لدرس رقم6⃣
من اين اتي فقه اﻹمام؟‼
درس اليوم ياأحباب المصطفى صلى الله عليه وسلم سيعرفكم كم هي عظمة أبو حنيفة وروعته التي سبقت كل العصور
في البداية لابد ان ⤵
أن نفهم طبيعة المنطقة 👈فلدينا منطقة العراق -التي ظهر فيها أبو حنيفة-، كانت مقرًّا للخلافة الإسلامية ا
- فكانت العراق في عهد أبو حنيفة دولةً عالمية تماثل اليوم العواصم العالمية كلندن أو واشنطن، فكانت بغداد في ذلك الوقت، عاصمة عالمية و المنطقة في ذاك الوقت كانت تتطور تطورًا مذهلاً، وهذه النقطة التي سيبني عليها أبو حنيفة فقهه.
👈 فكل يومٍ فيه فكرةٌ جديدة، علم جديد، اختراع جديد، وكل يوم يتجه الناس إلى موضة جديدة، وكل يوم يزداد معتنقي الإسلام ليصلوا إلى الملايين من الهنود والباكستانيين والرومان، وكلهم يتجهون لبغداد! هل تصدق أن تعداد سكان بغداد في ذلك الوقت سنة80 للهجرة وصل إلى اثنتي مليون نسمة؟! ‼
‼
👈وعلى النقيض في الحجاز فقد كان الجو يتسم بالهدوء والسكون والاستقرار، فلم يكن حجم التطور الناس يذهبون إليها للحج والاعتمارفقط ،
⤵كيف واجه ابو حنيفة احتياجات مجتمع العراق المستحدثة:⤵
عن طريق ⤵
⬅أولا: الاجتهاد:
أبو حنيفة بدأ ما يُعرف بالاجتهاد، أو الرأي، أو القياس،
،أي: سأبحث في الآية، فإن لم أجد، سأبحث في الحديث، فإن لم أجد -سأبحث في كلام أبوبكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، فإن لم أجد سأُعملُ عقلي وأقيس الأمر المستجد-
مثل المخدرات -شيء مستجد-
فسميت مدرسته بمدرسة الرأي،
👁🗨وبالطبع هوجم ابي حنيفة من اعمال العقل وخصوصا هوجم من مدرسة الحجاز؛.
وجدير بالذكر أن كل من خالفه ساروا على فكره بعد ذلك،
عندما بدأت الحجاز هي الأخرى تتأثر بما هو موجود في العالم الإسلامي، واستجدت أحداث جديدة، فلا بد من إعمال العقل، والأخذ بالرأي، والاجتهاد،
فكانت عظمته في كونه جريئًا لم يخجل أن يكون أول من يقول بالرأي
🌼ذات مرة جاءه شخصٌ وقال له: "أريد أن أفهم إذا قلتَ قولاً وكتاب الله يقول غير ذلك، فبم ستأخذ؟
👈 قال: طبعا بكتاب الله،
فقال: جيد،
🌼 إذا قال رسول الله قولاً وقلت قولاً، فبم ستأخذ؟
👈 قال:طبعاً بقول رسول الله،
قال: جيد،
🌼إذا قال أصحاب رسول الله قولاً وقلت أنت قولاً، بماذا ستأخذ؟
👈 قال: بقول أصحاب رسول الله،
🌼 قال: إذا قال تابعيّ قولاً وقلت أنت قولا؟
👈 قال: هم رجالٌ ونحن رجال". سيستخدم رأيه، فهو أيضاً تابعيّ وسيتكلم هو الآخر،
⬅ لدرجة أن الإمام الأوزاعيّ -وهو إمام الشام وكان يعيش في بيروت بلبنان-، جاء إليه عبد الله بن المبارك من تلاميذ أبي حنيفة ولم يكن يعلم ذلك،
👈فيقول الأوزاعي لابن المباركّ :
"من هذا المبتدع في الإسلام الذي ظهر في العراق يكنّى أبو حنيفة؟"
🌼 والإمام الأوزاعيّ رجل كبيرٌ جدا، ولكنه لم يطلع يوما على رؤية نظر الإمام أبو حنيفة،
👈 يقول عبد الله بن المبارك: "فلم أرد عليه؛
وإنما ذهبت وجمعت مسائل أبو حنيفة -اختار أروعها-فجئته بعد الصلاة،
وقلت له: اقرأ، فقال: لمن هذه؟‼
قلت: لرجل يسمى النعمان بن ثابت -وهو اسم أبو حنيفة ولكن لم يكن يعرف الأوزاعيّ كنيته من اسمه -
فظل يقرأ ويقول: عجبًا ما هذا الفقه؟! ‼
عجبا ما هذه الرؤية؟!، ‼
يقول فظل يقرأه حتى أذَّن المغرب ثم العشاء ثم ظل يقرأ،
👈 ثم قال لي: يا ابن المبارك الزم هذا الرجل فإنه عظيم، من هذا الرجل؟!‼
فقلت له: هو أبو حنيفة،
👈 فقال: والله لقد بلغني عنه غير الذي قرأت".
☘↩ولأن ما يقوله أبو حنيفة على المجتمع جديدا، أرسل إليه أمير المؤمنين الخليفة المنصور في الدولة العباسية -فقد وصل الأمر- إليه قائلاً: 👈"بلغني أنك تقدم الرأي والقياس والاجتهاد على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم،
فرد عليه ابو حنيفة: ليس كذلك يا أمير المؤمنين أنا أقول أولا بكتاب الله، ثم بسنة رسول الله، ثم بأحقية أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، ثم أُعمل عقلي، فإن اختلف الصحابة أعمل عقلي فأختار من أراه أرجح لحاجة الناس".
⬅ثانياً: الفقه التقديري: ⤵
، ويعني افتراض مسائل غير موجودة؛ ليفكر في حلول لها إن وجدت أتتخيلون ذلك؟‼
أتدرون كم مسألة؟ حوالي عشرون ألف مسألة! ‼
فقد وضع مسائل متوقعة الحدوث في الثلاثين والمائة سنة القادمة، في الاقتصاد، في الزراعة، في الزواج والطلاق
⬅ أتصدقون أنه أول من تحدث في ترجمة القرآن إلى اللغات الأخرى؟‼
وقد هوجم عليها هجوما رهيبا -سنذكر ذلك لاحقً-، فكر في أمورٍ متوقعة الحدوث كالتعداد السكاني والاقتصاد ورأي الإسلام، فجعل الإسلام سابقا للدنيا.
⬅ثالثا: مدرسة أبو حنيفة الفقهية:
هل بإمكانه أن يفعل ذلك كله وحده؟ بالطبع لا؛
لأنه لا يحتاج لعقل واحد وإنما يحتاج عقولاً،
فكان الحل قراره ألا يفتي وحده. وإنما سيشكل مدرسةً فقهية، مثلما يعرف الآن بالمجمع الفقهي، والذي يجتمع فيه علماء من مختلف بلدان العالم ليتصوروا كيف يمكنهم حل مشكلةٍ ما؟ ‼
فهل تتخيلون أن أول من فعل هذا
هو أبو حنيفة سنة 80 هجرية؟ ‼
، لقد أسس مؤسسة ًعلميةً فقهية، جاء فيها بالتلاميذ والعلماء من مختف التخصصات، واتفق معهم أن يظلوا معاً سنوات طوال ليستخرجوا الفقه الإسلامي.
لذا فإن أبو حنيفة لم يمهد فقط للفقه الإسلامي وإنما مهد لنهضةٍ علميةٍ شاملة.
👈فأبو حنيفة والشافعيّ يعدا أحد أسباب نهضة أوروبا، وهذه ليست مبالغة؛ لأنهما وضعا قواعد الاستنباط فقلدهما جابر بن حيان، وكذلك قلدهما ابن رشدٍ في الأندلس الذي أخذ فكر الشافعيّ وأبو حنيفة ونقله لأوروبا، فبدأت المدارس هناك تبني منهجها العلمي على كلامهما.
|