عرض مشاركة واحدة
  #71  
قديم 12-06-2022, 02:31 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

ورود اسمَي الله "القريب"، "المجيب" في القرآن الكريم

📍ورد اسمه -سبحانه- (القريب) في القرآن ثلاث مرات،

🔅 مرةً مفردًا* كما في قوله -تعالى-:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}
[البقرة:186]،

🔅ومرة مُقترنًا باسمه -سبحانه- (السميع) كما في قوله:
{وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ} [سبأ:50].

🔅ومرة مقترنًا باسمه -سبحانه- (المجيب) كما في قوله -تعالى-:*
{فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ}
[هود:61].

📍 ورد اسمه -سبحانه- (المجيب) مرة واحدة في القرآن وذلك في قوله -تعالى-: {فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ}*
[هود:61].

🔅وورد بصيغة الجمع في قوله -تعالى-:
{وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ}
[الصافات:75].

♡ معنى "القريب" في حق الله -عز وجل-

💬 قال الطبري -رحمه الله- في قوله: {إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ} [سبأ:50]:

«إن ربي سميع لما أقول لكم، حافظ له وهو المجازي لي على صدقي في ذلك، وذلك مني غير بعيد فيتعذَّر عليه سماع ما أقول لكم وما تقولون وما يقوله غيرنا، ولكنه قريب من كلِّ مُتكلِّم، يسمع كلَّ ما ينطق به، أقربُ إليه من حبل الوريد».

💬 وقال السعدي -رحمه الله-:

«القريب أي: هو القريب من كل أحد، وقربه نوعان:

▫️قرب عام من كل أحد بعلمه، وخبرته، ومراقبته ومشاهدته، وإحاطته، وهو أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد.

▫️وقرب خاص من عابديه، وسائليه، ومجيبيه، وهو قرب يقتضي المحبة، والنصرة، والتأييد في الحركات، والسكنات، والإجابة للداعين، والقبول، والإثابة.

🔅وهو المذكور في قوله -تعالى-: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب} [العلق: 19]،

🔅 وفي قوله: {إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ}
[هود: 61]،

🔅 وفي قوله:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}
[البقرة: 186]،

💡وهذا النوع قرب يقتضي ألطافه تعالى، وإجابته لدعواتهم، وتحقيقه لمراداتهم، ولهذا يقرن باسمه (القريب) اسمه (المجيب)،

📍وهذا القرب قُربٌ لا تدرك له حقيقة، وإنما تعلم آثاره من لطفه بعبده، وعنايته به وتوفيقه، وتسديده، ومن آثاره الإجابة للداعين والإثابة للعابدين».

♡ لا منافاة بين قرب الله وعلوّه على عرشه

💬 ويبين ابن القيم - رحمه الله- أن لا منافاة بين علوه -سبحانه- وقربه فيقول:

«وهو -سبحانه- قريبٌ في علوه؛ عالٍ في قربه، كما في الحديث الصحيح عن أبي موسى الأشعري قال: كنا مع رسول الله*-ﷺ- في سفرٍ، فارتفعت أصواتنا بالتكبير، قال:

🔅 "أيها الناس، أربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبًا، إن الذي تدعونه سميعٌ قريبٌ، أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته"

◈ فأخبر* -وهو أعلم الخلق به- أنه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته،

◈ وأخبر أنه فوق سماواته على عرشه؛ مُطَّلعٌ على خلقه؛ يرى أعمالهم، ويرى ما في بطونهم، وهذا حقٌ لا يُناقض أحدُهما الآخر.

💡والذي يُسهِّل عليك فهم هذا: معرفة عظمة الربِّ؛ وإحاطته بخلقه، وأن السماوات السبع في يده كخردلة في يد العبد، وأنّه -سبحانه- يقبض السماوات بيده والأرض بيده الأخرى؛ ثم يهزهنَّ،

فكيف يستحيل في حقِّ مَنْ هذا بعض عظمته أن يكون فوق عرشه؛ ويقرب من خلقه كيف شاء وهو على العرش؟!».

💫ولله الأسماء الحسنى - د.عبدالعزيز الجليل💫

❤️حياة القلوب في
معرفة علام الغيوب❤️
رد مع اقتباس