الموضوع: قواعد]_نبوية
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 12-20-2018, 12:22 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


🌟القاعدة الخامسة:

"مَن يُرد الله به خيرًا يفقّهه في الدين"

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من يُرِدِ اللهُ بهِ خيرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ ، واللهُ المُعْطِي وأنا القاسمُ ، ولا تزالُ هذهِ الأُمَّةُ ظاهرينَ على من خالفهم حتى يَأْتِيَ أمرُ اللهِ وهم ظاهرونَ .

الراوي : معاوية بن أبي سفيان | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 3116 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


📌 هذه القاعدة النبوية قطعة من حديث أخرجه الشيخان، ومن المعلوم أن الفقه في معناه اللغوي: هو الفهم، وإن دلالة هذه القاعدة النبوية على فضل الفقه في الدين بيّنةٌ ظاهرة.

🍃 وماذا يرجو المؤمن إلا أن يكون ممن أراد الله بهم خيرًا؟! فتلك سعادة الدنيا والآخرة.

💡ومما ينبغي إيضاحه هنا أن الفقه في الدين على نوعين:

🔻النوع الأول: نوعٌ لا يُعذر أحد بتركه، وهو الذي لا تصحّ عبادته ولا معاملته إلا به، فهذا من الفقه الواجب تعلُّمه على كل مسلم.

🔻والنوع الثاني: وهو التفقُّه الذي يكون زائدًا على هذا، وهو فرض كفاية،
◁ويدخل فيه: تعلّم جميع الوسائل المُعينة على الفقه في الدين كعلوم العربية بأنواعها، فمن أراد الله به خيرًا فقَّهَهُ في هذه الأمور، ووَفَّقه لها، ومَن وُفّق لذلك فقد وُفّق لخير عظيم.

🌺 إنَّ أوجُه الخيرية التي أشار إليها النبي -ﷺ- في حديثه هذا كثيرة، منها ما يلي:

• أنّه يعبد الله على بصيرة في كل ما يأتي ويَذَر.

• نيله الثواب العظيم في تعليم الخلق، وتبصيرهم بدينهم، فإنّ كلّ من يعبد الله على بصيرةٍ بسببه فهو شريكٌ في الأجر..

• أن المُتَفَقِّه في الدين وارث من ورثة النبي -ﷺ-، فإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا وإنما ورَّثوا العلم، فمَن أخذه أخذ بحظٍّ وافر.

⛔ كثيرٌ من الناس حينما يسمع هذه القاعدة يظن أن الفقه قاصرٌ على معرفة مسائل الحلال والحرام، وهذا فهم مغلوط!

✅ بل الحديث يشمل ما هو أوسع من ذلك؛ من الفقه في الدّين بعموم أبوابه،

📌وأصل الفقه وأساسه: معرفة التوحيد وما يكمّله، وما يضاده (الشرك) أو ينافي كماله، ومعرفة معاني كلام الله -عز وجل- الذي أنزله في كتابه، ومعرفة معاني حديث رسول الله -ﷺ-؛

💡 ولهذا كان بعض العلماء يسمي فهم ما يختص بعلوم العقائد: الفقه الأكبر.

📝 وخلاصة ما تقدم التعليق عليه في هذه القاعدة العظيمة أمران:

🔻 أن الفقه في الدين أعمّ من أن يُخَصَّ بالفقه في الأحكام الخاصة بالحلال والحرام.

🔻 أن الفقه لا يقف عند حدّ المعرفة العلمية، بل يدخل فيه العمل، والخشية من الله، والتوازن في عرض الدين، وأن ذلك كله من سِمات الفقيه،

⚠ ومَن قصَّرَ في شيء من ذلك فقد نقص فقهه بحسبه.

اللهم فَقِّهنا في الدين، وعلمنا التأويل، وزدنا علمًا وانفعنا بما علمتنا.

💫من كتاب: قواعد نبوية- أ.د.عمر المقبل (باختصار)💫

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 12-20-2018 الساعة 12:51 AM
رد مع اقتباس