الموضوع: قواعد]_نبوية
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12-13-2018, 01:07 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


🌟القاعدة الثانية:

"مَن أحدثَ في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ"

من أحدثَ في أمْرِنَا هذا ما ليسَ منه فهو رَدٌّ

الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

الصفحة أو الرقم: 1718 | خلاصة حكم المحدث : صحيح


📍 هذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام، وهو من جوامع كلمه ﷺ، فإنه صريح في ردّ كل البدع والمُختَرَعات -أي في الدين-

⚖ وهو كالميزان للأعمال في ظاهرها ؛ كما أنّ حديث: "إنما الأعمال بالنيات" ميزان للأعمال في باطنها.

🔅وقوله: "فهو ردّ": أي مردود عليه

💡وهذه القاعدة تدل على أن كلّ بدعة أُحدثت في الدين، ليس لها أصل في الكتاب والسنة، سواء كانت من البدع القولية الكلامية، أو من البدع العملية -كالتعبد لله بعبادات لم يشرعها الله ولا رسوله ﷺ- فإن ذلك كله مردود على أصحابه، وأهله مذمومون بحسب بدعهم وبُعدها عن الدين،

⚠ فمن أخبر بغير ما أخبر الله به ورسوله، أو تعبد بشيء لم يأذن الله به ورسوله ولم يشرعه فهو مبتدِع، ومن حرَّمَ المباحات، أو تعبد بغير الشرعيات فهو مبتدع.

🔅 وعبَّر عن الدِّين بـ"الأمر" تنبيهًا على أن هذا الدين هو أمرنا الذي نهتم له ونشتغل به، بحيث لا يخلو عنه شيء من أقوالنا وأفعالنا وأحوالنا.

🔅 وفي قوله "في أمرنا" دليل على أن المحدثات في الأمور الدنيوية غير داخلة في حد البدعة، بل هي من الأمور المباحة في أصلها.

⛔ ومن تأمل في الإحداث في الدين وجد أنه ينطوي على مفاسد كثيرة منها:

▪ أولًا: أنّ في الابتداع في الدين نوعًا من الاستدراك على صاحب الشرع؛ فإن الله -تعالى- قضى وامتنَّ على عباده بإكمال الدين بقوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة:٣]، وليس بعد الكمال إلا النقص، فمَن أحدَثَ في الدين واخترع للناس عبادة جديدة، فكأنه يقول بلسان حاله: إن الدين غير كامل! وهذا وإن لم يَدُرْ بخلد مسلم، إلا أنّ هذا مؤدّاه في الحقيقة.

🔅 ولهذا قال -عليه الصلاة والسلام- قولًا قطع به كل استثناء يتوهمه أحدٌ في هذا الباب، كما في الصحيح من حديث جابر: "كلُّ بدعةٍ ضلالة"، فلم يستثنِ شيئًا.

▪ ثانيًا: لو فُتِحَ الباب لكل أحدٍ أعجبته عبادة من العبادات أن يشرعها للناس ويحثّهم عليها؛ لم يصبح لبلاغ النبي -ﷺ- قيمة، ولصار التعبد لله -تعالى- ملفقًا من أقوال الرجال الذين يقع منهم الخطأ والغلط، ولحُمّل العباد آصارًا من العبادات لم يأذن بها الله، وللحقهم من الحرج الشيء العظيم! وهذا مشاهد ومعلوم من أحوال المجتمعات التي فشت فيها البدع.

▪ثالثًا: أن المُلاحَظ والمشاهَد، أنه ما من بدعة تفشو إلا صارت سببًا في طمس سنة من السنن أو خفائها؛ ذلك أن العبادة إما أن تكون وفق السنة وإلا خرجت عنها إلى حد البدعة، سواء بقصد أم بغير قصد.

🔦 ومن تأمل في واقع بعض المجتمعات الإسلامية التي فشت فيها بعض البدع تيقن هذه الحقيقة، فحين يفشو التوسُّل المحرّم أو الشركي يضعف التوحيد! وحين تنتشر الاذكار المبتدعة تختفي الأذكار الشرعية!.. وهكذا، والله المستعان.

💫من كتاب: قواعد نبوية- أ.د.عمر المقبل (باختصار)💫

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 12-18-2018 الساعة 01:34 AM
رد مع اقتباس