عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 09-23-2018, 07:32 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,022
Haedphone

المتن

*القاعدة الثانية*
الواجب في نصوص القرآن والسُنة؛ إجراؤها على ظاهرها؛ دون تحريفٍ ؛ لاسيما نصوص الصفات حيثُ لامجال للرأي فيها.
الشرح
هذه أيضًا قاعدة مهمة فالواجب في نصوص القرآن والسُنة أن تُجرى على ظاهرها كما سيأتي في الأدلة ،لاسيما نصوص الصفات لأن نصوص الصفات من الأمور الغيبية التي ليس للعقل فيها مجالٌ حتى يُتحَكم ويُقال هذا لا يُرادُ به ظاهرهُ وماأشبه ذلك.فنحنُ نُسلم بهذه النصوص ونُجريها على ظاهرها مع اعتقاد أن ظاهرَها لايُرادُ به الباطل؛ يعني لو قال قائلٌ:إن ظاهر قوله تعالى:"بل يداهُ مبسوطتان" أن تكون له يدان تُماثلان أيدي المخلوق.هل هذا هو الظاهر؟ أسألكم ؛ جَردوا أنفسكم من كل شيءٍ"بل يداهُ مبسوطتان" هل تفهمون أن هاتين اليدين تُماثلان أيدي المخلوقين؟. لأ ما نفهم هذا.إذن ليس هو ظاهر اللفظ بل نفهم يداهُ اللائقتان به.كما لو قلتُ للهر يدان والهِر البَس؛ هل أحد من الناس يقول إن ظاهر هذا اللفظ أن يدي الهِر كيدي الإنسان؟ لأمادام أضفته إلى الهِِر معناها تليق بالهر. للذرة يدان هل تليق أن أحدا يفهم من هذا الكلام أن يدي الذرة كيدي الجمل والفيل؟.لأ أبدًا مادام أضيف للذرة عارف أنها يد كيد الذرة.
إذن ظاهر النصوص في أسماء الله وصفاته ؛ظاهرها المعنى اللائق بالله ؛ولهذا يجب علينا إجراؤها على ظاهرها لاعلى سبيل التمثيل بل على المعنى اللائق بالله- سبحانه وتعالى- لأن هذه صفاتٌ أضيفت إلى موصوفِها فيقتضي أن تكون لائقة ًبه .
أنا أقول أمسكتُ الكأسَ يدَهُ بيدي ؛هل تفهم أن يدَ الكأسِ كيدي؟ إيش يد الكأس؟ العروة ؛هذه يد الكأس لكن يدي غير يد الكأس ؛شوف يده بيدي كلمتان في جملة واحدة ومع ذلك كلٌ يفهم من اليد المُضافة إلى الكأس غير مايفهم من اليد المُضافة إلى الذي أمْسَكَ.
فإذن يدُ اللهِ- عزوجل-التي نطق بها القرآن والسُنة ليس ظاهرُها أنها كأيدي المخلوقين أبدًا بل إن ظاهرَها يدٌ تليقُ به- سبحانه وتعالى-.وحينئذٍ نقطعُ دابرَ هؤلاءِ المحرِّفين الذين يدَّعون أن ظواهرالكتاب والسُنة هو التمثيل ويتوصلون بهذا الاعتقاد الباطل ؛إلى نفي ماجاء في الكتاب والسُنة.
المتن
ودليل ذلك: السمع، والعقل.
أما السمع: فقوله تعالى"
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ* عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ* بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ"الشعراء 193- 195. وقوله: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" يوسف 2. وقوله"إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" الزخرف 3. وهذا يدل على وجوب فهمه على ما يقتضيه ظاهره باللسان العربي إلا أن يمنع منه دليل شرعي.
الشرح
يقول:" بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ " إذًا ما الواجب إذا جاءنا شيءٌ في الكتاب والسُنة ما الواجب ؟ أن نُجريه على مايقتضيه هذا اللفظ باللسان العربي ؛لأنه نزل باللسان العربي.كذلك يقول"إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" " إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ "، آياتان الأولى في يوسف والثانية في الزخرف." لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ "هذه للتعليل؛ أي لأجل أن تعقلوا معانيَهُ لأنه نزل بلغتكم فهذا يلزم أن نُجريه على مايقتضيه اللسان العربي ؛ولهذا قال:وهذا يدل على وجوب فهمه على مايقتضيه ظاهره باللسان العربي إلاأن يمنع منه دليلٌ شرعي واللهُ أعلم.
المتن
وقد ذم الله تعالى اليهود على تحريفهم، وبين أنهم بتحريفهم من أبعد الناس عن الإيمان. فقال: "أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ"البقرة 75 ". وقال تعالى" مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا"النساء 46. الآية.
وأما العقل: فلأن المتكلم بهذه النصوص أعلم بمرادِه من غيره، وقد خاطبنا باللسان العربي المبين فوجب قبوله على ظاهره وإلا لاختلفت الآراء وتفرقت الأمة.
. الشرح
واضح الآن أن الواجب في نصوص القرآن والسُنة إجراؤها على ظاهرها هذا الواجب دون تحريفٍ. دليلُ ذلك السمع والعقل. السمع استدللنا بعدة آيات وبيَّنا في الآية الأخيرة أن التحريف من صُنع اليهود ؛وأن مَنْ حرَّف من هذه الأمة نصوصَ الكتاب والسُنة سواء العلمية أو العملية؛ كان فيه شبهٌ من اليهود. أما العقل:فنقول:إنَّ المتكلمَ بهذه النصوص وهو الله ورسوله؛ أعلمُ الناس بمراده ولا لأ؟ كما أن كلَ متكلمٍ أعلمُ الناسِ بمراده .كلُ متكلمٍ سواء الله أو رسوله أو غيرهما فإنه أعلمُ بمراده؛ أي بمراد ماتكلم به. والله- عزوجل- خاطب النبى بماذا؟ باللسان العربي المبين كما قال تعالى:"نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ "الشعراء193عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ "الشعراء194 بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ "الشعراء195".إذا كان كذلك فإنه يجب قبوله على ظاهره؛ لأننا لو لم نقل بقبوله على ظاهره لكان أنا أرى أن يُؤول على هذا الوجه وأنت ترى أن يُؤول على هذا الوجه والثالث يرى أنه يُؤول على وجهٍ ثالث وهكذا فتختلف الأمة لاختلاف الآراء، ولهذا تجد المتاولين الآن تجدهم أكثر الناس نِزاعًا في المُراد بالنصوص، لأن كل إنسان يُؤول على مايقتضيه رأيه ؛فيحصل الاختلاف والتفرق وتكون الأمة ليست أمة واحدة بل أممًا .
رد مع اقتباس