الموضوع: دروس من السيرة
عرض مشاركة واحدة
  #113  
قديم 01-07-2019, 11:20 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


📌(112) واقعية المنهج النبوي في حفر الخندق

⚡قد يقول قائل: كيف يجبن المسلمون عن اللقاء فيحفرون الخندق ولا يحاربون؟

🌱الجواب: أن الإسلام دين واقعي، مع القناعة التامة بأن الله سبحانه وتعالى معنا إذا كنا معه، وسينصرنا إن نصرناه، إلا أننا نأخذ بكل الأسباب، فـ (10000) مقاتل مشرك ضد (3000) مقاتل مسلم، وهم جميع أهل المدينة من الرجال، هو لقاء غير متكافئ، خاصة أن هؤلاء العشرة آلاف يمكن أن يزيدوا، ويمكن أن يضموا إليهم يهود خيبر، ويمكن أن تأتي قبائل مشركة أخرى غير قريش وغطفان وبني سليم.
فكانت فكرة الخندق فكرة ممتازة.

🚫لم نهرب من أرض الموقعة ولم نتنازل عن شيء، وسيكون العدو في مأزق؛ لأنه لن يستطيع أن يعيش طويلاً بعيداً عن بلاده وطعامه وشرابه وتجارته، فسيصبح عامل الزمن في صالح المسلمين

🌱وتفقد النبي أطراف المدينة؛ لكي يرى المكان المناسب لحفر الخندق، ووجد أن شرق المدينة وغرب المدينة لها حماية طبيعية من المرتفعات الشرقية والغربية، وأيضاً جنوب المدينة محمي بغابات طبيعية وأحراش، بقيت منطقة الشمال ومنطقة الجنوب الشرقي،
ومنطقة الجنوب الشرقي فيها ديار بني قريظة، وهم إلى الآن على العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم رسالة ليؤكد العهد معهم، فأكدوا العهد، وتأكيدهم هذا مهم جداً؛ لأن جيوش المشركين لو دخلت من عندهم فهذا معناه إنهاء الوجود الإسلامي تماماً، واستئصال شعب المسلمين بكامله.

🌱إذاً: منطقة الشمال مفتوحة؛ ولذلك أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم القرار بحفر الخندق في شمال المدينة المنورة؛
⚠وإذا كان القرار سهلاً وسريعاً فالتنفيذ قد يكون مستحيلاً ، فمشروع حفر الخندق مشروع لا يتخيله عقل .

🌱كان تعداد الصحابة في المدينة (3000) ولم يقم كلهم بالحفر، فهناك من هم مشغولون بالحراسة، وهناك من يخدم في أمور الطعام والشراب، ومنهم من يكون مريضاً أو كبيراً في السن، ومع ذلك لو أن كلهم شاركوا في الحفر فإنه من المستحيل أن تنتهي عملية الحفر للخندق في هذا الزمن القياسي،

👈كان حفر الخندق في أسبوعين فقط،

💥 فلو تخيلت أن الأرض صخرية
💥 وأضفت إلى هذا أننا نحفر لعمق خمسة أمتار
💥 ولو أضفت إلى هذا أن نقل كميات التراب إلى أماكن بعيدة عن الحفر هي أيضاً مسئولية هؤلاء (3000) صحابي الذين يقومون بالحفر،
💥 ولو أضفت أن الخندق متسع في بعض الأماكن إلى أكثر من خمسة أمتار،
💥 ولو أضفت نقص خبرة المسلمين في هذا العمل، فهم أول مرة في حياتهم يحفرون خندقاً،
💥 ولو أضفت كثرة الأعداد العاملة وتوزيعها على (12) كيلو متر،
💥 وإذا أضفت إلى كل ذلك أن هؤلاء يعملون في ظروف شديدة الصعوبة من جوع وبرد، وخوف من قدوم الأعداء في أي لحظة.

🌱الموضوع هذا ليس بإمكانيات البشر، هناك أشياء لا تستطيع أن تفهمها إلا أن تكون مؤمناً حقاً بالله عز وجل،
البشر في العادة لا يستطيعون بأي حال من الأحوال أن يعملوا هذا العمل، لكن الله سبحانه وتعالى إذا أراد أن يجعلهم يستطيعون لاستطاعوا، سواء بأيديهم أو كان معهم ملائكة أو جنود لا نراها، لكن هذا واقع رأيناه ونراه، وسنظل نراه إلى يوم القيامة ما دام أن هناك من يستحق نصر الله سبحانه وتعالى.

🌱وحُفر الخندق العملاق وتم المشروع الجبار.

〰🌸🍃〰🌸🍃〰


🌷همسات الأوابين🌷
رد مع اقتباس