الموضوع: قواعد]_نبوية
عرض مشاركة واحدة
  #35  
قديم 03-07-2019, 01:27 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي


🌟القاعدة الرابعة والثلاثون:

"نعمتان مغبونٌ فيهما كثير من الناس: الصحّة والفراغ"


(نِعمتانِ مَغبونٌ فيهما كثيرٌ منَ النَّاسِ : الصِّحَّةُ والفَراغُ)
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي

الصفحة أو الرقم: 2304 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |

📌هذه قاعدة نبوية جليلة في فقه الوقت والعمر، وفي فقه الصحة والعافية، فهي دعوة نبوية إلى التصرُّف الأمثل، والتعامل الأحسن مع نعم الله -تعالى- على العبد في الزمن والبدن.

🔎 إن في التعبير بالغبن -وهو النقص والغلبة على الشيء- لإشارةً إلى معنًى شريف، فإنّ أكثر الناس قد يقاتل على الغبن في ماله، أو وظيفته، لكن قَلَّ منهم من يغتمّ ويهتم لضياع وقته، أو اغتنام قوّة بدنه فيما يفيده وينفعه.

‼ ولا يتفطَّن لهذا الغبن من الناس -في حال صحتهم وفراغهم- إلا القلة!

⇦تأمَّل -مثلًا- في حال الطالب حين يقترب وقت اختباراته؛ كيف يحاصر الوقت ليغتنم كلّ دقيقة!

⇦ وتأمّل في حال المريض حين يُلجِئه المرض إلى البقاء في السرير أيامًا أو أشهرًا... إنهم غالبًا لا يتذكرون إلا لحظات النشاط التي كانوا يغدون بها ويروحون.

⛔ إن من الناس من لا يشعر بالغبن في وقته -وهذا نوعٌ من العقوبة الخفية- ولا يكتفي بهذا، بل تراه -لغفلته- ينقل غُبنه ونقصه وتفريطه في وقته إلى الآخرين من خلال السطو على أوقاتهم، وإشغالهم عن أعمالهم بتافه القول، ورديء الحديث...

💡لقد جاء هذا التعبير النبوي العجيب: "نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس" لشحذ الهمم، وليسعى كلٌّ إلى ما يجنِّبه عن ذلك الغبن، وتلك الخسارة.

🌀🍃 والإنسانُ قد يكون صحيحًا ولا يكون متفرغًا للعبادة؛ لاشتغاله بأسباب المعاش، وقد يكون متفرّغًا من الأشغال ولا يكون صحيحًا، فإذا اجتمعا للعبد، ثمَّ غلب عليه الكسل عن نيل الفضائل! فذاك الغبن! كيف والدنيا سوق الرباح، والعمر أقصر، والعوائق أكثر!!

💡وممّا يستعان به على دفع الغبن في الوقت والبدن:

أنّ العبدَ إذا تذكَّرَ لحظاتِ مرضٍ مرَّت به في سالف الدهر، نظرَ ما الذي كان يُحبّ أن يفعله في حال صحته، وليكن له بين الفينة والأخرى زيارة إلى المرضى في المستشفيات أو في دورهم؛ ليعلم قدر ما هو فيه من نعمة، وكيف حالَ المرضُ بين أهله وبين أكثر ما يريدون من العمل والإنجاز.

اللهم اجعلنا ممن يربحون صحتهم وفراغهم أعظمَ الربح، وجنّبنا الخسار في الدنيا والآخرة، واجعلنا على مرضاتك من العاملين، وبالفردوس الأعلى من الجنة من الفائزين.

💫من كتاب: قواعد نبوية- أ.د.عمر المقبل (باختصار)💫

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 03-07-2019 الساعة 01:32 AM
رد مع اقتباس