عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 06-04-2013, 07:24 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023

مجلس رقم 9
9 شعبان 1434 هـ


3 ـ ثـم الصـلاةُ مَـعْ سـلامٍ دائـمِ
علـى الرسـولِ القُرَشِـيِّ الخَاتِــمِ

4 ـ وآلهِ وصحبـــهِ الأبــــرارِ الحَائِــزِي مراتـــبَ الفَخـــارِ

(ثـم ) : حـرف عطـف ، هـذا عطـف جملـة علـى جملـة ،
وليـس عطـف مفـرد علـى مفـرد .
القواعد الفقهية ... / شرح : عُبيد الجابري .
( الصـلاةُ و السـلامٍ ) : الثنـاء والذكـر الجميـل ، وكذلـك الدعـاء .
إذا تأمـل الإنسـان كـلام العـرب ، وراعـاه كلـه ، وجـد أن المـراد بالصـلاة : الثنـاء والذكـر الجميـل ، وأنـه لا يُـراد بلفـظ الصـلاة فـي جميـع المواطـن الدعـاء . يـدل علـى هـذا أن بعـض النصـوص الـواردة فـي الصـلاة لا يمكـن أن تُفسـر بالدعـاء ، مثـل : نسـبة الصـلاة لله ـ عـز وجـل ـ " هُـوَ الَّـذِي يُصَلِّـي عَلَيْكُـمْ وَمَلاَئِكَتُـهُ ... " سورة الأحزاب / آية : 43 ، لا يمكـن أن يُقـال هـو الـذي يدعـو .
ثـم أيضًـا إن الدعـاء يتعـدى بالـلام ـ دعـا فـلان لـ فـلان ـ ، بينمـا الصـلاة تتعـدى بلفـظ علـى .
لذلـك فـإن الأظهـر ـ هنـا ـ أن يُـراد بلفـظ الصـلاة الثنـاء والذكـر الجميـل .
( والسـلام ) : بمعنـى التحيـة ، كمـا يأتـي أيضًـا بمعنـى السـلامة مـن النقـص .
وقـول البعـض : إن المـراد بالصـلاة مـن الله الرحمـة ، هـذا قـول مرجـوح ، فـإن النصـوص الشـرعية جـاءت بالتفريـق بيـن الصـلاة والرحمـة ، والله سـبحانه جمـع بينهمـا فـي قولـه تعالـى :
{ أُولَئِـكَ عَلَيْهِـمْ صَلَـوَاتٌ مِّـن رَّبِّهِـمْ وَرَحْمَـةٌ ... } سورة البقرة / آية : 157 .
والأصـل فـي العطـف إفـادة المغايـرة بيـن المعطـوف والمعطـوف عليـه .
وهـذا الأصـح ، وقـد رواه البخـاري تعليقًـا :
قـال البخـاري فـي صحيحـه معلَّقًـا :
قـال أبـو العاليـة : صـلاة الله ثنـاؤه عليـه عنـد الملائكـة وصـلاة الملائكـة الدعـاء .
صحيح البخاري . متون / ( 65 ) ـ كتاب : تفسير القرآن /( 10 ) ـ باب : قوله" إن الله وملائكته يصلون ... " سورة الأحزاب ( آية : 56 ) / ص : 577.
9 - صلاةُ اللهِ عزَّ وجلَّ عليه : ثناؤُه عليهِ ، وصلاةُ الملائكةِ عليه : الدعاءُ .
الراوي: رفيع بن مهران أبو العالية الرياحي المحدث:الألباني - المصدر: فضل الصلاة - الصفحة أو الرقم: 95
خلاصة حكم المحدث:
إسناده موقوف حسن رجاله ثقات
الدرر السنية


فالصـلاة مـن الله : هـي ثنـاؤه علـى عبـده فـي المـلإ الأعلـى ففيهـا حصـول الخيـر ، وصلاتنـا وسـلامنا علـى الرسـول : فهـي دعـاء الله بـأن يذكــر رسـولنا بالثنـاء الجميـل والمحامـد فـي المـلإ الأعلـى وأن يسـلمه ويدفـع عنـه الشـر والآفـات والنقائـص .
والأولـى عند ذكـر النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ الجمـع بين الصـلاة والسـلام ، لظاهـر قولـه تعالـى :
{ ... يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنُـوا صَلُّـوا عَلَيْـهِ وَسَـلِّمُوا تَسْـلِيماً } . سورة الأحزاب / آية : 56 .
حيـث أمرنـا بالفعليـن .
( علـى الرسـولِ) : الرسـول هـو مـن أُوحِـيَ إليـه بشـرع وأُمـر بتبليغـه .
أمـا النبـي : مـن بُعِـثَ لتقريـر شـرع مَـنْ قَبلـه ، وهـو بالطبـع مأمـور بتبليغـه ، إذ مـن المعلـوم أن العلمـاء مأمـورون بذلـك والأنبيـاء بذلـك أولـى كمـا لا يخفـى .
شرح العقيدة الطحاوية ـ تحقيق الألباني / ص : 38 / بتصرف .
( القُرَشِـيِّ ) : أي المنسـوب إلـى قريـش ، وهـم بنـو النضـر بـن كنانـة ، فكـل مـن كـان مـن ولـده فهـو قرشـي ، وهـذا هـو الراجــح مـن أقـوال أهـل النسـب لقولـه صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم :
" نحـن بنـو النضـر بـن كنانـة ، لا نَقْفـوا أُمَّنَـا (1) ، ولا ننتفـي مِـن أبينـا " .
سنن ابن ماجه [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني /( 20 ) ـ كتاب : الحدود / ( 37 ) ـ باب :من نفى رجلاً من قبيلته / حديث رقم : 2612 / ص : 444 / حديث حسن .
( 1 ) لا نَقْفـوا أُمَّنَـا : أي لا نتبـع أُمَّنـا فـي النسـب ، لأن الولـد ينسـب لأبيـه دون أمـه .
القواعد الفقهية ... / شرح : د . مصطفى كرامة مخدوم .
( الخَاتِــمِ) : الـذي ختـم الله بـه أنبيـاءَه ورسـله ، فـلا نبـي بعـده .
قـال تعالـى: { مَّا كَـانَ مُحَمَّـدٌ أَبَا أَحَـدٍ مِّـن رِّجَالِكُـمْ وَلَكِـن رَّسُـولَ اللهِ وَخَاتَـمَ النَّبِيِـنَ ... } .
سورة الأحزاب / آية : 40 .
* عن عائشـة ـ رضي الله عنها ـ قالـت : قال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " أنا خاتـم الأنبيـاء ... " .
رواه البزار ، وقال الشيخ الألباني : صحيح لغيره في : صحيح الترغيب والترهيب / ج : 2 / ( 11 ) ـ كتاب : الحج /
( 14 ) ـ باب : التغيب في الصلاة في المسجد الحرام / حديث رقم : 1175 / ص : 45 .
الخاتـم ، هـذا وصـف للنبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، والخاتِـم بكسـر التـاء اسـم فاعـل ، فكأنـه قـد جـاء آخـر الرسـل ، والخاتَـم بفتـح التـاء اسـم آله ، كأنـه قـد خُتمـت به الرسـالة . فـإن قـال قائـل :
إن عيسـى ـ عليه السلام ـ سـيأتي فـي آخـر الزمـان ، فكيـف يوصـف محمـد ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ بأنـه خاتـم الرسـل ؟!
والجـواب علـى ذلـك :
أن عيسـى ـ عليه السلام ـ قـد تقـدم زمانـه ، ثـم إن عيسـى ـ عليه السلام ـ لا يأتـي بصفـة كونـه نبيًـا ، وإنمـا يأتـي بصفـة كونـه عبـدًا متبعًـا لرسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فـلا يأتـي بشـرع جديـد ، وإنمـا يكـون متبعًـا لهـدي النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .
القواعد الفقهية ... / شرح : سعد بن ناصر الشثري .
( وآلهِ ) : صلـى المؤلـف أيضًـا علـى آل النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ويكـون بذلـك متبعًـا لهـدي النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ؛ فـإن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ كـان قـد أمـر أصحابـه فـي التشـهد بالصـلاة عليـه وعلـى آله ، ولذلـك نقـول : اللهـم صـل علـى محمـد ، وعلـى آل محمـد .
و " الآل " فـي لغـة العـرب يـراد بهـا عـدد مـن المعانـي ، منهـا القرابـة . فـآل فـلان قرابتـه ، ويـراد بـه الأتبـاع ، فيُقـال آل فـلان بمعنـى أتباعـه ، ولذلـك فُسـر قولـه ـ عـز وجـل ـ :
{ ... أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَـوْنَ أَشَـدَّ الْعَـذَابِ }. سورة غافر / آية : 46 ، فـإن المـراد بـ آل فرعـون هنـا أتباعـه لأن مِـنْ قرابـة فرعـون مـن هـداه الله عـز وجـل ودخـل فـي ديـن الإسـلام .

القواعد الفقهية ... / شرح : سعد بن ناصر الشثري .
( آله ) وآل النبـيّ علـى الراجـح هـم : أتباعـه علـى دينـه إلى يـوم القيامـة ، فيدخـل فيهـم الصحابـة ، فيكـون عطفهـم عليهـم مـن بـاب عطـف الخـاص علـى العـام ، لمزيتهـم وشـرفهم بالعلـم النافـع والعمـل الصالـح والتقَـى الـذي أوجـب لهـم مفاخـر الدنيـا والآخـرة رضـي الله عنهـم .
رسالة القواعد الفقهية / السعدي / ص : 7 / بتصرف .
والغالـب فـي ( الآل ) أنـه لا يضـاف إلا إلـى مـا فيـه شـرفٌ ، فـلا يُقـال : آل الزَّبـال ، ... .
منظومة القواعد ... / شرح : د . مصطفى كرامة مخدوم .
( وصحبـــهِ ) :
الصحـب اسـم جمـع لصاحـب . كركـب جمـع راكـب ، وهـو فـي اللغـة المُعَاشِـر المـلازِم .
والمـراد : الصحابـي ، والصحابـي هـو مـن لقـي النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ مؤمنًـا بـه ولـو لـم تطـل صحبتـه ، ومـات علـى ذلـك ، ولـو تخللـت ذلـك رِدة بعدهـا إسـلام ، وهـذا مـن خصائصـه صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم ، ـ أمـا غيــره مـن النـاس فإنـه لا يكــون صاحبًـا إلا مـن لازمـه مـدة يسـتحق بهـا أن يقـال صاحـب ـ ، أمـا لـو مـات علـى ردتـه فهـو كافـر ولا يسـمى صحابيًّـا ، فمـن مـات علـى الكفـر فهـو صاحـب إبليـس وليـس صاحـب محمـد ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .
وهنـا علـى القـول بـأن آل النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أتباعـه علـى دينـه ، فعطـف الصحابـة مـن عطـف الخـاص علـى العـام ، وفـي الجمـع بيـن الصحـب والآل مخالفـة للمبتدعـة لأنهـم يوالـون الآل دون الصحـب وقـد جـاءت النصـوص في فضـل الصحابـة ـ رضوان الله عليهم ـ وبيـان مكانتهـم ، ومنزلتهـم .
قـال تعالـى : { وَالسَّـابِقُونَ الأَوَّلُـونَ مِـنَ الْمُهَاجِرِيـنَ وَالأَنصَـارِ وَالَّذِيـنَ اتَّبَعُوهُـم بِإِحْسَـانٍ رَّضِـيَ اللهُ عَنْهُـمْ وَرَضُـواْ عَنْـهُ ... } . سورة التوبة / آية : 100 .
وقـال تعالـى : { مُّحَمَّـدٌ رَّسُـولُ اللهِ وَالَّذِيـنَ مَعَـهُ أَشِـدَّاءُ عَلَـى الْكُفَّـارِ رُحَمَـاءُ بَيْنَهُـمْ تَرَاهُـمْ رُكَّعًـا سُـجَّدًا ... } . سورة الفتح / آية : 29 . إلـى غيـر ذلـك مـن النصـوص .
( الأبــــرارِ ) :
الأبـرار جمـع " بـارّ " وهـو كـل مؤمـن جَمـع بيـن الإخـلاص والصـدق فـي الأقـوال والأعمـال ، فهـم اتصفـوا بذلـك ، إيمـان مـع صـدق وإخـلاص ـ رضوان الله عليهم ـ .
منظومة ... / شرح : عبيد الجابري .
( الحَائِــزِي مراتـــبَ الفَخـــارِ ) :
" الحائـزي " : حـاز الشـيء جمعـه . " المراتـب " : جمـع مرتبـة وهـي المنزِلـة . " الفخـار " : جمـع مفخـرة وهـي المأثـرة والمنقبـة وقيـل الشـرف .
وشـرف الصحبـة لا يعدلُـه شـرف ، فأصحـاب محمـد ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ اجتمـع لهـم مـن الشـرف والمآثـر والمناقـب مـا لا يجتمـع لغيرهـم ألْبتـة . ومـن تلكـم المناقـب :
1ـ السـبق بالإسـلام . 2 ـ تمـام الاتبـاع .
3 ـ أنهـم هـم صفـوة الأمـة .
4ـ العدالـة ، فالصحابـة كلهـم عـدول ، ولهـذا نـص علمـاء المصطلـح علـى أن جهالـة الصحابـي لا تضـر ، فـإذا قـال الثقـة : حدثنـي مـن صحـب النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أو رجـل مـن صحـب النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فـلا نبحـث . أمـا مَـنْ دون الصحابـة مـن النـاس يبحـث فـي حالـه مـن حيـث الثقـة والضعـف والكـذب . وأمـا الصحابـة فـلا يُبحـث عـن أحوالهـم ، فهـم عـدول ، ورضـي الله عنهـم ليـوم القيامـة ويُقـال فـي مـن دون الصحابـة مـن الأسـانيد : هذا علـى شـرط الشـيخين أو علـى شـرط ... .
منظومة القواعد ... / شرح : عبيد الجابري / بتصرف .

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 06-20-2013 الساعة 02:48 AM
رد مع اقتباس