الموضوع: قواعد]_نبوية
عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 02-19-2019, 02:47 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي

🕌 #قواعد_نبوية :

🌟القاعدة التاسعة والعشرون:

"وليأتِ إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه"

📌هذه القاعدة من القواعد النبوية المحكمة في أبواب المعاملة بين الخلق.

وردت ضمن حديث طويلٍ تضمَّنَ عدة وصايا نبوية عظيمة.. وفيه: "فمَن أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، وَيُدْخَلَ الجَنَّةَ، فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهو يُؤْمِنُ باللَّهِ وَالْيَومِ الآخِرِ، وَلْيَأْتِ إلى النَّاسِ الذي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إلَيْهِ،" [الراوي : عبدالرحمن بن عبد رب الكعبة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

الصفحة أو الرقم: 1844 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] .

💡وإن هذا لهو الميزان الصحيح للإحسان وللنصح لعباد الله، فكلما أشكل عليك شيء مما تعامل به الناس؛ فانظر هل تحب أن يعاملوك بتلك المعاملة أم لا؟ فإن كنت تحب ذلك؛ كنت محبًا لهم ما تحب لنفسك، وإن كنت لا تحب أن يعاملوك بتلك المعاملة؛ فقد ضيعت هذا الواجب العظيم.


قيل للأحنف: ممّن تعلمت الحلم؟ قال: من نفسي! كنتُ إذا كرهتُ شيئًا من غيري لا أفعل مثلَه بأحد.

الله أكبر! ما أجلها من قاعدة! وما أحرى المسلم بتدبرها وتأملها، وأن يبادر إلى تطبيقها في نفسه ومَن حوله!

طبِّقها -أيها المؤمن- في بيعك وشرائك، وأخذك وعطائك، في البيت والشارع والسوق، والمسجد والمدرسة، وفي وسائل النقل وساحات الاستراحات،

وإن خالفتها فعاملتَ غيرك بما تكره أن تُعامَل به؛ فقد علمت ما قال الله في المطففين! وكنت من المتناقضين الذين ذمهم الله -تعالى- بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف:2-3].

ليكن كل واحد منا حكمًا على نفسه أمام هذه الجملة: "وليأتِ إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه" وليضع نفسه دومًا في مكان الطرف الآخر ولينظر! هل يحب أن تقدّره زوجته؟ وهل يحب أن يقدّره الناس؟ وهل يحب أن يحترم الناس مواعيده؟ أسئلة كثيرة إجابتها معلومة عند كل عاقل، فإذا كان كذلك، فليعلم أن الناس أيضًا كذلك.

وأيضًا .. إذا كان هذا الأدب مطلوبًا في حق الخلق؛ فهو في حق الخالق -سبحانه وتعالى- من باب أولى! كيف تطلب من ربك أن يعطيك ما تحب، وينجيك مما تكره، وأنت مقيم على ما يكره، تارك لما يحب؟

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأقوال والأعمال، لا يهدينا لأحسنها إلا أنت، وجنبنا عن أسوأ الأخلاق والأقوال والأعمال؛ لا يجنبنا عن أسوأها إلا أنت، إياك نعبد وإياك نستعين.

💫من كتاب: قواعد نبوية- أ.د.عمر المقبل (باختصار)💫

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 02-19-2019 الساعة 02:54 AM
رد مع اقتباس