عرض مشاركة واحدة
  #63  
قديم 09-26-2018, 03:31 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023
Haedphone

المتن

*المثال الحادي عشر
قوله تعالى في الحديث القدسي "وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه".
الشرح
طيب كيف الإيراد من أهل التعطيل؟يقولون:إن ظاهر الحديث أنَّ اللهَ يكونُ سمعَ الإنسان وبصرَهُ ويدَهُ ورجلَهُ فهل تقولون بذلك؟ طبعًا لأ.إذن يقولون: صرفتموه عن ظاهره. المثال الحادي عشريعني مما أورده أهلُ التعطيل على أهلِ السُنة وقالوا:إنكم خرجتم به عن ظاهره فلماذا تُخرجون هذه النصوص عن ظاهرها ثم تُنكرون علينا إخراجَ النصوص الأخرى عن ظاهرها؟ قوله تعالى في الحديث القدسي"ومايزالُ عبدي يتقربُ إليَّ بالنوافل حتى أُحبَّهُ"أولُ هذا الحديث"ماتقربَ إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما أفترضتُهُ عليه و مازال يتقربُ إليَّ بالنوافل حتى أُحبه فإذا أحببته كُنتُ سمعه الذي يسمعُ به وبصره الذي يُبصِرُ به ويده التي يبطِشُ بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطِيَّنَهُ ولئن استعاذني لأعيذنه".ظاهر هذا الحديث عند أهل التعطيل أن الله-عزوجل-إذا أحبَّ هذا الشخص كان سمعه وبصره ويده ورِجله.هذا ظاهِرُهُ عندَ أهلِ التعطيل. يقولون:فهل تقولون يامعشر أهل السُنة:إنَّ اللهَ تعالى يكون قَدَمَ الإنسانِ المحبوب؟ورِجْل الإنسانِ المحبوب؟ وسمع الإنسان المحبوب؟وبصر الإنسان المحبوب؟ نقول لهم:لأ.يقولون:إذن أخرجتم الحديث عن ظاهره لأنَّ ظاهِرَهُ"كُنتُ سمعه"يعني يكون اللهُ هونفسُ سمع الإنسان نفسُ بصر الإنسان نفسُ رجل الإنسان ونفسُ يدِ الإنسان.هذا ظاهرُالحديث عندَهُم ونحنُ نقول بهذا ولا لأ؟ لانقولُ بهذا.لانقول إنّ اللهَ هو يدُ الإنسان ولارجلُ الإنسان ولاسَمعُ الإنسان ولابصره.ولهذا نقول الجواب.
المتن
والجواب: أن هذا الحديث صحيح رواه البخاري في باب التواضع الثامن والثلاثين من كتاب الرقاق:186.
وقد أخذ السلف أهل السنة والجماعة بظاهر الحديث وأجروه على حقيقته. ولكن ما ظاهر هذا الحديث؟
هل يقال: إن ظاهره أن الله تعالى يكون سمع الولي وبصره ويده ورِجْله؟
الشرح
يدعي أهلُ التعطيل أنَّ هذا هو الظاهرُ ،وأنَّ صرْفَهُ عن هذا تأويلٌ لايجوز أن يذهب إليه الإنسان وهو يُنكِرعلى أهل التأويل .
المتن
أو يقال: إن ظاهره أن الله تعالى يسدد الولي في سمعه وبصره ويده ورجله بحيث يكون إدراكه وعمله لله وبالله وفي الله؟
الشرح
أيهما الظاهر؟ الثاني هوالظاهرُ قطعًا فمعنى كُنتُ سمعه:يعني أُسدِد سمعَهُ حتى يكون بالله وفي الله ولله. بصره:كذلك يُسدده في بصره حتى يكون بصره في الله ولله وبالله.يده:يُسدد بطشه بيدهِ وعمله بيده حتى يكون لله وبالله وفي الله.رجله:يُسدده في مشيه بحيث يكون مشيه لله وفي الله وبالله.واضح ياجماعة يعني معناه التسديد بلا شك .لكن ما معنى قولنا:لله وبالله وفي الله ؟ لله:- هذا الإخلاص حتى لا يسمع إلا سمعًا يتقربُ به إلى الله ولايُبصِرُ إلا كذلك ولايمشي إلا كذلك ولايبطش إلاكذلك.
بالله:- أي الاستعانة يعني أنه لايعتدُ بنفسهِ ويعتمدُ عليها وإنما يستعينُ بالله.
في الله: في شرعه يعني لايتجاوز الشرع فلايبتدع في دينِ الله ماليس منه بل يكون عملُهُ خالصًا موافِقًا لشريعةِ الله على وجهِ الاستعانةِ به. هذا هو الفرق بين العبارات الثلاثة.
لله:أي خالِصًا,بالله:الاستعانة بالله,في الله: في شرعه لايتجاوزه ولايتعداه.هذا هو معنى الحديث قطعًا أنَّ اللهَ يُسددُ الوليَّ على هذا الوجه يكون عمله لله وبالله وفي الله.
المتن
ولا ريب أن القول الأول ليس ظاهر الكلام، بل ولا يقتضيه الكلام لمن تدبر الحديث، فإن في الحديث ما يمنعه من وجهين:
الشرح
دعوى أنَّ ظاهرَ الحديثِ أن يكونَ اللهُ نفس البصر والسمع واليد والرجل؛هذا في الحديث مايمنعه من وجهين.
المتن
الوجه الأول: أن الله تعالى قال "وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه"، وقال: "ولئن سألني لأعطيته، ولئن استعاذني لأعيذنه". فأثبت عبدًا ومعبودًا ومتقرِبًا ومتقرَّبًا إليه، ومحِبًا ومحبوبًا، وسائلًا ومسئولاً، ومعطيًا ومعطى، ومستعيذًا ومستعاذًا به، ومعيذًا ومعاذًا.
الشرح
أثبت: عبدًا:-لقوله:"ولايزالُ عبدي"هذا العبد، ومعبودًا أنه لا يُتصورعبودية إلا بعابدٍ ومعبودٍ. مُتَقَرِّبًا ومُتَقَرَّبًا إليه:-"يتقربُ إليَّ"فهنا مُتَقرِّبٌ وهو العبدُ ومُتَقَرَّبٌ إليه وهو اللهُ.
مُحِبًا ومحبوبًا-"حتى أُحِبَّهُ" ؛والحابُ غيرُالمحبوبِ بل هو بائنٌ منه. وسائِلا ومسئولًا-"ولئن سألني"هذا سائلٌ ومسئولٌ. ومُعطِيًا ومُعطىً: "لأعطيَّنه"هذا مُعطِي ومُعطَى. ومُستَعيذًا ومُستعاذًا به-"ولئن استعاذني"هذا مُستعيذ ٌومُستعاذ به.لأن المُستعيذ َلابد أن يكون هناك مُستعاذ به. ومُعِيذًا ومُعاذًا-لقوله"لأعيذنه".
المتن
فسياق الحديث يدل على اثنين متباينين كل واحد منهما غير الآخر، وهذا يمنع أن يكون أحدهما وصفًا في الآخر أو جزءًا من أجزائه.
الشرح
وصفًا في الآخرفي قوله"سمعه وبصره".أوجزءً من أجزائه في قوله"يده ورجله"يده التي يبطشُ بها ورجله التي يمشي بها".فإذا كان هذا شيئين مُتباينين ؛لايمكن أن يكونَ أحدُهما وصفًا في الآخر أو جزءً من أجزائه.فالحديثُ واضحٌ في دلالتهِ على التباينِ بين الخالق والمخلوق.
رد مع اقتباس