عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 06-13-2012, 03:22 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023
y


، وَلَيْسَ فِي اَلسُّنَّةِ قِيَاسٌ، وَلَا تُضْرَبُ لَهَا اَلْأَمْثَالُ، وَلَا تُدْرَكُ بِالْعُقُولِ وَلَا اَلْأَهْوَاءِ، إِنَّمَا هُوَ اَلِاتِّبَاعُ وَتَرْكُ اَلْهَوَى
الشرح
هنا لا ينفي الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ القياس المعروف عند الأصوليين " علماء أصول الفقه "
لا ينفي هذا ، إنما يقصد :
إذا جاء النَّص من السنَّة ، فلا يجوز أن يقال : أليس ذلك يقاس على كذا وكذا ، أي إذا صح الحديث ، فلا يجوز أن يُرد بقياس عقلي ، ولا يجوز أن يضرب بذلك الأمثال كما بيَّنَ شيخُ الإسلامِ " ابن تيمية " ـ رحمه الله :
لا يمكن أن يتعارض نص صريح مع ما يقتضيه العقل السليم أبدًا . فصريح المعقول يلتقي مع صحيح المنقول ، وصحيح المنقول يلتقي مع صريح المعقول . ومع ذلك :
لا يجوز أن تقاس السنّة بالعقول أو أن يضرب لها الأمثال . وليس في السنّة قياس ولا تضرب لها الأمثال:
أي :
عليك أن تسلِّم بالنصوص ، وإن لم تدركها بعقلك القاصر فالعقل ليس حجة في نفسه وإن كان يصلح أن يُحسِّن ويقبِّح على الراجح من أقوال أهل الحديث والسنَّة ، ولكنه لا يستقل بذلك ، ولا يمكنه إدراك ذلك في كل شيء بل كما قال شيخ الإسلام " ابن تيمية " ـ رحمه الله ـ في مجموع فتاواه وفي بعض المواضع من كتبه الأخرى قال :إن العقل إذا كان سليمًا فهو كالعين السليمة ، فكما أن العين لا ترى ولا تبصر إلا إذا ظهر نورًا أمامها ، فكذلك العقل لا يستقل بالهداية حتى تطلع عليه شمس الرسالة .
عبارة عظيمة .
هذا رجل كما يقولون في الطب : نظره ستة على ستة "6/6 " وضعه في غرفة مظلمة تمامًا ، ليس فيها ثقب إبرة يؤدي إلى الخارج ، هل سيرى شيئًا ؟ لا ... لا يستطيع أن يرى إلا إذا ظهر نور أمام عينه ، يستطيع أن يرى .
وكذلك العقل ، مهما كان ذكيًا ومستنيرًا ، مهما كان عبقريًا وفذًا ، لا يمكن أن يستقل بالهداية ، حتى تطلع
عليه شمس الرسالة ...
فالوحي لابد منه لهداية العقل ، وما ضلَّ أكثر من ضلْ من البشر إلا بسبب اغترارهم بذكائهم . إذا نظرت إلى الملاحدة ، وجدت معظم الملاحدة من العباقرة والأذكياء في أقوامهم ممن يصفونهم بالعبقرية وبالذكاء الخارق ، تجد هذا في المخترعين والأدباء كثيرًا جدًا قديمًا وحديثًا ، تجده عبقريًا في الطب ... تجده ملحدًا !!!
اغتر بعقله وظنَّ أنه ممكن أن يستقل بالهداية دون الحاجة إلى نور الرسالة وأبى الله إلا أن يقول "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌعَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "سورة النور / آية : 35 .
فإذا التقى نور الوحي مع نور الفطرة والعقل السليم ،
حصلت الهداية "نُورٌعَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ" فاتضح أن المراد من الآية الهداية" يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ" فلا هداية إلا بنور الله سبحانه وتعالى بوحي الله بالرسل والكتب ،فلابد من التسليم بما جاء من عند الله عز وجل ،ولايُضرب الأمثال ولا يُرد بالقياس .

*أما القياس عند الأصوليين : فهو موضوع آخر ، فالمجتهد من هذه الأمة ، من علمائها ، إذا عرضت له مسألة ولم يجد فيها نص ، فإنه يلجأ إلى " القياس " كوسيلة لمعرفة الحق ، إذ يحاول أن يعرف حكم هذه المسألة بأن يقارنها بأقرب مثال أو بأشبه المسائل بالمسألة التي يبحثها ،وهذا سبيل لمعرفة الحق والصواب ، وقد يصيب وقد يخطئ ، فإن، أصاب فله أجران ، وإن أخطأ فله أجر ، وهو سبيل سلكها ورأى بمشروعيتها جماهير أهل العلم ، بل قد نقول أنه " إجماع " لأن المخالف في هذه المسألة ، قد لا يعتد بخلافه .
المراد على كل حال، لا تُرد الآثار بالرأي أو بالقياس أو يضرب لها الأمثال ، كيف هذا ؟ وكيف هذا ؟وكيف يكون كذا ؟ وكيف يأتي مَلك الموت لموسى " عليه السلام " في صورة رجل فيفقأ عينه !!! ما في كيف .
كيف أجمع عقلاء الناس على أن الذبابة شرٌ وضرٌ ثم نحن نقول إن الحديث فيها " إنك تغمسها ثم إنك تنزعها" ثم ... ثم ... كيف ؟ هكذا تُرد الآثار بالرأي .

"إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه ؛ فإن في أحد جناحيه داء ، و في الآخر شفاء ، و إنه يتقي بجناحيه الذى فيه الداء ، فليغمسه كله ثم لينزعه" الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 835-خلاصة حكم المحدث: صحيح.الدرر السنية

قال صلى الله عليه وسلم"إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ، ثم ليطرحه ، فإن في أحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء" الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5782-خلاصة حكم المحدث: صحيح.



التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 07-30-2020 الساعة 02:58 AM