ؛وأنا أستدلُ عليكم بعقلي ورأي.ثم يقول:إن من يقول إن المعنى كذا خيرٌ ممن يقول لاأدرى .ولهذا اشتبهت هذه المسألةعلى بعض الناس وقال تلك العبارة الصادقة الكاذبة:طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم هذه العبارة صادقة كاذبة صادقة في الجملة الأولى وكاذبة في الجملة الثانية.إيش الجملة الأولى؟ طريقة السلف أسلم بلا شك.طريقة الخلف أعلم وأحكم هذه من أكذب مايكون من الكلام ؛ليش؟ أولا-هذه الكلمة متناقضة كيف يقول هذه أسلم والثانية أعلم وأحكم؟ ومتى تكون السلامة؟ تكون السلامة في العلم والحِكمة.لايُمكن أن يسلمالجاهل أبدًا ولايُمكن أن يسلم السفيه أبدًا ،بل إن تنازلنا وقلنا لايُمكن أن يكون الجاهل أسلم من العالم ؛ولا السفيه أسلم من الحكيم صح ولا لأ؟ هذا غيرُ ممكنٍ.فأنتَ إذا أقررتَ بأن طريق السلف أسلم لزمك أن تكون طريقة السلف أعلم وأحكم. ثانيًا-أن تقول:بأي وجهٍ قلتم بأن طريقة السلف أسلم وطريقةالخلف أعلم وأحكم؟ السلف الرسول-عليه الصلاة والسلام-والخلفاء الراشدون والصحابة والتابعون لهم بإحسان من أئمة الهَدي والحق ؛كيف يكون طريقة الخلف أهدى من هذا وأعلم وأحكم؟ هذا ممكن؟!! يعني يمكن تقول أنت يارسول الله,أبو بكر,عمر,عثمان,عليّ,الصحابةكلهم طريقة مَنْ يأتي من هؤلاء المعتزلة والنُظار أعلم وأحكم منكم؟ هذا معقول؟ هذاأبدًا غيرُ معقول. ولو أن إنسانًا ثبت على هذا لأخرجناهُ من الإسلام لأن هذا من أعظم القدح في رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وأصحابه أن يأتي كما قال شيخُ الإسلام:أفراخ الصابئة والمشركين واليهود والنصارى ثم يُقال هم أعلمُ وأحكم مِنْ مَنْ؟ من الرسول-عليه الصلاة والسلام وأصحابه فيما يتعلق بأسماءالله وصفاته؟ هذا شيءٌ مستحيل. المهم أن هذاالقول وهو التفويض وأرجو أن تنتبهوا له لأنكم ربما تجدونه في كتب علماء أجلاء في أعيُننا وأعيُنكم يُطلقون مثل هذه العبارة"طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم"وهم لو علموا مقتضى هذه العبارةومستلزماتهاماقالوها أبدًا لكن قد تندرج على ألسنتهم من غير تروٍ وتمهُلٍ ويأخذها الآخرعن الأول.وإلا لو تأملوها لوجدوها متناقضة باطلة يلزم عليها لوازم فاسدة ونحنُ نرميهم بدائهم نقول: زعماؤكم ورؤساؤكم ماذا كان منتهى أمرهم؟إيش؟ الحيرة والقلق والشك.قال بعض العلماء وأظنه الشافعي"أكثرُ الناسِ شكًّا عندَالموت أهلُ الكلام" اللي يقول هؤلاء إنهم أعلم وأحكم نقول تفضلوا هذا الرازي من رؤسائكم ماذا يقول؟يقول:"لقد تأملتُ الطرقَ الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تُشفي عليلاً ولاتروي غليلاً ورأيتُ أقربَ الطرقِ طريقة َ القرآن أقرأ ُفي الإثبات"الرحمنُ على العرش استوى", "إليهِ يَصعدُ الكلمُ الطيب"وأقرا ُفي"النفي ليس كمثله شيءُ","ولايُحِيطُونَ بهِ عِلْمًا" ومَنْ جرَّبَ مثل تجربتي عرف مثل معرفتي". ا.هـ شوف هذا الكلام الجيد وهو دليلٌ واضحٌ على أن أهل الكلام لاينتفعون بكلام؛ لاتشفي عليلا ولاتُروي غليلا. وكان قد قال متمثلا أو مُنشِئًا ثلاثة َأبياتٍ متمثلا بها أو مُنشِئًا يقول: نهاية ُأقدامِ العقولِ عِقالُ وأكثرُسعيِ العالِمينَ ضلالُوأرواحُنا في وحشةٍ من جُسُومِنا وغاية ُدُنيانا أذىً ووبالُ
ولمنستفد من بحثنا طولَ عُمْرنا سِوَى أن جمعنا فيهِ قيلَ وقالوا
صارت عباءة ُالدرويش مُرقعة ًبكلِ لونٍ وإلا كُف الدرويش فيها من كل طعام ؛قيل كذا وقالوا كذا.
رد مع اقتباس