الموضوع: دروس من السيرة
عرض مشاركة واحدة
  #129  
قديم 01-30-2019, 03:18 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


📌(128) قصة أسر ثمامة بن أثال الحنفي وإسلامه ( الجزء الثالث )

🌴 أخذ ثمامة قراراً في منتهى الجرأة والأهمية والتضحية
قال مخاطباً زعماء قريش: (لا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صل الله عليه وسلم)

💥إنه قرار مقاطعة اقتصادية كاملة لأقوى قبيلة عربية في المنطقة قريش،

⚡لماذا هذه المقاطعة؟ 👈لأنها معادية للإسلام والمسلمين

💥هذا قرار فيه جرأة كبيرة جداً، فهو سيواجه قريشاً بكل قوتها ورجالها وسلطانها وعلاقاتها وتاريخها، وهو سيمنع الطعام عن مكة، وكانت اليمامة المصدر الرئيسي لشعير وخبز مكة، كان يطلق على اليمامة ريف مكة.

🌱هذا القرار فيه إيذاء شديد لمصالح مكة، وحصار اقتصادي مريع لمكة، وهو قرار في نفس الوقت فيه تضحية كبيرة جداً من ثمامة ؛ لأنه ليس فقط سيواجه زعماء مكة أو يفقد علاقات مهمة معهم، ولكنه سيفقد كذلك ثروات ضخمة؛ فـثمامة بن أثال تاجر يعتمد في التجارة على البيع والشراء، فهو الآن يقرر رضي الله عنه وأرضاه أن يخسر هذه التجارة، ويخسر هذه الأموال، ويخسر هذه العلاقات

📢ولكن كل ذلك في سبيل الله؛ إذاً:
⬅هو ليس بخسران في الحقيقة بل هو رابح ربحاً عظيماً جداً؛ لأنه ترك تجارة المشركين وتاجر مع رب العالمين سبحانه وتعالى.

💥يتعلل الكثير الآن بأننا لا نستطيع أن نقاطع أعداءنا؛ لأننا سنفقد ثروات اقتصادية ضخمة وسنخسر مادياً، والمصانع ستقفل، والتجارات ستقف،

⚠أقول: هذه طبيعة الحروب، والنصر لا يأتي إلا ببذل وتضحية في سبيل الله؛ لأن هذا الذي نشتريه بجهادنا بأنفسنا وأموالنا هو شيء ثمين ونفيس جداً، إنه شيء اسمه الجنة، فلا بد أن يكون المدفوع في الجنة كثيراً وعظيماً جداً؛ لأنه كما روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال :
(( ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة)) فأنت تتاجر مع رب العالمين والثمن الجنة .

🌱وتمت المقاطعة وعلم بها صل الله عليه وسلم ورضي عنها وتركها تحدث دون أن يمنعها

💥ففي هذا الأمر أبلغ الرد على من يقول: إن المقاطعة بدعة، بل على العكس، المقاطعة سنة تقريرية من سنن الرسول صل الله عليه وسلم.

🌱 واستمر ثمامة في المقاطعة إلى أن حدث أمر غريب.
لقد أثرت المقاطعة تأثيراً قوياً حاسماً على زعماء مكة وعلى شعب مكة بصفة عامة، كادت مكة أن تهلك، وفشلت كل محاولات مكة في إقناع ثمامة بن أثال بالعدول عن المقاطعة؛ وقريش لم يكن أمامها إلا حل واحد، وهو حل عجيب، وأبعد حل ممكن نتصوره، بل أبعد حل ممكن تتصوره قريش نفسها.

⚡فقد أرسلت وفداً إلى المدينة المنورة؛ ليستعطف رسول الله صل الله عليه وسلم ليأذن لـثمامة بمعاودة التجارة مع قريش، هذا الموقف كان بعد شهور قليلة جداً من غزوة الأحزاب، فقريش تنازلت عن كبريائها وغطرستها وذهبت لتسأل الرسول عليه الصلاة والسلام وتطلب منه وترجوه وتستحلفه بأرحامهم أن يكتب إلى ثمامة ليأذن له بمعاودة التجارة معها

🌱فكتب له صل الله عليه وسلم ولم يلمه على المقاطعة ولم يقل: هذا غير صحيح أو غير سنة، بل أذن له أن يعطيهم؛ بسبب الأرحام التي سألوه بها صل الله عليه وسلم.

🌱ولا يخفى علينا في هذا الموقف أن نرى رقة قلب رسول الله صل الله عليه وسلم، حيث وافق على طلب قريش وأمر ثمامة بإلغاء المقاطعة التي كانت بينه وبين قريش.

🌱فهذا الموقف رفع رءوس المسلمين إلى السماء، لم تعد دولة المسلمين دولة ضعيفة مهيضة الجناح، مهددة من هنا وهناك، لا، بل أصبحت دولة منتصرة تبسط سيطرتها على بقاع متعددة في الجزيرة العربية، يرهبها الصغير والكبير، لها قوة اقتصادية، لها علاقات دبلوماسية، في يدها مفاتيح لتغيير الأوضاع في الجزيرة، وللتأثير على الجميع بما فيهم قريش ذاتها.

〰🌸🍃〰🌸🍃〰


🌷همسات الأوابين🌷a

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 01-30-2019 الساعة 03:18 AM
رد مع اقتباس