عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-23-2016, 03:53 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,022
المجلس الثاني
العشر أفضل أيام الدنيا

إذا وفق الله العبد المسلم لاغتنام أيام حياته في الأعمال الصالحة التي يعمر بها آخرته، فمن حفظ دنياه بطاعة الله حفظ الله له آخرته.فإن في حياة المسلم مواسماً سنويةً يجب عليه أن يحرص على اغتنامها ليجبر ضعفه وتقصيره وقصر عمره.فلنغتم أفضل أيام الدنيا أيام العشر.
عن جابر ـ رضي الله عنه ـ ، قال : قال صلى الله عليه وسلم " أفضل أيام الدنيا أيام العشر " .
تخريج السيوطي : ( رواه : البزار ) / وصححه الشيخ الألباني في : في صحيح -الجامع الصغير وزيادته / مرتب على الحروف الهجائية / ج : 1 / حديث رقم :1133 / ص : 253 .
أيام العشر : أي عشر ذي الحجة فلنسارع بتعميرها بما نقدر عليه من الطاعات .
فاليوم تستطيع أن تفوز بهذا الأجر الكبير ، فهذه العبادات من صلاة وصيام وصدقة واستغفار ودعاء وإعانة للمحتاج وذكـر لله عز وجـل ، ..... ، كلها فـي هذه الأيام هي أثقل فـي ميزانـك مـن الجهـاد فـي سـبيل الله . فالعمـل الصالـح فـي هـذه العشـر :أحب ، وأزكى وأفضل عنـد الله عـز وجـل ، و أعظم أجراً ،عما في سواها .
*وكـان سعيد بن جُبَير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادًا شديدًا حتى ما يكاد يقدر عليه .
رواه الدارمي 1 /357 . وحسن إسناده الشيخ الألباني في : إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل : ج :3 / ص: 398.


*الفرائــــض الفرائــــض

وأَوْلَى الأعمال بالاهتمام بعد التوبة هيالفرائـضالتي أوجبها الله على عباده ، مِن صلاة وصيام وحج وزكاة وبِر وصِلة للأرحام، مع ترك المحرمات والمنكرات .
فليحرص أحدُنا على
الفرائض
فذلك أفضل ما يتقرب به المسلم لربه جَلَّ وعلا ، وعلى النوافل وليبشر فالبشرى جاءت من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما أخبر في الحديث القدسي عن ربه جل جلاله
* فعن عطاء ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال : ‏قال رسول الله ‏ـ ‏صلى الله عليه وسلم ـ ، ‏‏إن الله قـال "" مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ،فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا ،وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ،وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ" .
صحيح البخاري / ( 81 ) ـ كتاب : الرقاق / ( 38 ) ـ باب : التواضع / حديث رقم : 6502 / ص : 760 .

قولـه ( مـن عـادى لـي وليًـا ) ‏:
أولياء الله هُمُ الذين يتقرَّبون إليه بما يقرِّبهم منه ،فالمراد بولي الله ؛ العالـم بالله المواظـب ، علـى طاعتـه ، المخلـص فـي عبادتـه . ويسـتفاد منـه أن أداء الفرائـض أحـب الأعمـال إلـى الله.
الفرائض التي يؤجر المسلم على فعلها ويأثم بتركها لا شك أنها أولى من الأعمال الصالحة التي لا يعاقَب على تركها، فالفرائض أفضل من النوافل.
فإذا تقرب الإنسان إلى ربه- جل وعلا-
بما افترض عليه نجا، لكن يبقى من يضمن لهذا المسلم الذي تقرب إلى الله بما افترض عليه ألا يكون في فرائضه شيء من الخلل؟ وحينئذ يحتاج المسلم إلى قدر زائد على الفرائض.
فليس مما يجب مما أوجبه الله على المسلم شيء غير ما ذكر من الفرائض، لكن القدر الزائد على الفرائض من النوافل كما جاء في الحديث الصحيح أنه حينما يحاسَب العبد ويرى الخلل في فرائضه يقال انظروا هل لعبدي من تطوع

"أوَّلُ ما يُحاسَبُ الناسُ بِهِ ، يَوْمَ القيامَةِ مِنْ أعمالِهمُ الصلاةُ ، يقولُ ربُّنا عزَّ وجلَّ لملائِكَتِهِ وهو أعلمُ : انظروا في صلاةِ عبْدِي أتَمَّها أَمْ نَقَصَها ؟ فَإِنْ كانتْ تامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً ، وَإِنْ كان انتقصَ منها شيئًا ، قال : انظروا هل لعبدي مِنْ تطَوُّعٍ ؟ فإنْ كان له تَطَوُّعٌ قال : أتِمُّوا لعبدي فريضتَهُ ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الأَعمالُ على ذاكم"
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 2571 | خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر السنية
فإذا حصل خلل في الواجب كُمِّل من النوافل هذا له وجه وهذا له وجه، لكن على المسلم أن يسعى أولا في إبراء ذمته بأداء الفرائض ،فالفرائض لا مساومة عليها جاء في الحديث :
«من توضأَ يومَ الجمعةِ فبها ونعمتْ, ومن اغتسلَ فالغسلُ أفضلُ».الراوي : سمرة بن جندب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 497 | خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر السنية
الوضوء فرض لصلاة الجمعة، والغسل سنة عند عامة أهل العلم، هل السنة أفضل من الفرض؟! -لا-لكن لما كانت هذه السنة مشتملة على الفرض وزيادة كان أفضل وإلاَّ ما يُتَصَور أن شخصًا يغتسل ويترك الوضوء ويقول إنه عمل الأفضل ،لا بد أن يتوضأ وضوءه للصلاة ثم بعد ذلك يغتسل الغسل الأفضل.
فعلى المسلم أن يسعى أولًا في إبراء ذمتِهِ بأداءِ الفرائض ثم يسعى للتكميل من النوافل.
قبسات من مقال للشيخ عبد الكريم عبد الله الخضير

فيكثـر بعـد ذلـك مـن نوافـل العبـادات ؛ وسـائر الطاعـات ، فبهـا تكمـل الفرائـض ، وترفـع الدرجات وتُقـال العثـرات .
« وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ »
«،فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ» بمعنى أن الله -جل وعلا- يحفظ سمعه فيحبب إليه سماع ما يرضي الله ويبغض إليه سماع ما يغضب الله ، فلا يسمع إلا ما يرضي الله -جل وعلا- فلا يسمع الحرام، فلا يسمع ما حرم الله عليه من غيبة وغناء ومزامير ونميمة وغير ذلك من أقوال الفحش والخنا والفجور، لا يسمع إلا الكلام الطيب .
«وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ» فيحفظ الله سمعه ويحفظ الله بصره وبهذا تتحقق النعمة في هاتين الحاستين؛ لأن كثيرا من الناس يتمتع بالسمع يتمتع بالبصر وهي نعمة في الأصل، لكن إن استعملت فيما يرضي الله- جل وعلا- صارت نعمة، وإن استعملت فيما لا يرضيه صارت نقمة «كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ» فلا تجده يرسل بصره إلا فيما يرضي الله- جل وعلا- أو في مباح، لكن لا يرسل بصره فيما يحرم عليه من النظر إلى المحارم- محارم المسلمين- أو شيء منكر لا يستطيع إنكاره، أو يعرِّض بصره أو سمعه لفتنة لا يستطيع إنكارها، أو يسمع شبهات أو شهوات أو ينظر إلى مغريات، كل هذا يُحفَظ إذا تقرب إلى ربه بالنوافل، فالنوافل سياج منيع يحفظ الواجبات ويحفظ الجوارح من انتهاك المحرمات
«وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا» فلا تجده يبطش ولا يزاول عملًا بيده إلا ما هو مباح أو مطلوب، بمعنى أنه واجب أو مستحب ورجله التي يمشي بها فلا تجده يمشي ولا يسعى إلا إلى شيء مشروع.
الله تعالى يسدد هذا الولي في سمعه وبصره وعمله بحيث يكون إدراكه بسمعه وبصره وعمله بيده ورجله كله لله تعالى إخلاصاً، وبالله تعالى استعانة، وفي الله تعالى شرعاً واتباعاً، فيتم له بذلك كمال الإخلاص والاستعانة والمتابعة وهذا غاية التوفيق.
*أن الله تعالى إذا أحب عبداً سدده في سمعه وبصره ويده ورجله، أي في كل حواسه بحيث لايسمع إلا ما يرضي الله عزّ وجل، وإذا سمع انتفع، وكذلك أيضاً لايطلق بصره إلا فيما يرضي الله وإذا أبصر انتفع، كذلك في يده: لايبطش بيده إلا فيما يرضي الله، وإذا بطش فيما يرضي الله انتفع، وكذلك يقال في الرِّجل.

«وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ » هذا الوعد بعد أن تقرَّب إلى الله بما افترض عليه ثم تقرب إليه بالنوافل حتى أحبه وحينئذ يكون قد تجاوز مرحلة الحرام وانتهاك المحرمات من باب أولى؛ لأن درء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح، والتخلية كما يقول أهل العلم قبل التحلية فيكون تركه للمحرمات مع إتيانه للواجبات ثم بعد ذلك تأتي المرحلة الثانيةالتي هي التقرب بالنوافل والإكثار منها حتى يصل إلى أن يكون وليًّا لله- جل وعلا- يحفظ سمعه، ويحفظ بصره، ويحفظ يده، ويحفظ رجله، ومع ذلك يحفظ قلبه الذي جميع خطابات الشرع تتوجه إليه والذي هو بمنزلة الملك بالنسبة للأعضاء، والذي هو إذا صلح صلح الجسد كله وإذا فسد فسد الجسد كله،
وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ، بذل الأسباب لإجابة الدعاء ومنع الموانع التي تمنع من إجابة الدعاء، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ.
فهناك أسباب لإجابة الدعاء وهناك موانع من قبول الدعاء كما جاء في الحديث الإلهي الآخر، حديث أبي ذر:
«ثم ذكرَ الرجلَ يطيلُ السَّفرَ . أشعثَ أغبَرَ . يمدُّ يدَيه إلى السماءِ . يا ربِّ ! يا ربِّ ! ومطعمُه حرامٌ ، ومشربُه حرامٌ ، وملبَسُه حرامٌ ، وغُذِيَ بالحرام . فأَنَّى يُستجابُ لذلك ؟ » الراوي : أبو هريرة - المحدث : مسلم- المصدر : صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم: 1015 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - شرح الحديث- الدرر السنية .
أشعث أغبر يطيل السفر، المسافر له دعوة مستجابة فهذه من أسباب إجابة الدعاء، يمد يديه إلى السماء وهذه أيضًا من أسباب إجابة الدعاء؛ لأن الله- جل وعلا- حيي كريم يستحيي أن يمد إليه عبده يديه فيردهما صفرًا،« إنَّ ربَّكم حييٌّ كريمٌ يستحيي من عبدِه أن يرفعَ إليه يدَيْه فيرُدَّهما صِفرًا أو قال خائبتَيْن ».الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه-الصفحة أو الرقم: 3131 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | انظر شرح الحديث رقم 30919- الدرر السنية
فرفع اليدين من أسباب إجابة الدعاء كالسفر، وهو أشعث أغبر منكسر القلب فأسباب الإجابة متوافرة ما الذي يمنع؟ أنى يستجاب له يعني استبعاد أن يستجاب لمثل هذا لماذا؟ لوجود المانع، مطعمه حرام، ومشربه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب له استبعاد لوجود المانع ولذا على المسلم إذا أراد أن يكون مستجاب الدعوة أن يتحرى الحلال
" وَمَا تَرَدَّدْت عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مُسَاءَتَهُ " أَخْبَرَ أَنَّهُ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَيَسُوءُهُ ، وَيَكْرَهُ اللَّهُ مُسَاءَتَهُ ؛ قيل : هَذَا خِطَابٌ لَنَا بِمَا نَعْقِلُ ، وَالرَّبُّ مُنَزَّهٌ عَنْ حَقِيقَتِهِ ، بَلْ هُوَ مِنْ جِنْسِ قَوْلِهِ " وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْته هَرْوَلَةً "
*وقال الشيخ ابن عثيمين"إثبات التردد لله عزَّ وجلَّ على وجه الإطلاق لا يجوز، لأن الله تعالى ذكر التردد في هذه المسألة"وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ"، وليس هذا التردد من أجل الشك في المصلحة، ولا من أجل الشك في القدرة على فعل الشيء، بل هو من أجل رحمة هذا العبد المؤمن، ولهذا قال في نفس الحديث" يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ". وهذا لا يعني أنَّ الله عزَّ وجلَّ موصوف بالتردد في قدرته أو في علمه، بخلاف الآدمي فهو إذا أراد أن يفعل الشيء يتردد، إما لشكه في نتائجه ومصلحته، وإما لشكه في قدرته عليه: هل يقدر أو لا يقدر. أما الرب عزَّ وجلَّ فلا. لقاء الباب المفتوح 1369
*قال ابن تيمية في "وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ":
"وهذا مثل إرادة المريض لدوائه الكريه، بل جميع ما يريده العبد من الأعمال الصالحة التي تكرهها النفس هو من هذا الباب، وفي الصحيح‏"‏حفت النار بالشهوات، وحفت الجنة بالمكاره‏"‏ وقال تعالى‏"‏كُتِبَ عليكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ‏" الآية ‏[‏البقرة‏:‏ 216‏]‏
ومن هذا الباب، يظهر معنى التردد المذكور في هذا الحديث، فإنه قال‏"وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ" فإن العبد الذي هذا حاله صار محبوبًا للحق، محبًا له، يتقرب إليه أولًا بالفرائض، وهو يحبها، ثم اجتهد في النوافل التي يحبها ويحب فاعلها، فأتي بكل ما يقدر عليه من محبوب الحق، فأحبه الحق لفعل محبوبه من الجانبين، بقصد اتفاق الإرادة، بحيث يحب ما يحبه محبوبه، ويكره ما يكرهه محبوبه، والرب يكره أن يسوء عبده ومحبوبه، فلزم من هذا أن يكره الموت ليزداد من محاب محبوبه‏.‏
والله ـ سبحانه وتعالى ـ قد قضى بالموت، فكل ما قضى به فهو يريده ولابد منه، فالرب مريد لموته لما سبق به قضاؤه، وهو مع ذلك كاره لمساءة عبده؛ وهي المساءة التي تحصل له بالموت، فصار الموت مرادًا للحق من وجه، مكروهًا له من وجه، وهذا حقيقة التردد وهو‏:‏ أن يكون الشيء الواحد مرادًا من وجه، مكروهًا من وجه، وإن كان لابد من ترجح أحد الجانبين، كما ترجح إرادة الموت، لكن مع وجود كراهة مساءة عبده، وليس إرادته لموت المؤمن الذي يحبه ويكره مساءته، كإرادته لموت الكافر الذي يبغضه ويريد مساءته‏.‏

مجموع فتاوى ابن تيمية

*القُروبــات القُروبــات*

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 09-07-2016 الساعة 06:01 AM
رد مع اقتباس