عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 03-10-2011, 10:09 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016



القســم الأول : الحديــث المتواتــر

تعريفــه

لغــة : اسـم فاعـل مشـتق من التواتـر أي تتابـع ،

يقولـون : تواتـر المطـر أي تتابـع ـ نزولـه ـ .


نظم الدرر ... / ص : 181 .


اصطلاحـًـا : هـو الحديـث الـذي يرويـه فـي كـل


طبقـة مـن طبقـات السـند رواة كثيـرون يسـتحيل


ـ فـي العـادة ـ تواطؤهـم علـى الكـذب ، عـن مثلهـم


إلـى منتهـاه ، وينتهـي خبـره إلـى حـس .


نظم الدرر ... / ص : 181 / بتصرف .


شــروط الحديــث المتواتــر :


الشــرط الأول :

أن يرويـه عـدد كثيـر يسـتحيل ـ فـي العـادة ـ أن


يتواطـؤوا علـى الكـذب .


واختلـف العلمـاء فـي حـد الكثـرة . فقيـل :


أربعـة ، وقيـل : عشـرة ، وقيـل : أربعـون ،

وقيـل : سـبعون .

واختـار الحافـظ وتبعـه السـيوطي عشـرة .


قـال أحمـد شـاكر : " والصحيـح أنـه لاحـد لذلـك ،


وأن العبـرة بمـا يقـع فـي نفـس السـامع مـن


صـدق الخبـر ، وعـدم تواطـؤ هـؤلاء الناقليـن


علـى الكـذب مـن ظروفهـم وأحوالهـم وكيفيـة نقلهـم


الخبـر ، وقـد يطمئــن السـامع لروايـة خمسـة ويقـع


فـي نفسـه اسـتحالة تواطؤهـم علـى الكـذب ،


وقـد لا يطمئـن لروايـة عشـرة لملابسـات أخـرى .

ا . هـ .


فـإذا كانـوا جميعـًا مـن الشـيعة والخبـر فـي


فضائـل " علـي " ـ رضي الله عنه ـ ، فلاشـك أن


الكثـرة لا تؤثـر فـي مثـل هـذا الخبـر لوجـود شـبهة .



فالعـدد القليـل مـع اختـلاف البـلاد أو المذاهـب


ومـع الصيانـة والديانـة ، أولـى بالتصديـق مـن


العـدد الكثيـر فـي نفـس البلـد أو علـى مذهـب

واحـد ، ويزيـد الشـبهة كونهـم ممـن يسـتحلُّون

الكـذب ، أو كـان الحديـث ممـا يقـوي بدعتهـم .


نظم الدرر ... / ص : 181 .


الشــرط الثانــي


أن يتوافـر الشـرط الأول فـي جميـع طبقـات السـند .


فليـس المقصـود مـن قولهـم " عـن مثلـه "


اشـتراط نفـس العـدد ، ولكـن توفُّـر نفـس الشـرط ،


وهـو وجـود عـدد يسـتحيل اجتماعهـم علـى الكـذب .


وقـد يكـون الحديـث فـي طبقـة مـن طبقاتـه غريبـًا لـم يـروه


إلا واحـد ، ثـم يحصـل التواتـر فـي طبقـات منـه ،


كحديـث : " إنمـا الأعمـال بالنيـات ..... " .


البخاري مع الفتح / ج : 1 / حديث رقم : 1


فهـو غريـب غرابــة مطلقـة ، فإنـه تفـرد بـه عمــر ـ رضي

الله عنه ـ عـن النبــي ـ صلى الله عليه وعلى آله

وسلم ـ ، وتفـرد بـه علقمـة عـن عمـر ـ رضي الله عنه ـ ،

وتفـرد بـه محمـد بـن إبراهيـم التيمـي عـن علقمـة ،

وتفـرد بـه يحيـى بـن سـعيد عـن التيمـي ، ثم تواتـر

بعـد ذلـك عـن يحيـى بـن سـعيد .

نظم الدرر ... / ص : 182 .


Ø الشــرط الثالــث


أن ينتهـي خبرهـم إلـى حـس كقولهـم : سـمعنا

أو رأينـا ، ..... ولا ينتهـي إلـى أمـر ظنـي .


نظم الدرر ... / ص : 182 .


أما إذا كـان مسـتند خبرهـم العقـل ، كالقـول بحـدوث (1)


العالَـم مثـلاً ، فلا يسـمى الخبـر حينئـذ متواتـرًا .


تيسير مصطلح الحديث / ص : 20 .

( 1 ) حـدوث العالَـم : أي العالـم حـادث ، أي

كـان بعـد أن لـم يكـن .


*حُكْــم الحديــث المتواتــر :


قـال الدكتـور محمـد أديـب صالـح ، فـي


" لمحـات فـي أصـول الحديـث " ( 89 ) :

ولقـد قـرر العلمـاء أن المتواتـر يفيـد العلـم اليقينـي


الـذي لا مجـال فيـه للتكذيـب ، ويكفـر جاحـده ، لأنـه

قطعـي الثبـوت عـن رســول الله ـ صلى الله عليه وعلى

آله وسلم ـ ، فجاحـده مكـذب للرســول ـ صلى الله عليه

وعلى آله وسلم ـ ، وشـأنه فـي إفـادة العلـم شـأن

مـا يفيـده الحـس بالمشـاهدة وغيرهـا ، وهكـذا

تـرى أن المتواتـر لا يحتـاج إلـى شـيء مـن البحـث

والنظـر ـ لإثبـات صحـة نسـبته للرســول ـ صلى الله

عليه وعلى آله وسلم ـ ، كمـا نعلــم مثـلاً وجـود عمــر

وعلـي ـ رضي الله عنهما ـ فـي الصـدر الأول .

وكمـا نعلـم وجـود دمشـق وبغـداد وقرطبـة مـن غيـر


حاجـةٍ إلـى البحـث والتأمـل والنظـر .


ا . هـ .


نظم الدرر ... / ص : 182 .


*أقســام الحديــث المتواتـر :

ينقسـم الحديـث المتواتـر إلـى :

متواتـر معنـى فقـط ، ومتواتـر لفظـًا ومعنـى .

Ø أولاً : المتواتـر معنـى :

المتواتـر معنـى هـو مـا اتفـق فيـه الـرواة علـى

معنـى
كلـي وانفـرد كـل حديـث بمعنـاه الخـاص .

مصطلح الحديث / العثيمين / ص : 5 .

قـال العلامـة أحمـد شـاكر فـي شـرح ألفيــة

السـيوطي ( 42 ، 43 ) :

" أمـا المعنــوي فإنـه اشـتراك الـرواة الذيـن يُؤمَـن

كذبهـم علـى روايـة معنـى واحـد ضمـن ألفـاظ

مختلفــة يشـترك هـذا المعنـى فيهـا جميعـًا

وهـو كثيـر جـدًا فـي الشريعـة ويضربـون لـه مثـلاً :

كـرم حاتـم ، فـإن الـرواة روت قصصـًا كثيـرة جـدًا

فـي حـوادث لـه دلـت كلهـا علـى أنـه جـواد كريـم " .

وضـرب لـه (2) المؤلــف " السـيوطي " فـي التدريــب

مثـلاً مـن الحديـث " أحاديـث رفـع اليديـن فـي الدعـاء " .

قـال : فقـد روي عنـه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ

نحـو مائـة حديـث فيـه : رفـع يديـه فـي الدعـاء .

وقـد جمعتهـا فـي جـزء لكنهـا قضايـا مختلفـة ، فكـل

قضيـة منهـا لـم تتواتـر ، والقـدر المشـترك فيهـا ـ وهـو

الرفـع عنـد الدعـاء ـ تواتـر باعتبـار المجمـوع ، وهـو

مثـل جيـد جـدًا .

ومـن شـرح ألفيـة السـيوطي :

" ومـن المتواتـر المعنـوي عنـدي : المتواتـر العملـي " .

وهـو مـا عُلِـمَ مـن الديـن بالضـرورة ، وتواتـر عنـد

المسـلمين أن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ

فعلـه أو أمـر بـه أو غيـر ذلـك ، وهـو الـذي ينطبـق عليـه

تعريـف الإجمـاع انطباقـًا صحيحـًا ، مثـل مواقيـت الصـلاة ،


وأعـداد ركعاتهـا ، وصـلاة الجنـازة والعيديـن ، وحجـاب

النسـاء عن غيـر محـرم لهـا ، ومقاديـر زكـاة المـال ،

إلـى مـا لا يُعـد ولا يُحصـى مـن شـرائع الإسـلام .

ا . هـ .

نظم الدرر ... / ص : 183

( 2 ) ضـرب لـه : الضميـر يعـود علـى المتواتـر المعنـوي .

ومـن الأحاديـث التـي تواتـرت تواتـرًا معنويـًا

أحاديـث إثبـات عـذاب القبـر ، وأحاديـث الرؤيـة ،

وأحاديـث نـزول عيسـى ابـن مريـم ـ عليه السلام ـ ،

وأحاديـث المهـدي ، ففـي كـل قضيـة مـن هـذه

القضايـا أحاديـث كثيـرة صحيحـة مختلفـة الألفـاظ ،


ولكـن بينهـا قـدر مشـترك مـن الاتفـاق ـ فـي المعنـى ـ .


نظم الدُّرر ... / ص : 184 .


Ø ثانيــًا : المتواتــر لفظـًــا ومعنـــى :


المتواتـر لفظـًا ومعنـى هـو مـا اتفـق الـرواة فيـه


علـى لفظـه ومعنـاه .


مصطلح الحديث / العثيمين / ص : 5 .




ولا شـك أنـه قليـل بالنسـبة للأحاديـث عمومـًا ،


وكذلـك بالنسـبة للتواتـر المعنـوي .


نظم الدُّرر ... / ص : 184 .


مثالـه : عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال

رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ
:

" مـن كَـذَبَ علـي متعمـدًا فليتبـوأ مقعـده مـن النـار " .

رواه مسلم ( 1 / 67 ) المقدمة .

فقـد رواه عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ

أكثـر مـن سـتين صحابيـًّا منهـم العشـرة المبشـرين

بالجنـة ، ورواه عـن هـؤلاء خلـق كثيـر

مصطلح الحديث / العثيمين / ص : 5 .


وقـال الشـيخ الألبانـي ـ رحمه الله ـ : صحيح متواتـر .


( صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / رقم الحديث

المذكور : 6519 / ص : 1111 ) .



*والمتواتــر بقسـميه يفيــد



أولاً : العلـم : وهـو القطـع بصحـة نسـبته


إلـى مـن نقـل عنـه . فالمتواتـر


قطعـي الثبـوت .


ثانيـًا : العمـل : بمـا دل عليـه ، بتصديقـه


إن كـان خبـرًا ، وتطبيقـه إن كـان طلبـًا .

مصطلح الحديث / العثيمين / ص : 5