عرض مشاركة واحدة
  #62  
قديم 09-26-2018, 07:50 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023
Haedphone

المتن

*المثال التاسع والعاشر
قوله تعالى عن سفينة نوح: "تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا"القمر 14. وقوله لموسى: "وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي" طه 39.
والجواب: أن المعنى في هاتين الآيتين على ظاهر الكلام وحقيقته، لكن ما ظاهر الكلام وحقيقته هنا؟
هل يقال: إن ظاهره وحقيقته أن السفينة تجري في عين الله؛ أو أن موسى عليه الصلاة والسلام يربى فوق عين الله تعالى؟!!
أو يقال: إن ظاهره أن السفينة تجري وعين الله ترعاها وتكلؤها، وكذلك تربية موسى تكون على عين الله تعالى يرعاه ويكلؤه بها.
ولا ريب أن القول الأول باطل من وجهين:
الأول: أنه لا يقتضيه الكلام بمقتضى الخطاب العربي، والقرآن إنما نزل بلغة العرب، قال الله تعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"يوسف 2. وقال تعالى: "نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ* عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ* بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ"الشعراء 193: 195. ولا أحد يفهم من قول القائل: فلان يسير بعيني أن المعنى أنه يسير داخل عينه. ولا من قول القائل: فلان تخرَّج على عيني، أن تخرّجَه كان وهو راكب على عينه، ولو أدعى مدع أن هذا ظاهر اللفظ في هذا الخطاب لضحك منه السفهاء فضلاً عن العقلاء.
الثاني: أن هذا ممتنع غاية الامتناع، ولا يمكن لمن عرف الله وقدَرَهُ حق قدره أن يفهمه في حق الله تعالى؛ لأن الله تعالى مستو على عرشه بائن من خلقه لا يحل فيه شيء من مخلوقاته، ولا هو حال في شيء من مخلوقاته - سبحانه وتعالى - عن ذلك علوًا كبيرًا.
الشرح
طيب إذن أهلُ التعطيل قالوا إن قولَهُ تعالى"تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا"مُؤوَّلٌ عندكم لأن ظاهرَ"تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا"أنها وسْط ُالعينِ." وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي " طه 39.ظاهره أنه فوق العين.هذا ظاهِرُهُ عندهم.نقول:تبًا لكم كيف يكونُ هذا الظاهر؟وهل أحدٌ يمكنهُ أن يقولَ إن ظاهرَ قولِهِِ "تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا"أن السفينة َجرت في عين الله؟ فى وسط العين؟ أبدًا لايمكن.ثم نقول هذا أيضًا دليلٌ على جهلكم باللغةِ العربيةِ.الباء لاتأتي للظرفيةِ إلا بقرينةٍ وأنتم الآن جعلْتُموها للظرفية وهي لاتأتي للظرفية إلا بقرينةٍ كما في قوله تعالى" وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ "الصافات 137/ "وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ "الصافات 138يعني وفي الليل ،وإلا فالأصل أنها لغيرِالظرفية وأنها للمصاحبةِ والتعدية هذا الأصل.فهنا الباء" تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا " للمصاحبةِ.هذا المعنى الأصلي يعني تجري وعيُننا تصحبها بالرؤيةِ والرعايةِ والعنايةِ هذا المعنى لا يحتمله غيرُهُ هذا من جهةِ اللفظ.كذلك أيضًا كل الناس إذا قال:هذا الشيءُ بعيني فمعناه أنه عندي مرئيٌ ومنظورٌ ومعتنىً به ولم تُفارقه عيني.هذا معناه لاأحدَ يفهم من هذا إن قال:أنتَ بعيني وعلى راسي.واحد يقول أنت بعيني وعلى راسي ويش يفهم؟ أن الرجل دخل بوسط العين وركب على الرأس ولالأ؟ ما أحد يفهم هذا. يُفهم"على راسي"يعني مُعَظَّمٌ عندي"بعيني"يعنى معتنى ٌبك غاية ُالعناية حتى أنك ماتغيب عن عيني. هذا معناه في اللغة العربيةِ ولاأحدَ يفهمُ من هذا التركيب إلاهذا.هذان وجهان
الوجه الثالث:"كلٌ يعلمُ أن السفينة َما صعدت إلى السماء وإنما السفينة كانت في الأرض" يصنعها نوحٌ في الأرض وجرت على الماء في الأرض كيف يمكن أن نقول إن ظاهرَ اللفظ أن السفينة َ جرت في عين الله؟!!وهل هذا إلا مغالطة ٌوعدوانٌ على أهلِ السُنةِوالجماعة؟وعدوانٌ على كلام الله ورسوله-صلى الله عليه وسلم-؟طيب قالوا"ولتُصْنَعُ على عيني""تُصنع"بمعنى تُربَّى لأن صناعة َكلِ شيءٍ بحسبهِ.صناعة الحديد لأجعله قِدَرًا معناه تهيئته للطبخ. صناعة الإنسان معناه تربيته حتى أُحَمِلَهُ على أن يكون في أحسن مايكون من الأخلاق. "ولتُصنع على عيني"نقول:إنَّ ظاهرَ الآية أن موسى على عين الله ؛مصنوعٌ على عين الله.كيف هذا؟ هل أحدٌ يفهمُ هذا؟ أبدًا لاأحدَ يفهمُ هذا من هذا اللفظ إطلاقًا. صحيحٌ أن على بمعنى العلو.لكن على بمعنى العلو في كل موضع بحسبه.لو أن إنسانًا قالَ لشخصٍ:هاتِ لي إن شاء الله هذا قال:على عيني وأحيانًا يقول:على هذا؛ يعني على أنفي.هل معناه أنه يجيبه آخر النهار نُعالجه بالأنف؟أبدًا لكن المعنى أني مستعدٌ غاية الاستعداد حتى ولو لم أجدما أحمله عليه إلا أنفي حملتُهُ. على عيني:يعني أن هذا سيكون مني محل نظردائمًا وعناية فكلٌ يعرف هذا المعنى.ثم نقول:أين تربى موسى؟ في الأرض ولا في السماء على عين الله؟ في الأرض.هذا أيضًا ممايُبطل قولهم:إن ظاهرَ الآيةِ أن موسى تربى على عين الله حقيقة ً.حينئذٍ نقول:نحنُ لم نصرفْ اللفظ عن ظاهره .والظاهر الذي ذكرتم أنه ظاهرُهُ ظاهرٌ باطلٌ ليس مرادًا ولاأحدَ يفهم أن هذا هو المرادُ فبَطُلَ إلزامكم إيَّانا بالتأويل.إي نعم.
المتن
فإذا تبين بطلان هذا من الناحية اللفظية والمعنوية تعين أن يكون ظاهر الكلام هو القول الثاني أن السفينة تجري وعين الله ترعاها وتكلؤها، وكذلك تربية موسى تكون على عين الله يرعاه ويكلؤه بها. وهذا معنى قول بعض السلف بمرأى مني، فإن الله تعالى إذا كان يكلؤه بعينه لزم من ذلك أن يراه، ولازم المعنى الصحيح جزء منه كما هو معلوم من دلالة اللفظ حيث تكون بالمطابقة والتضمن والالتزام.
الشرح
بعضُ السلفِ فسَرَ قولَه تعالى"" تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا"أي بمرأىً منَّا وليس مُرادهم بذلك أن اللهَ لا عينَ لهُ ؛كما احتج به بعضُ الناس وقالوا إن السلف فسروا العين بالرؤية لأننا نقول إن تفسيرَالعينِ بالرؤية لأن الرُؤية لازمٌ للعين وتفسيرُ الشيءِ بلازمهِ صحيحٌ لأنه تفسيرٌ بجزء معناه فإن الدِلالة كماسبق إما مطابقة أو تضمن أو التزام.كما فسر بعضُ السلفِ المعيةَ َبأنه معنا بعلمه لأن ذلك من لازم المعية. "محال أن تكون السفينة في عين الله-عزوجل- نُخاطب ناسًا يقولون نحنُ نتبعُ الشرع.!!"
رد مع اقتباس