عرض مشاركة واحدة
  #37  
قديم 05-03-2020, 01:58 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي

على منهاج النُّبُوَّة

3️⃣7️⃣

أكُنتَ تدعو بشيءٍ؟

زار النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم رجلاً من أهل المدينة قد أصابَه المرض، فوهن جسمه، وخفَّ وزنه حتى ظنَّ كل من عاده أنها النهاية!
استرعىْ حالُ الرجل النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم فسألَه: أكُنتَ تدعو بشيء؟

فقال: نعم، كنت أقول: اللهمَّ ما كنتَ معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا!
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: سبحان الله، لا تطيقه، أفلا قلتَ: اللهمَّ آتِنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقِنا عذابَ النار!
فدعا الرجل بها، فشفاه الله!

الفكرة أنَّ القدر موَكَّلٌ بالمنطق، والناس أحياناً يدعون بصورةٍ خاطئةٍ، ويشترطون على الله شروطاً تتنافى مع رحمته، فيُعطيهم الله ما سألوه، حتى يفقهوا ويرجِعوا!
هذا الصحابي من حِرصِه على النجاة من عذاب الآخرة، كان يدعو أن يجعل الله كل عذابه في الدنيا، فدلَّه النبي صلَّى الله عليه وسلَّم على الصواب، وهو الدعاء بالنجاة في الدنيا والآخرة!

يمرض ولد
صغيرٌ فتسمعُ أمه تدعو: ليتني أنا ولا أنت! وهذا الدُّعاء من الأُم لا شك يحمل في طياتِه رحمةً وحباً لابنها، لكنه ينضوي على جهل، لماذا على الأُم أن تدعو بانتقال المرض إليها في حين أن بإمكانها أن تدعو الله سبحانه أن يعافي ابنها ويعافيها!

لا يعرف الإنسان متى يوافق دعاؤه ساعة استجابة، لهذا عليه أن يتأدَّب في الدُّعاء، ولا يسأل الله إلا خيراً!
تكسر البنت صحناً، فتغضبُ الأمُّ وتدعو عليها قائلة: كسر الله قلبكِ! ماذا لو استجِيبتْ هذه الدعوة، أكسر قلبٍ مقابل كسر صحن؟!

يتشاجرُ الأولاد في البيت، فتسمع دعاء الأُم في الغالب أو الأب أحياناً: الله يغضب عليكم! ماذا لو استجِيبَتْ هذه الدعوة! أَغَضَبُ الله سُبحانه مقابل لحظة شِجار صبيانية؟!

على المرء أن يختارَ ألفاظه في الدعاء، وأن لا يسأل الله سبحانه إلا الخير، فإنَّه جلَّ في علاه لا يُعجزه شيء!
منقول

•••••••••
رد مع اقتباس