عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09-15-2018, 07:10 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي

الدرس رقم 3⃣


ومازلنا ياأحبابي مع قصة اﻹمام أبي حنيفة النعمان والتي نتعلم منها كيف يكون التعامل مع الناس بشكل رائع

ويحكي أبو حنيفة قائلا:👈 كنا نجلس الليالي حتى الفجر أنا ومجموعة قليلة من تلامذة حماد،
بعد درس المسجد نجلس لتناول العلم،
🌼 فيقول إن حماد كان رجلًا وأستاذًًا مهذبا، فكان لا يستطيع أبدا أن ينهي الجلسة،.. وكان عنده ديك، وكان هذا الديك يصيح مع اقتراب الفجر،
فيقول لا ينتهي الدرس حتى يصيح الديك حتى لا يكون هو من أنهى الدرس!
♦انظر إلى أدب المعلم! ♦
وفي زماننا هذا من المعلمين والمعلمات من يشعر بنفسه وبعلمه فنجده يتكبر على من هو اقل منه
فأحذروا الكبر والتكبر يااحبابي

👈وكان أبو حنيفة من حبه للعلم يغضب عندما يصيح الديك لأنه يريد أن ينهل من حماد،
فبدأ يقول مازحا: يا لك من ديك كسول تصيح في أول الليل.❗❗
ثم ينظر إلى حماد ويقول له: يا إمام إن الديك يؤذن في وقت خطأ!❗❗

⬅ويقول أبو حنيفة:👈 بعد 10 سنين نازعتني نفسي للرئاسة، فقلت سأذهب اليوم إلى المسجد وأجعل لنفسي حلقة مستقلة، فدخلت المسجد فرأيت حماد في حلقته يجلس،
فما استطاعت نفسي من أجل ما فعله معي ومن أجل إجلاله، فذهبت وجلست في الحلقة وأبيت يومها أن أجلس بجواره،
فجلست بين يدي حماد
♦انظروا يااحبابي ماذا حدث نتيجة تواضعه وإجلاله لشيخه♦
⬅ يقول: ففي اليوم نفسه جاء لحماد خبر من البصرة أن له إرث،
👈فترك الحلقة، وقال لي: كن مكاني حتى أعود،
👈 فجلست مكانه في الحلقة لمدة شهرين، فبقيت أنظر👈 فإذا بقضايا جديدة، كلما جاءت قضية جديدة أقول لم يقلها لي حماد،
👈فأقول: الحمد لله أني لم أنفرد بالرئاسة، فلما عاد حماد كنت قد كتبت كل القضايا التي عرضت علي،
فجلست بين يديه فعرضت عليه ستين قضية فوافقني في أربعين واختلف معي في عشرين
فتعلمت العشرين، فقلت والله لا أفارق حماد مادام حيًّا.

♦ كأن الله أراد أن يكافئه وفي الليلة نفسها، وكأنه تدريب له، وفي هذه المدة بدأت تأتيه مسائل وقضايا جديدة لم يكن تعلمها من حماد، فحمد الله أنه ظل في العمل الجماعي،!♦

👈مات حماد بعد ثمانية أعوام،..... ولكن انظروا إلى هذا الحب والذي نفتقده هذه الأيام بين التلميذ وأستاذه - مع العلم أن أبو حنيفة مختلف مع حماد في أكثر من مائة مسألة، وسوف يغير كل نظام الحلقة بعد ما يقودها- ومع ذلك يقول: ⤵
👈 والله إني لأستغفر لحماد كما أستغفر لوالدي في كل صلاة،👈 وإني لأستغفر لمن علمني العلم ولمن علمته العلم،
👈 فقالوا: لماذا تستغفر لمن تعلمه؟‼ قال: ليثبت على الحق لأظل آخذ ثوابه،
♦انظروا لادب ابي حنيفة ♦
ويقول: والله، كانت بين بيتي وبيت حماد سبع سكك والله ما كنت أستطيع أن أمد قدمي في اتجاه بيت أستاذي حماد. انظر الأدب والحب لأي درجة؟ ⁉ ⁉
👈ويقول: "والله، لا أستطيع أن أقلب الورق بين يدي أستاذي حماد بصوت عال حتى لا أزعجه.
أتعلمون أن أبا حنيفة سمى ابنه حماد على اسم أستاذه؟‼

♦الحب المتبادل بين الشيخ وتلميذه♦
👈 أتعلمون أنه عندما غاب حماد شهرين عن الكوفة وفور رجوعه قال ابنه: يا أبت هذه أول مرة تغيب، لأي شيء اشتقت؟ ‼
👈فقال: لأبي حنيفة، وإني، والله، أتمنى أن أرافقه فلا أغادره حتى أموت.
اللهم ارزقنا حسن الخلق يارب
رد مع اقتباس