عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 12-19-2017, 01:43 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
Haedphone

أحاديث متنوعة وردت عن الملائكة
عن عبدالله بن الزبير قال " سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول عن قتْلِ حنظلةَ بن أبي عامرٍ بعد أن التقَى هو وأبو سفيانَ بن الحارثِ حين علاهُ شدّادُ بن الأسودِ بالسيفِ فقتلهُ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إن صاحبكُم تُغَسّله الملائكةُ فسألوا صاحبتهُ فقالتْ إنه خرج لمّا سمعَ الهائعةَ وهو جنبٌ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لذلك غسلتْه الملائكةُ"الراوي : عبدالله بن الزبير - المحدث : الألباني - المصدر : -السلسلة الصحيحة-الصفحة أو الرقم: 326 - خلاصة حكم المحدث : حسن -الدرر-

"لما تُوُفِّيَ آدَمُ غسَّلَتْهُ الملائِكَةُ بالماءِ وِتْرًا ، وأَلْحَدُوا له ، و قالوا : هذه سنةُ آدمَ في ولدِهِ"الراوي : أبي بن كعب - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 5207 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر-

"ما من عبدٍ مسلمٍ يدعو لأخيه بظهرِ الغَيبِ ، إلا قال الملَكُ : ولك ، بمثلٍ "الراوي : أبو الدرداء - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 2732 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر-

قال الإمام مسلم في صحيحه: حدثنا إسحق بن إبراهيم ،قال:أخبرنا عيسى بن يونس ،قال: حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي الزبير عَنْ صَفْوَانَ - وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ - وَكَانَتْ تَحْتَهُ الدَّرْدَاءُ قَالَ : قَدِمْتُ الشَّامَ ، فَأَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فِي مَنْزِلِهِ ، فَلَمْ أَجِدْهُ ، وَوَجَدْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ ، فَقَالَتْ : أَتُرِيدُ الْحَجَّ الْعَامَ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ . قَالَتْ : فَادْعُ اللَّهَ لَنَا بِخَيْرٍ ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ " دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ ، كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ : آمِينَ ، وَلَكَ بِمِثْلٍ"الَ : فَخَرَجْتُ إِلَى السُّوقِ ، فَلَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ ، فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ يَرْوِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
صحيح مسلم » كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار » باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب-حديث رقم 2733.
وهذا دُعاءٌ مِنَ المَلَكِ لِلدَّاعي، ولا يَكونُ إِلَّا عن أَمْرِ اللهِ فيَنْبَغي لِلعَبْدِ أنْ يُكْثِرَ مِن دُعائِه لِأخيهِ؛ فَهو عَمَلٌ صالِحٌ يُؤجَرُ عليه.
وفي الحديثِ: الحثُّ على إِحسانِ المُؤمنينَ بَعْضِهْم إلى بَعْضٍ .الدرر -

*- عن ابنِ عباسٍ ؛ قال : بينما جبريلُ قاعدٌ عند النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . سمع نقيضًا من فوقِه . فرفع رأسَه . فقال : "هذا بابٌ من السماءِ فُتِحَ اليومَ . لم يفتح قط إلا اليومَ . فنزل منهُ ملكٌ . فقال : هذا ملكٌ نزل إلى الأرضِ . لم ينزل قط إلا اليومَ . فسلَّم وقال : أبشِرْ بنوريٍنِ أوتيتهما لم يؤتهما نبيٌّ قبلك . فاتحةُ الكتابِ وخواتيمُ سورةِ البقرةِ . لن تقرأَ بحرفٍ منهما إلا أُعطيتَه" .الراوي : عبدالله بن عباس - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم: 806 = خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر -
الشرح

فهذا الحديثُ يَذكُر مِنْحةً رَبَّانيَّةً لِمَن قرَأَ سُورةَ الفاتحة وخواتيمَ سُورة البقرة؛ فقوله: "بينما جِبريلُ قاعِدٌ عند النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم سمِع نَقيضًا من فوقِه فرَفَع رأسَه"، والنَّقيضُ: الصَّوتُ الصَّادرُ من حركةِ شيءٍ، فقال جبريلُ: "هذا بابٌ من السَّماءِ فُتِح اليوم، لم يُفتَح قطُّ إلَّا اليومَ، فنَزَل منه مَلَكٌ، فقال: هذا مَلَكٌ نزَل إلى الأرضِ، لم يَنزِلْ قطُّ إلَّا اليوم"، وهذا كلُّه تمهيدٌ لأمرٍ عظيمٍ؛ لأنَّ فَتْحَ بابٍ من أبواب السَّماء لأوَّل مَرَّة، ونزولَ مَلَكٍ غير جبريلَ لأوَّل مرَّة إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، يَدُلُّ على عِظَم الأمرِ المبعوثِ به، فلمَّا نزَلَ المَلَكُ سَلَّم، وقال للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "أَبْشِر بنُورَين أُوتيتَهُما لم يُؤتَهُما نبيٌّ قَبْلك: فاتحةُ الكتاب، وخواتيمُ سُورة البقرة، لن تَقرأ بحَرفٍ منهما إلَّا أُعْطيتَه"، وهذا من عظيمِ فَضْل الله على نبيِّه وعلى أُمَّتِه، وقد سَمَّاهما نُورَين؛ لأنَّ قِراءةَ كلِّ آيةٍ منهما تَجعَل لقارئِها نورًا، يَسعَى أمامَه، ويُرشِده ويَهديه إلى الطَّريقِ القَويم والمنهجِ المستقيم؛ لِما يَحويانِه من المعاني الجَليلة، والتي فيها الاعترافُ بالرِّبوبيَّة وما فيها من اللُّجوءِ التَّامِّ إلى اللهِ بالدُّعاءِ العظيمِ بألفاظِهما.
وفي الحديث: بيانُ عِظَم مَكانةِ سُورةِ الفاتِحة وخَواتيمِ سُورةِ البقرة، والحثُّ على قراءتِهما.
وفيه: بيانُ أنَّ مِن الملائكةِ رُسلًا إلى الأنبياءِ غيرَ جبريلَ.
-الدرر -

*- "ما مِن مُسلِمٍ يعودُ مُسلِمًا غدوةً ؛ إلَّا صلَّى عليهِ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ حتَّى يُمْسِيَ ، وإن عاد عَشيَّةً ؛ إلَّا صلَّى عليهِ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ حتَّى يُصْبِحَ ، وكان لهُ خَريفٌ في الجنَّةِ ".الراوي : علي بن أبي طالب - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب -الصفحة أو الرقم: 3476 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر-

*- "من أتى أخاهُ المسلِمَ عائدًا مشى في خِرافةِ الجنَّةِ حتَّى يجلسَ فإذا جلسَ غمَرتْهُ الرَّحمةُ فإن كانَ غدوةً صلَّى عليْهِ سبعونَ ألفَ ملَكٍ حتَّى يُمسِيَ وإن كانَ مساءً صلَّى عليْهِ سبعونَ ألفَ ملَكٍ حتَّى يصبِحَ"الراوي : علي بن أبي طالب - المحدث : الألباني -المصدر : صحيح ابن ماجه -الصفحة أو الرقم: 1191 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر-
خِرافةِ الجنَّةِ :أي في اجتناء ثمارها.

*"لقدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ ، وكانَ أَشَدَّ مَا لقيتُ منهم يَوْمَ العقبةِ ، إذْ عرضْتُ نَفْسِي عَلَى ابنِ عبدِ يا لِيلِ بنِ عبدِ كُلَالِ ، فَلَمْ يُجِبْنِي إلى ما أردتُّ ، فانطلقْتُ وأنا مهمومٌ علَى وجْهِي ، فَلَمْ أستفِقْ إلَّا وأنا - بقرْنِ الثعالِبِ -، فرفَعْتَ رأسِي فإذا أنا بسَحابَةٍ قدْ أَظَلَّتْنِي ، فنظَرْتُ ، فإذا فيها جبريلُ ، فناداني ، فقالَ : إِنَّ اللهَ قدْ سَمِعَ كلامَ قَوْمِكَ لَكَ ، ومَا ردُّوا علَيْكَ ، وَقَدْ بعثَ إليكَ مَلَكَ الجبالِ لِتَأْمُرَهُ بِما شِئْتَ فيهم ، فناداني مَلَكُ الجبالِ ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ ، ثُمَّ قالَ يا مُحَمَّدُ ! فقالَ ذَلِكَ فَما شِئْتَ ، إِنَّ شِئْتَ أُطْبِقَ عليهمُ الأخشبينِ ، قلتُ : بلْ أرجو أنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أصلابِهم مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وحْدَهُ ، لَا يُشْرِكُ بِهِ شيْئًا"الراوي : عائشة أم المؤمنين - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 5141 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر -
والمعنى: إذا أردتَ أن أَقْلِبَ عليهم الأَخْشَبَيْنِ، والأَخْشَبُ كلُّ جبلٍ غليظ، والأَخشبانِ هما جبلانِ يُضافانِ إلى مكَّةَ مرَّةً، وإلى مِنًى أُخرى، وهما واحد
وفي الحديثِ: شِدَّةُ ما لَقِي النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أذَى المشرِكين.
وفيه: عَفوُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وحِلمُه، وعدمُ عَجلتِه بالدُّعاءِ على أُمَّتِه -الدرر -


*- " تَرِدُ عليَّ أُمَّتِي الحوضَ ، وأنا أذودُ الناسَ عنه ؛ كما يذودُ الرجلُ إبلَ الرجلِ عن إبلِه ، قالوا : يا نبيَّ اللهِ ! أتعرفنا ؟ قال : نعم ، لكم سيَّما ليست لأحدٍ غيرِكم ، تَرِدُونَ عليَّ غُرًّا مُحجَّلين من آثارِ الوُضوءِ . وليُصدَّنَّ عني طائفةٌ منكم ، فلا يَصِلُون ، فأقولُ : يا ربِّ ! هؤلاءِ من أصحابي ؟ ! فيُجيبني مَلَكٌ فيقول : وهل تدري ما أحدَثُوا بعدَك ؟ !الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : السلسلة الصحيحة الصفحة أو الرقم: 3952 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر-

* "ما من آدميٍّ إلا في رأسِه حَكَمَةٌ بيدِ مَلَكٍ ، فإذا تواضَع قيل للملَكِ ارْفَعْ حَكَمَتَه ، وإذا تكبَّر قيل للملَكِ : ضَعْ حَكَمَتَه ".الراوي : عبدالله بن عباس - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب -الصفحة أو الرقم: 2895 - خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره - الدرر -
حَكَمَةٌ : وهي بالتحريك ما يجعل تحت حنك الدابة يمنعها المخالفة كاللجام والحنك متصل بالرأس -بيد ملك- موكل به (فإذا تواضع) للحق والخلق -قيل للملك- من قِبَل اللّه تعالى -ارفع حكمته- أي قدره ومنزلته يقال فلان عالي الحكمة، فرفعها كناية عن الاعذار -فإذا تكبر قيل للملك ضع حكمته- كناية عن إذلاله فإن من صفة الذليل تنكيس رأسه فثمرة التكبر في الدنيا الذلة بين عباد اللّه وفي الآخرة نار الإيثار وهي عصارة أهل النار كما جاء في بعض الأخبار.الألوكة -
الكتاب : مصابيح التنوير على صحيح الجامع الصغير-مختصر فيض القدير شرح الجامع الصغير للإمامِ عبد الرؤوف المناوي -المؤلف : محمد بن ناصر الدين الألباني.

*"إذا قامَ أحدُكُمْ يصلِّي مِنَ الليلِ، فَلْيَسْتَكْ، فإنَّ أحدَكُمْ إذا قرأَ في صلاتِهِ، وضعَ مَلَكٌ فَاهُ على فيهِ ، و لا يخرجُ من فيهِ شيءٌ إلَّا دخلَ فَمَ المَلَكِ"الراوي : جابر بن عبدالله - المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 720 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر -

*"إنِّي أرى ما لا تَرونَ ، وأسمَعُ مالاتسمَعونَ ، أطَّتِ السماءُ ، وحُقَّ لها أن تَئِطَّ ، ما فيها موضِعُ قدمٍ إلَّا ملَكٌ واضعٌ جبهتَه ساجدًا للهِ ، واللهِ لَو تعلَمونَ ما أعلمُ لضحِكتُمْ قليلًا ، ولبكَيتُمْ كثيرًا ، وما تلذَّذْتُم بالنِّساءِ على الفرُشِ ولخرَجتُم إلى الصُعُداتِ تجأَرونَ إلى اللهِ ، واللهِ لودِدتُ أنِّي شجَرةٌ تُعضدُ ". الراوي : أبو ذر الغفاري - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب-الصفحة أو الرقم: 3380 - خلاصة حكم المحدث : حسن- الدرر-

الشرح
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَرى ويَسمَعُ ما لا يَراه البشَرُ ولا يَسمَعونه، وكان بأمَّتِه رَؤوفًا رحيمًا.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو ذرٍّ الغفاري رضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: "إنِّي أرى ما لا ترَون، وأسمَعُ ما لا تَسمَعون"، أي: إنِّي أشاهِدُ ما لا تَستطيعون مُشاهدتَه، وأسمَعُ ما لا تستطيعون سَماعَه مِن أمورٍ غائبةٍ عنكم، "أطَّتِ السَّماءُ"، أي: أصدَرَت صوتًا وصوَّتَت، والأطيطُ هو صوتُ الإبلِ وحنينُها، وصوت الأقتابِ، "وحُقَّ لها أن تَئِطَّ"، أي: وكان لها الحقُّ في أَطيطِها ويَنبَغي عليها أن تَئِطَّ والسَّببُ أنَّه؛ "ما فيها مَوضِعُ أربَعِ أصابِعَ إلَّا ومَلَكٌ واضِعٌ جَبهَتَه للهِ ساجدًا"، أي: ليس في السَّماءِ مِقدارُ موضعِ أربعِ أصابِعَ إلَّا وفيه ملَكٌ مِن الملائكةِ، واضِعٌ جَبهتَه ذُلًّا وخُضوعًا ساجِدًا للهِ، والمعنى: أنَّ كَثرةَ ما في السَّماءِ من الملائكةِ قد أثْقَلَها حتَّى أَطَّتْ.
ثم قال صلَّى الله عليه وسلَّم: "واللهِ لو تَعلَمون ما أعلَمُ"، أي: يُقْسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم باللهِ ويَقولُ: لو كُنتُم تَعْلَمون ما أعلَمُ مِن عِظَمِ الأمرِ وهَولِه وشِدَّتِه، "لَضَحِكْتم قَليلًا ولَبَكيتُم كَثيرًا"، أي: لقَلَّ ضَحِكُكم ولَزاد بُكاؤُكم مِن هَولِ ما تَعلَمون، "وما تَلذَّذتم بالنِّساءِ على الفُرُشِ"، أي: ولا هَنِئَ لكم الاستِمتاعُ بزَوجاتِكم مِن الخوفِ والفزَعِ وهولِ الأمرِ وشدَّتِه، "ولَخرَجتُم إلى الصُّعُداتِ"، أي: ولَتَركتُم بُيوتَكم وخرَجتُم في الطُّرقِ والسُّبلِ، "تَجأَرون إلى اللهِأي: تتَضرَّعون إلى اللهِ أن يُنجِّيَكم ويَغفِرَ لكم ويَعفُوَ عنكم.
فقال أبو ذَرٍّ الغِفاريُّ رَضِي اللهُ عَنه: "لَوَدِدتُ أنِّي كنتُ شَجرةً تُعْضَدُ ومعناه: لَتَمنَّيتُ أنِّي كنتُ شَجرةً تُقطَعُ وتُستَأصَلُ مِن مَكانِها فتَفْنى وتَنتَهي.
- الدرر-

*"من بات طاهرًا بات في شِعارِه ملَكٌ ، فلا يستيقظْ إلا قال الملَكُ : اللهم اغفر لعبدِك فلانٍ ، فإنه بات طاهرًا"
الراوي : عبدالله بن عمر - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب
-الصفحة أو الرقم: 597 - خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره-الدرر-

* "السُّحورُ أكلُه بركةٌ ، فلا تدعوه و لو أن يجرعَ أحدُكم جرعةَ ماءٍ ، فإنَّ اللهَ و ملائكتَه يُصلُّون على المتسحِّرينَ"
الراوي : أبو سعيد الخدري - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 3683 - خلاصة حكم المحدث : حسن- الدرر-

= صلاة الله عز وجل عليه : ثناؤه عليه ،
وصلاة الملائكة عليه الدعاء، - أي يدعون للناس ويستغفرون لهم -

قال البخاري في صحيحه حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ،قال: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ"إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ، فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا ، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الحِمَارِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ، فَإِنَّهُ رَأَى شَيْطَانًا".صحيح البخاري كتاب بدء الخلق -باب: خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال -حديث رقم 3152.

"إذا سَمِعْتُمْ صِياحَ الدِّيَكَةِ مِنَ الليلِ ؛ فإنَّها رَأَتْ مَلَكًا ، فَسَلوا اللهَ من فضلِهِ ، وإذا سَمِعْتُمْ نُهاقَ الحَمِيرِ مِنَ الليلِ ؛ فإنَّها رَأَتْ شَيْطَانًا ، فَتَعَوَّذُوا باللهِ مِنَ الشيطانِ"الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الأدب المفرد-الصفحة أو الرقم: 938- خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر -
الشرح
وقد جاء الحديث غير مقيد بالليل في الصحيحين؛ قال النووي في الأذكار: بابُ ما يقولُ إذا سمع صِياحَ الدِّيكِ ونهيقَ الحِمار ونُباحَ الكَلْبِ: روينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " إذَا سَمِعْتُمْ نُهَاقَ الحَمِيرِ فَتَعَوَّذُوا بالله مِنَ الشَّيْطانِ، فإنَّهَا رأتْ شَيْطاناً، وَإذا سَمِعْتُمْ صِياحَ الدّيَكَةِ فاسْأَلُوا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فإنَّها رأتْ مَلَكاً ".انتهى.
وقد فهم أكثر العلماء من الحديث العموم، ولم يخصوه بالليل، كما سبق في كلام النووي، وبوب البخاري في الأدب المفرد: بَابُ إِذَا سَمِعَ الدِّيَكَةَ. وبوب الطبراني في الدعاء: بَابُ الْقَوْلِ عِنْدَ صُرَاخِ الدِّيَكَةِ وَنَهِيقِ الْحِمَارِ وَنُبَاحِ الْكَلْبِ، ونحو ذلك البيهقي في الدعوات الكبير.
وجاء في كشاف القناع: ويسن... وَإِذَا سَمِعَ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ فَضْلِهِ.
قَالَ فِي " الْآدَابِ " يُسْتَحَبُّ قَطْعُ الْقِرَاءَةِ لِذَلِكَ، كَمَا ذَكَرُوا أَنَّهُ يَقْطَعُهَا لِلْأَذَانِ، ظَاهِرُهُ: وَلَوْ تَكَرَّرَ ذَلِكَ.
ونقل القاري عن الداودي: ليس المعنى أنها لا تصوت إلا إذا رأت ملكًا أو شيطانًا، فإن صياح الديكة وكذلك نهيق الحمار، كثيرًا ما يكون لعوارض وأسباب غير رؤية الملك والشيطان، بل المعنى أن صوتهما قد يكون لذلك أيضًا، فلا يتعين أي الأصوات لذلك وأيها لغيره، فيستحب الدعوة والتعوذ عند كل تصويت منهما، ليقع البعض منهما موقعهما، وإن لم يقع الكل مقام الرؤية، مع أن زيادة الدعاء والتعوذ مطلوبة، وإن لم يكن في محل إجابة، وكذلك حضور شيطان ووجوده لا يتوقف التعوذ عليه لأن الإنسان أحوج ما يكون إليهما، فكان تعميم الأمر بالدعاء والتعوذ عند كل صياح ديك ونهيق حمار كتعميم أمر العبادة في ليالي القدر تحريًا لمظان القبول.انتهى
ومن أهل العلم من قيد كونه وقت إجابة بالليل كابن رجب في جامعه، ونقله النفراوي في الفواكه الدواني عن الأقفهسي.
وليس المقصود أن تقول: اللهم إني أسألك من فضلك، ولكن المعنى أن تسأل الله عمومًا، لا بخصوص هذا الدعاء، ولذلك جاء في رواية في مسند أحمد: فاسألوا الله وارغبوا إليه، وانظر الفتوى رقم73993.والله أعلم. هنا -
*"إذا حضرتُمْ موتاكُم فأغمِضوا البصرَ فإنَّ البصرَ يتبعُ الرُّوحَ وقولوا خيرًا فإنَّ الملائِكَةَ تؤمِّنُ علَى ما قالَ أهْلُ البيتِ"الراوي : شداد بن أوس -المحدث : الألباني - المصدر : صحيح ابن ماجه -الصفحة أو الرقم: 1199 - خلاصة حكم المحدث : حسن-الدرر-

* "إذا أمَّنَ القارئُ فأمِّنوا . فإنَّ الملائِكَةَ تؤمِّنُ ، فمَن وافقَ تأمينُهُ تأمينَ الملائِكَةِ ، غفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ"
الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني- المصدر : صحيح ابن ماجه
-الصفحة أو الرقم: 700 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر-
الشرح
يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه إذا أمَّنَ الإمامُ، أي: قال: آمِينَ، فيُؤمِّنُ وراءه المأمومُ، فإنَّ مَن وافَقَ تأمينُه تأمينَ الملائكة، أي: وافَقَهم في الوقت، غُفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذنبِه، أي: فإنْ أمَّنَ مع الملائكةِ في وقتٍ واحد، غُفِرَتْ ذُنوبُه. -الدرر-
"إذا قالَ الإمامُ : غيرِ المغضوبِ عليْهم ولاَ الضَّالِّين فقولوا آمينَ ، فإنَّ الملائِكةَ تقولُ : آمينَ ، وإنَّ الإمامَ يقولُ : آمينَ ، فمن وافقَ تأمينُهُ تأمينَ الملائِكةِ ، غفرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِه".الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح النسائي
-الصفحة أو الرقم: 926 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر-

أي: فإنْ أمَّنَ مع الملائكةِ في وقتٍ واحد، غُفِرَتْ ذُنوبُه.


* "ألا تصفُّونَ كما تصُفُّ الملائِكةُ عندَ ربِّهم قالوا وَكيفَ تصفُّ الملائِكةُ عندَ ربِّهم قالَ يُتمُّونَ الصَّفَّ الأوَّلَ ثمَّ يتراصُّونَ في الصَّفِّ"الراوي : جابر بن سمرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح النسائي -الصفحة أو الرقم: 815 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر-


*"أتيتُ النبيَّ و هو في المسجدِ مُتَّكيءٌ على بُرْدٍ له أحمرَ ، فقلتُ له : يا رسولَ اللهِ ! إني جئتُ أَطلبُ العلمَ ، فقال : مرحبًا بطالبِ العلمِ ، إنَّ طالبَ العلمِ تحفُّه الملائكةُ - وتُظلُّه - بأجنحَتِها ، ثم يركبُ بعضُهم بعضًا حتى يبلغوا السماءَ الدُّنيا من محبَّتِهم لما يَطلبُ"الراوي : صفوان بن عسال - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب -الصفحة أو الرقم: 71 - خلاصة حكم المحدث : حسن-الدرر -

*"الملائكةُ تصلي على أحدِكم ما دام في مصلاَّه الذي صلَّى فيه ما لم يُحْدِثْ أو يقمْ اللهم اغفرْ له اللهم ارحمْه."
الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود
-الصفحة أو الرقم: 469 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر-
الشرح
والفرْقُ بَيْنَ المغفرةِ والرَّحمةِ أنَّ المغفرةَ سِترُ الذُّنوبِ، والرَّحمةَ إفاضةُ الإحسانِ إليه.
وفي الحديثِ: بيانُ فَضلِ الجلوسِ في الْمُصلَّى على طهارةٍ.
وفيه: أنَّ الحَدَثَ في المسجدِ يُبطِلُ ذلك، ولو استمرَّ جالسًا.
-الدرر-

- أنَّ رجلًا جاء فدخل الصفَّ وقد حفَزَه النَّفَسُ . فقال : الحمدُ لله حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه . فلما قضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صلاتَه قال " أيُّكم المُتكلِّمُ بالكلماتِ؟ " فأرَمّ القومُ . فقال " أيُّكم المُتكلِّمُ بها ؟ فإنه لم يَقُلْ بأسًا " فقال رجلٌ : جئتُ وقد حفَزَني النَّفَسُ فقلتُها . فقال " لقد رأيتُ اثنَي عشرَ ملَكًا يبتدِرونَها . أيهم يرفُعها " .الراوي : أنس بن مالك - المحدث : مسلم- المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 600 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر -

*"كنا يومًا نصلِّي وراءَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلما رفَع رأسَه من الركعةِ، قال : سمِع اللهُ لمَن حمِدَه . قال رجلٌ وراءَه : ربَّنا ولك الحمدُ، حمدًا كثيرا طيبًا مباركًا فيه . فلما انصرَف، قال : مَنِ المتكلِّمُ . قال : أنا، قال : رأيتُ بِضعَةً وثلاثينَ مَلكًا يبتَدِرونها، أيُّهم يكتبُها أولُ ".الراوي : رفاعة بن رافع - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 799 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر-

*"ما منكُم من أحدٍ إلَّا وقد وُكِّلَ بهِ قرينُهُ منَ الجنِّ . قالوا : وإيَّاكَ يا رسولَ اللَّهِ ؟ قال : وإيَّايَ إلَّا أنَّ اللَّهَ أعانَني علَيهِ فأسلَمَ فلا يأمرُني إلَّا بخيرٍ . غيرَ أنَّ في حديثِ سفيانَ . وقد وُكِّلَ بهِ قرينُهُ منَ الجنِّ ، وقرينُهُ منَ الملائكةِ"
.الراوي : عبدالله بن مسعود - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم: 2814 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر-
الشرح
وفي روايةٍ، قال: وَقَد وُكِّلَ به قَرينُه مِنَ الجِنِّ وقَرينُه مِنَ المَلائكةِ، فَكما أنَّه قُيِّضَ له شَيطانٌ يُغويه ويُضِلُّه، كَذلك قُيِّضَ له مَلَكٌ يُسدِّدُه ويُرْشدُه.
وفي الحديثِ: حِرصُ الشَّيطانِ على إغواءِ بَني آدَمَ، وأنَّه لا يَنفَكُّ عنِ الإِغواءِ.
وفيه: أنَّ اللهَ قَيَّضَ لِلإنسانِ مَلَكًا يُعينُه ويُرشدُه، في مُقابلَةِ إغواءِ الشَّيطانِ وفِتنَتِه.
وفيه: دَليلٌ عَلى عِصمَةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن أنْ يُؤثِّرَ فيه الشَّيطانُ بأَذًى في عَقلِه أو قَلبِه بضُروبِ الوَساوسِ.
-الدرر-


*"إنَّ للشَّيطانِ لمَّةً بابنِ آدمَ وللملَك لمَّةً فأمَّا لمَّةُ الشَّيطانِ فإيعادٌ بالشَّرِّ وتَكذيبٌ بالحقِّ وأمَّا لمَّةُ الملَك فإيعادٌ بالخيرِ وتصديقٌ بالحقِّ فمن وجدَ ذلِك فليعلم أنَّهُ منَ اللهِ فليحمدِ اللَّهَ ومن وجدَ الأخرى فليتعوَّذ باللَّهِ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ثمَّ قرأ" الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ "الآيةَ"
الراوي : عبدالله بن مسعود - المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 2988 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر -
الشرح
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أحرَصَ النَّاسِ على أمَّتِه؛ فما مِن شرٍّ إلَّا وحذَّر أمَّتَه منه، وما مِن خيرٍ إلَّا ودلَّ أمَّتَه عليه.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنَّ للشَّيطانِ"، وهو إبليسُ وجُندُه، "لِمَّةً" مِن الإلمامِ، أي: هِمَّةً وإصابةً، وخاطِرًا وقُربًا، "بابنِ آدمَ"، يقَعُ في قلبِه، "وللمَلَكِ" مِن الملائكةِ، "لِمَّةً"، أي: همَّةً وخاطرًا وإصابةً تقَعُ في قلبِ العبدِ، "فأمَّا لِمَّةُ الشَّيطانِ"، أي: بابنِ آدمَ، "فإيعادٌ"، أي: وعيدٌ، "بالشَّرِّ"، أي: الكُفرِ والفُسوقِ والعِصْيانِ، "وتكذيبٌ بالحقِّ"، أي: الشَّرعِ والدِّينِ والإيمانِ، "وأمَّا لِمَّةُ الملَكِ"، أي: بابنِ آدمَ، "فإيعادٌ"، أي: وعدٌ، "بالخيرِ"، أي: الطَّاعةِ، "وتصديقٌ بالحقِّ"، أي: إيمانٌ باللهِ تعالى وملائكتِه وكُتبِه ورُسلِه واليومِ الآخِرِ، والوعدِ مِن الرَّحمنِ بالجِنانِ؛ "فمَن وجَد"، أي: أحَسَّ وأدرَك في نفْسِه وقلبِه، "ذلك"، أي: لِمَّةَ الملَكِ، "فَلْيَعلَمْ"، أي: العبدُ الَّذي أصابَتْه لِمَّةُ الملَكِ، "أنَّه مِن اللهِ"، أي: مِن فَضلِه ومَنِّه ونِعَمِه على عبدِه، "فَلْيحمَدِ اللهَ"، أي: يَشكُرْه على نِعَمِه بالتَّزامِ تلك الطَّاعةِ، "ومَن وجَد الأخرى"، أي: أحَسَّ وأدرَك لِمَّةَ الشَّيطانِ وخاطِرَه، "فَلْيتعوَّذْ باللهِ"، أي: يَلجَأْ ويَحْتَمِ بذِكْرِ اللهِ تعالى، "مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ"، ويُخالِفْه فيما أمَره به.
قال عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رَضِي اللهُ عَنه: "ثمَّ قرأ"، أي: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" البقرة: 268، أي: الشَّيطانُ وحِزبُه يُخوِّفُكم بالفَقرِ والحاجةِ إذا أنفَقتُم، ويَأمُرُكم بالبخلِ، والحِرصِ والمعاصي والمآثمِ، وما حرَّم اللهُ عزَّ وجلَّ، واللهُ سبحانه برَحمتِه يَعِدُكم بالمغفرةِ والزِّيادةِ منه سبحانه؛ لأنَّ رحمتَه وقُدرتَه واسعةٌ لا حُدودَ لها، وهو سبحانه يَعلَمُ ما أنتم عليه.
وفي الحديثِ: أنَّ مِن خَواطِرِ القلبِ ما يكونُ مِن الملَكِ ومنها ما يكونُ مِن الشَّيطانِ.
وفيه: الحذَرُ مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ، والحثُّ على التعوُّذِ باللهِ تعالى مِنه ومِن شَرِّه.
وفيه: حِرْصُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم على وِقايةِ أمَّتِه مِن شرِّ الشَّيطانِ. -الدرر -

"يتعاقبونَ فيكم : ملائكةٌ بالليلِ وملائكةٌ بالنهارِ ، ويجتمعون في صلاةِ العصرِ وصلاةِ الفجرِ ، ثم يعرجُ الذين باتوا فيكم ، فيسألُهم ، وهو أعلمُ بكم ، فيقول : كيف تركتُم عبادي ؟ فيقولون : تركناهُمْ وهم يُصلُّونَ ، وأتيناهم وهم يُصلُّونَ"الراوي : أبو هريرة - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 7429 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر -

- " إنَّ اللهَ ، إذا أحبَّ عبدًا ، دعا جبريلَ فقال : إنِّي أحبُّ فلانًا فأحِبَّه . قال فيُحبُّه جبريلُ . ثمَّ يُنادي في السَّماءِ فيقولُ : إنَّ اللهَ يُحبُّ فلانًا فأحِبُّوه . فيُحبُّه أهلُ السَّماءِ . قال ثمَّ يُوضعُ له القَبولُ في الأرضِ . وإذا أبغض عبدًا دعا جبريلَ فيقولُ : إنِّي أُبغِضُ فلانًا فأبغِضْه . قال فيُبغضُه جبريلُ . ثمَّ يُنادي في أهلِ السَّماءِ : إنَّ اللهَ يُبغِضُ فلانًا فأبغِضوه . قال فيُبغِضونه . ثمَّ تُوضعُ له البغضاءُ في الأرضِ"
الراوي : أبو هريرة - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم -
الصفحة أو الرقم: 2637 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر-

- "كأني أنظر إلى الغُبارِ ساطِعًا في زُقاقِ بَني غَنْمٍ، مَوكِبَ جِبْريلَ صلواتُ اللَّهِ عليهِ حينَ سار رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى بَني قُرَيْظَةَ ".الراوي : أنس بن مالك - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 4118 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر-
الشرح
يقولُ أَنَسٌ رضي اللَّهُ عنهُ: كأنِّي أَنظُر إلى الغُبارِ ساطِعًا، أي: مُرتَفعًا، في "زُقاقِ"، أي: سِكَّة بَني غَنْمٍ، وهُم قَبيلةٌ مِن الأنْصارِ، مَوكِبَ جِبريلَ صلواتُ اللَّهِ عليه، والمَوكِبُ نَوعٌ مِن السَّير، ويُقالُ لِلقومِ الرُّكوبِ على الإبل للزِّينةِ: مَوكِب، وكذلك جَماعةُ الفُرسانِ، وذلك حين سارَ رسولُ اللَّه صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم إلى بَني قُرَيظةٍ، وسَببُ ذلك هو ما وَقَعَ مِن بَني قُرَيظةَ مِن نَقضِ عَهدِه ومُمالأتِهم لقُرَيش وغَطفانَ، وذلك الزُّقاقَ كان مَهجورًا مِن سَيرِ النَّاسِ فيه، فرُؤيةُ الغُبارِ السَّاطِع منهُ تدُلُّ على أنَّهُ مِن أَثرِ جُندِ المَلائكةِ، والغالِبُ أنَّ رئيسَهم جِبريلُ عليه السَّلامُ، وهو معهُم، أو هو مَع النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم، وإضافَتُهم إليه؛ لأنَّهُم كالأتباعِ لَه، وأشارَ أَنَسٌ رضي اللَّهُ عنهُ بهذا إلى أنَّهُ يَستحضِرُ القِصَّةَ حتَّى كأنَّه يَنظُر إليها مُشخَّصةً لَه بَعدَ تلك المُدَّةِ الطَّويلةِ.
وفي الحَديثِ: ما يَدُلُّ على رُؤيةِ أصحابِه آثارَ المَلائِكةِ.
وفيه: ما يَدُلُّ على أنَّ جِبريلَ سَعى في مَوكِبٍ لنَفسِه مع رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم إلى بَني قُرَيظةَ. -الدرر-



-"أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال يومَ بدرٍ " هذا جبريلُ، آخِذٌ برأسِ فرَسِه، عليه أداةُ الحربِ " .
الراوي : عبدالله بن عباس - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري
-الصفحة أو الرقم: 3995 - خلاصة حكم المحدث : صحيح..الدرر -

الشرح
في هذا الحديثِ يَحكي ابنُ عبَّاسٍ رضي اللَّهُ عَنهُما: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم قالَ يَومَ بَدرٍ"، وبَدرٌ ماءٌ معروفُ على نَحو أربعِ مَراحِلَ مِن المدينةِ بَينَها وبَينَ مَكَّة. وهي بِئرٌ كانَت لرجُلٍ يُسمَّى بَدرًا، وكانَتْ غَزوةُ بَدرٍ يَومَ الجُمُعةِ لِسَبْعَ عَشْرةَ خَلَتْ مِن رَمَضان في السَّنةِ الثَّانيةِ من الهِجرةِ. هذا جِبريلُ، أي: أشارَ إلى جِبريلَ عليه السَّلامُ يَومَ بدرٍ ولَفَتَ إليه أنظارَ الصَّحابةِ ونبَّهَهم عليه، وهو آخِذٌ بِرأسِ فَرَسِه، عليه أداةُ الحَربِ، أي: أَمسكَ بِرأسِ فَرسِه أو بِناصيتِه، أو بِزِمامِه، وهو مُدَجَّجٌ بأسلحةِ الحربِ؛ فإنْ كان يُريدُ بهذا أنَّ جبريلَ كانَ راكِبًا، ففي هذا تعليمٌ للغُزاةِ ألَّا يُهملَ الرَّاكِبُ رأسَ فرسِه، وإنْ كان جبريلُ آخِذًا برأسِ فَرسِه يَقودُهُ، فهو تعليمٌ للنَّاسِ ترفيهَ مَراكِبهم إلى زمانِ الحاجةِ إلى القِتالِ.
وفي هذا الحديث: شُهودُ المَلائكةِ غَزوةَ بَدرٍ، وعلى رَأسِهم جبريلُ عليه السَّلامُ؛ حيثُ رافَقَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم مِن أوَّل الغَزوةِ إلى آخِرِها؛ ليُشرِف بِنفسِه على خُطَّةِ سَيرِها، ويكونَ عَونًا للنَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم ومَدَدًا لَه، ومُؤيِّدًا لأصْحابِه.الدرر -

- "أنَّ جبريلَ أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : يا محمدُ ! اشتكيتَ ؟ فقال " نعم " قال : باسمِ اللهِ أرقيكَ . من كلِّ شيٍء يُؤذيكَ . من شرِّ كل نفسٍ أو عينِ حاسدٍ اللهُ يشفيكَ . باسمِ اللهِ أَرْقِيكَ .

الراوي : أبو سعيد الخدري - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-
الصفحة أو الرقم: 2186 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر-

أتَى جِبْرِيلُ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم (أي: للزِّيارةِ أو للعِيادةِ)، فقال: «يا مُحَمَّدُ، اشْتَكَيْتَ؟» فأجابه صلَّى الله عليه وسلَّم: «نَعَمْ»، فقال جِبريلُ: «بِاسْمِ الله» فبدأ بِالتَّسْمِيَةِ في أَوَّلِ الدُّعاء «أَرْقِيكَ» مأخوذٌ مِن الرُّقْيَةِ، أي: أُعوِّذُك، «مِن كلِّ شيءٍ يُؤذِيكَ، مِن شرِّ كلِّ نَفْسٍ»، أي: خَبِيثَةٍ، «أو عَيْنِ حاسِدٍ، اللهُ يَشفِيكَ، بِاسْمِ الله أَرقِيكَ» كرَّره للمُبالَغَةِ، وبدأ به وختَم به إشارةً إلى أنَّه لا نَافِعَ إلَّا هو سبحانه.
في الحديثِ: الإخبارُ بالمَرضِ على طَريقِ بيانِ الواقعِ مِن غيرِ تَضجُّرٍ ولا تَبرُّمٍ.
وفيه: بيانُ التَّداوِي بالرُّقَى الشرعيَّةِ.
وفيه: تنبيهٌ على أنَّ الرُّقَى لا يَنبغِي أنْ تكونَ إلَّا بأسماءِ الله وأوصافِه وذِكره.
وفيه: أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كغيرِه من البَشَر يُصيبُه المرضُ.
وفيه: أنَّ القِراءةَ على المريضِ لا تُنافِي كمالَ التوكُّلِ، بِخِلافِ الَّذِي يَطلُب مِن الناسِ أنْ يَقرَؤوا عليه، ففيه شيءٌ مِن نَقْصِ التوكُّلِ؛ لأنَّه سأَلَ الخَلقَ واعتَمَد على سُؤالِهم .
-الدرر-
رد مع اقتباس