عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 09-18-2018, 12:07 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي


الدرس رقم 9⃣

🔰 الطرق الخمسة في كيفية التعامل مع الشخص الذي تختلفت معه ‼

♻ماالهدف اذن من هذه الطرق♻

🔅حتى تصلح ذات البين وتحقق الألفة بين الناس
🔅 أن تتعلم أنت كيف تطبق هذه النقاط مع من حولك؟
🔅ومن أجل أن تؤلف بين الناس ونحل المشاكل بها..

🌐الطريقة اﻷولى ♻التعامل مع بعض الناس بالمنطق العقلي:♻

النقطة الأولى، "ماذا تفعل إن اختلف معك شخص ذو عقل؟ ‼- أي رجل عاقل صاحب عقل ورأي-
📶1⃣وسأضرب لكم المثال الأول:
فكما تعلمون أنه انتشر عن أبي حنيفة أنه ضد حديث النبي صلى الله عليه وسلم لأنه يختار الرأي.
ووصل للحجاز أن هذا الرجل (أبا حنيفة) يُفسِد في الدين وأنه يُقَدِّم رأيه الشخصي على حديث النبي وهذا يسمى بالقياس...

لكن كما تعلمون ان الواقع هو عكس هذا الكلام.
↩ فقد ذهب الإمام أبو حنيفة لتأدية مناسك الحج وقابل هناك الإمام محمد الباقر- وهو من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم-👈 فرآه الإمام محمد الباقر هناك ووجه له كلاما في منتهى الشدة فقال له:
↩"أنت الذي غَيَّرت دين جدي فقَدَّمت القياس على أحاديث جدي؟‼ - وقدمت القياس" أي تقيس بالرأي-.
👈فقال أبو حنيفة: " لا ما فعلتُ".
قال الإمام محمد الباقر: "بل فعلتَ".
♦انظروا كيف طريقة التعامل مع شخص اتهمك بشئ مافيك ♦
👈فقال أبو حنيفة: "يا إمام، هلا جلست حيث تحب حتى أجلس حيث أحب؟"
🌼فجلس الإمام محمد الباقر على ما يشبه الكرسي أو الأريكة،
👈 فجاء أبو حنيفة وقال له: "أنت جلست حيث تحب وأنا أجلس على الأرض حيث أحب أن أكون بين يديك".
♦شاهدتم هنا كيف بدأ بتهدئته♦
👈 وقال له أبو حنيفة: "إنما فعلت ذلك لأن مقامك عندي كمقام جدك عند أصحابه صلى الله عليه وسلم.
فقد بدأ معه أبو حنيفة هكذا حتى قبل أن يشرح له وجهه نظره، ♦
انتبه هنا وإياك أن تعتقد أن المنطق العقلي كلام نظري فحسب، فلابد أن تمس القلب ولابد أن تتواضع لمن هو أمامك.
⬅ما هو هدفك؟ هل هدفك أن تكسب؟ أم هدفك أن يظهر الحق وتتآلف القلوب♦؟ ♦

👈لأبي حنيفة كلمة جميلة جدا احفظوها
يقول فيها:
👈 "أنا مع من يختلف معي، كمثل رجل ضاعت ناقته في الصحراء، فهو يريد الناقة فلا فرق عنده:
هل هو الذي سيجدها أم أحد آخر سيجدها؟
👈وأنا أبحث عن الحق، لا يَفرِق معي عن لساني سيكون أم عن لسان غيري؟"

♦هذا الكلام بمثابة الذهب. من يبحث عن الحق كمن يبحث عن ناقة في صحراء، هل يشكل فرقا عندك إذا
كان من سيجدها أنت أم شخصٌ آخر؟" ♦

🌼فقد قال له الإمام محمد الباقر: "أنت الذي غَيَّرت دين جدي!"⁉⁉

♦ فكأنما يقول له أبو حنيفة في أول رد عليه: "انظر لجلستي وطريقتي معك تعرف منها أنني لم أغيّر دين جدك". هلا نظرتم إلى هذا الإقناع؟ ♦

↩تستطيع ذلك إن شاء الله بالنية وبالتدريب وبالمحاولة حتى تكسب قلوب الناس وتحقق نجاحات في مجالك .
👈وقال أبو حنيفة: "يا إمام، أنت تقول أنني غَيَّرت دين جدك بالقياس بالرأي وتركت حديثه".
🌼قال: "نعم، فعلت".
👈فقال: "يا إمام، أسألك ثلاثة أسئلة..." - ‼
انتبه هنا إلى طريقة أبو حنيفة الدائمة في الإقناع وتعلموها-
كان إذا سأله أحدهم سؤالاً لا يرد عليه بالجواب فيصبح في موقف ضعيف، ولكن يرد عليه بسؤال.
👈 هو كان يبدأ بسؤال سهل. كان لا يرد عليه بسؤال صعب حتى يستطيع أن يَوْجِد مساحة مشتركة بينه وبين الشخص الآخر ولِيُكَبِّر المساحة المشتركة بأسئلة سهلة،
👈فيظل يسأل من أمامه حوالي ثلاثة أو أربعة أسئلة سهلة حتى يصل إلى نقطة الخلاف فيكون من أمامه هدأ وسكن. ألم أقل لكم أنها مهارات؟! ❗❗

👈فبدأ معه الإمام أبو حنيفة بثلاثة أسئلة:
⬅السؤال الأول: "أيهما أضعف، الرجل أم المرأة؟" وهذا سؤال سهل. ‼ ‼
فقال محمد الباقر: "المرأة أضعف" - بدنيا المرأة أضعف-.
👈قال: "في دين جدك صلى الله عليه وسلم أيهما أقل من الآخر، ميراث الرجل أم ميراث المرأة؟"
🌼 قال له: "المرأة نصف الرجل".
👈فقال: "فلو كنت أعمل بالرأي وأترك حديث جدك ودين جدك لقلت المرأة أضعف فتستحق ضعف ما يستحق الرجل. لكني لم أقل ذلك لأن حديث النبي مُقَدَّم عندي على رأيي".

⬅السؤال الثاني: "أيهما أعظم عند الله، الصلاة أم الصيام؟" ⁉ ⁉
🌼فقال الباقر: "الصلاة".
👈فقال: "يا إمام، المرأة بعد رمضان يفوتها صلاة وصيام. بما أمرها جدك صلى الله عليه وسلم أن تقضي الصلاة أم الصيام؟" ‼ ‼
🌼قال: "الصيام".
👈فقال: "فلو كنت أجتهد برأيي وأترك حديث النبي لقلت الصلاة أفضل، فتقضي الصلاة ولا تقضي الصيام. لكني لم أفعل ذلك. قلت كما قال جدك، تعيد الصيام ولا تعيد الصلاة".
♦يتكلم أبو حنيفة هنا بالعقل ولكن بتواضع.♦

⬅السؤال الثالث: قال: "يا إمام، أيهما أكثر نجاسة، البول أم النُطفَة؟" ⁉⁉
- "النُطفَة" أي التي يأتي منها الولد عندما يجامع الرجل زوجته-.
🌼فقال: "في دين جدي، البول أنجس".
👈فقال: "يا إمام، لو كنت آخذ بالرأي وأجتهد وأترك حديث النبي لقلت البول

نغتسل منه اما النُطفَة نتوضأ منها..." لأن البول أنجس ".
..لكني قلت كما قال جدك "البول نتوضأ منه والنُطفَة نغتسل منها" فلم أُغَيِّر بالرأي يا إمام،
👈وإنما فعلت ما فعلت يا إمام لأن العراق كل يوم الناس تكون في جديد، فأردت أن أحمل الناس لدين جدك".

✍فقام محمد الباقر وقَبِّل رأس أبي حنيفة.
انظروا لم يتصارع أبو حنيفةمع الامام الباقر ، أو يقول له مثل: "أنك تقول أنني غَيَّرت دين جدك! لا لم أُغَيِّر به!"، " ونبدأ في الصراع.

↩ولكن أبو حنيفة هنا استخدم المنطق العقلي. لحل الخلاف
مارأيكم بالله عليكم في هذه الروعه في اسلوب الاقناع والحوار⁉
نكمل باقي الطرق في المرة المقبلة بإذن الله

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 09-18-2018 الساعة 12:10 AM
رد مع اقتباس