عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-12-2013, 01:26 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,022
يعيش ببلد ليس فيها مسلمون ، فكيف يصلي صلاة الجمعة ؟He lives in a city where there are





يعيش ببلد ليس فيها مسلمون ، فكيف يصلي صلاة الجمعة ؟
السؤال :
إنني أعيش في مدينة لا يوجد فيها مسلمين أو مساجد ، إنني أريد أن أؤدي صلاة الجمعة ، وللأسف فإنني لا أملك المعرفة الكافية لأداء الجمعة بنفسي . فهل أستخدم المذياع ليؤمني ؟ وهل يمكنني استخدام سماعة الأذن ؟ حيث أنني لا أريد إزعاج من هم بالجوار ، إنني أدرس وبذلك يمكنني أداؤها وحدي ، فهل يمكنني فعل ما ذكرته لصلاة الجمعة ؟
الجواب :



الحمد لله



أولا :


يكفي لإقامة صلاة الجمعة أن يوجد ثلاثة رجال مستوطنين ، قال ابن عثيمين رحمه الله :


" أرجح الأقوال أنه يكفي في عدد الجمعة ثلاثة : إمام يخطب ، ومؤذن يدعو ، ومأموم يجيب " انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (13 /831) .


راجع إجابة السؤال رقم (7718) .
ثانيا :


" يجب على المسلمين المستوطنين في دار الكفر أن يؤدوا صلاة الجمعة إذا توافرت شروطها عملاً بعموم نصوص الكتاب والسنة الدالة على أنها فرض عين على المسلمين بشروطها المعتبرة شرعاً " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (8/186) .
ثالثا :


لا يشترط للجمعة أن تقام بمسجد أو جامع ، عند جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة ، خلافا للمالكية .


راجع إجابة السؤال رقم (153872) .


وعلى ذلك : فإذا وجد في البلد الذي تعيش فيه ثلاثة مسلمون مستوطنون استيطانا مستمرا وجب عليكم إقامة صلاة الجمعة ، ولو في غير مسجد .
رابعا :


فإذا لم يكن بالبلد الذي أنت فيه مسجد ، ولا يوجد في قرية مجاورة مسجد تسمع النداء فيه بالصلاة وتستطيع أن تأتيه ، ولا يوجد من المسلمين من يصلي معك الجمعة : فلا جمعة عليك ، وإنما تصلي الظهر ، إذا دخل وقته ، وليس لك أن تصلي خلف المذياع تأتم بإمامه .


سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :


إنني وحيد في جزيرة قبرص ولم أجد مسلمين أصلي معهم ، ولا يوجد أي مسجد إلا أنني أسمع الأذان عن طريق إحدى الدول العربية بالراديو، وأصلي الجمعة خلف المذياع في إحدى الدول العربية ، فهل صلاتي هذه تعتبر صلاة جماعة ؟


فأجاب :


" لا شك أن صلاة الجمعة واجبة على المسلمين ، ولكن ليس لك أن تصلي خلف المذياع ، بل الواجب عليك أن تلتمس من المسلمين من يقيم صلاة الجمعة ، وعليك أن تجتهد في ذلك ، فإذا تيسر لك جماعة من المسلمين في أي مسجد من المساجد تصلي معهم الجمعة ولو اثنين، وتكون أنت الثالث ؛ لأن الصحيح أن الجمعة تنعقد بثلاثة ، فإذا كانوا مستوطنين مقيمين في بلد ليسوا مسافرين بل هم مقيمون مستوطنون : فإنكم تصلون جميعا جمعة .


لكن إذا لم يتيسر لك أحد ، فإنك تصلي ظهرا ، تصلي أربعا ظهرا بعد زوال الشمس ودخول الوقت ، ولا تصل الجمعة إلا إذا كان معك اثنان أو أكثر من الناس المستوطنين في البلد ، هكذا بين أهل العلم . " انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (13/ 182-184) .


وسئل رحمه الله :


نحن نسكن بقرية لا يوجد فيها مسجد ، فهل يجب علينا الذهاب إلى مسجد في قرية تبعد عنها مسافة اثنين كيلو متر لصلاة الجمعة ؟ وهل تجب على من يجد صعوبة في الوصول إلى المسجد الموجود في تلك القرية حيث إن الطريق جبل وعرة ، فما حكم من يصليها ظهرا في منزله ؟


فأجاب : " هذا فيه تفصيل ، إذا كان المسجد بعيدا لا يسمعون النداء ويشق عليهم الذهاب إلى المسجد لم يلزمهم ذلك ، وعليهم أن يصلوا ظهرا في محلهم إن لم يتيسر لهم إقامة الجمعة ، فإن تيسر لهم إقامة الجمعة أقاموها في قريتهم ولا حاجة إلى ذهابهم إلى القرية الأخرى ، إذا كانوا ثلاثة أو أكثر وجب عليهم في أصح أقوال أهل العلم أن يقيموا الجمعة ، وخطب بهم أحدهم وصلى بهم ، وخطب بما تيسر مما فيه عظة وذكرى للحاضرين ، يحمد الله ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ويتشهد الشهادتين ، ويعظ إخوانه ويذكرهم بما تيسر، ثم يجلس ، ثم يقوم فيخطب الثانية ويذكر إخوانه مثل ما فعل في الأولى ، ثم يصلي بهم ركعتين يجهر فيهما بالقراءة كما هو معلوم ، ولا يلزمهم الذهاب إلى المسجد البعيد .



أما إذا تيسر لهم أن يذهبوا مع إخوانهم ويكثّروا جمعهم ولا مشقة عليهم فذهابهم مع إخوانهم هناك وصلاتهم معهم أفضل ، ولكن ما يلزمهم والحال ما ذكر، فلهم أن يقيموا جمعة في محلهم، وأن يصلوا في محلهم " انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (13/ 138-140) .


وراجع إجابة السؤال رقم (45611) .
والخلاصة : أنه ليس لأحد أن يصلي خلف المذياع ، يأتم بصلاته ؛ بل إذا تيسر لك من تصلي معه الجمعة في مكان إقامتك ، صل معه ، وإن لم يتيسر ، فصل الظهر ، كما تفعل كل يوم ، ولا جمعة عليك في هذه الحال .



نسأل الله أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى .



والله أعلم .


موقع الإسلام سؤال وجواب




رد مع اقتباس