🌸🍃🌸🍃🌸🍃
🍃 5⃣3⃣ 🍃
■ حفظ الرسالات
لما كانت الرسالات السابقة مرهونة بوقت و زمان فإنها لا تخلد ولا تبقي ؛ ولم يتكفل الله بحفظها ؛ وقد وكل حفظها إلي علماء تلك الأمة التي انزلت عليها ف التوراة وكل حفظها الي الربانيين و الاحبار :
{ وَٱلرَّبَّـٰنِیُّونَ وَٱلۡأَحۡبَارُ بِمَا ٱسۡتُحۡفِظُوا۟ مِن كِتَـٰبِ ٱللَّهِ وَكَانُوا۟ عَلَیۡهِ شُهَدَاۤءَۚ }
[سورة المائدة 44]
👈 ولم يطق الربانيون و الاحبار حفظ كتابهم ؛ وخان بعضهم الامانة فغيروا و بدلوا و حرفوا و حسبك ان تطالع التوراة لتري ما حل فيها من تغيير و تبديل ؛ لا في الفروع بل في الاصول ؛ فقد نسبوا الي الله تعالى ما يقشعر الجلد لسماعه ؛ و نسبوا الي الرسل ما يترفع الرعاع عن نسبته إليهم ؛
✋ اما هذه الرسالة الخاتمة فقد تكفل هو بحفظها ؛ ولم يكل حفظها الي البشر :
(إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَـٰفِظُونَ)
[سورة الحجر 9]
وانظر اليوم في هذا العالم شرقه و غربه لتري العدد الهائل الذي يحفظ القرأن عن ظهر قلب ؛ بحيث لو شاء ملحدا او يهوديا او صليبي تغيير حرف منه فإن صبيا صغيرا ؛ او ربة بيت ؛ او عجوزا لا يبصر طريقه يستطيعون الرد عليه و بيان خطته و افترائه ؛ ناهيك عن العلماء الذين حفظوه ؛ و فقهوا معانيه و تشبعوا بعلومه ؛
و انظر إلى تاريخ هذا الكتاب و كم نال من عناية و رعاية في تدوينه و تفسيره و إعرابه و قصصه و اخباره و احكامه .
ماكان ذلك ليكون لولا ذلك الحفظ الإلهي الرباني ؛
و سيبقي هذا الكتاب إلي ان يأذن الله بزوال هذا الكون و دماره .
🌸🍃🌸🍃🌸🍃
|