عرض مشاركة واحدة
  #60  
قديم 07-20-2020, 01:17 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي

🟢على منهاج النُّبُوَّة

6️⃣1️⃣

✍أفلا شققت عن قلبه؟!

🌴 أرسلَ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم جيشاً إلى الحرَقَة وهم من قبيلة جهينة، سمُّوا بذلك لمعركةٍ كانت بينهم وبين بني مرة بن ذبيان في الجاهلية فأحرقوهم بالسهام لكثرةِ ما قتلوا منهم!
وصلَ الجيش صباحاً، ودارتْ معركةٌ سرعان ما انتصرَ فيها المسلمون، وفرَّ منهم رجل فلحِقَه أُسامة بن زيد ورجل من الأنصار، فلما حاصراه قال: لا إله إلا الله!
فتوقَّفَ الأنصاريُّ ولكنَّ أسامة بن زيد طعنه بالرمح فقتله!

⬅️ فلما رجعوا إلى المدينة، وعلِمَ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بالأمرِ قال لأُسامة: أقتلْتَه بعد أن قال لا إله إلا الله، فكيف تصنعُ بلا إله إلا الله إذا أتتكَ يوم القيامة!
فقال أسامة: يا رسول الله، قالها متعوِّذاً/خوفاً من القتل!
🌾فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: أفلا شققتَ عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟!
فتمنى أُسامة أنه لم يكن قد أسلم من قبل، وأن إسلامه كان اليوم حتى لا يكون في صحيفتِه أنه قد قتلَ رجلاً قال لا إله إلا الله رغم أنه كان مُحارباً لهم، ولو تمكَّن منهما لَقَتَلَهُما، وغلب على ظنه أنه قالَها خوفاً ليحمي نفسه وليس عن إيمان،
▪️ لذلكَ اعتزلَ أُسامة كل الفتن والحروب التي دارتْ بعد ذلك بين المُسلمين فلم يحارب مع أحدٍ ولا ضد أحد!

▪️أول ما يُقضى به يوم القيامة في الدِّماء، فلا شيء أعظم ذنباً عند الله بعد الشرك إلا قتل الأنفس التي حرَّم الله قتلها، مُسلمة كانت أم كافرة! وإن أقبح ما ابتليَ به المسلمون اليوم الاستهانة بالدماء!

▪️ومما ابتلي به الناس أيضاً هو الدخول في نوايا الناس! مع أنَّ القاعدة الفقهية للحكم على الأفعال أنَّ لنا الظواهر والله سبحانه يتولَّى السرائر، ولكننا ما زلنا نسمع من يقول إن فلاناً يتصدّق ليرينا أنه غنيٌّ وكريم ويملك مالاً كثيراً يريد بذلك أن "يتفشخر"!
وما زلنا نسمعُ من يقول إن فلاناً يذهبُ إلى المسجدِ ليراه فلان فيقبل أن يزوجه ابنته!
غابَ حسنُ الظنِّ وحلَّ مكانه سوء الظنِّ حتى صارَ الناس إذا رأوا فلاناً في بيتِ فلان قالوا: الله أعلم ما السيرة! لا أحد يقول لعلَّهما اجتمعا على خير، ولعلَّ هناك فقيراً يُريدان أن يَقضيا حاجته، ولعلَّ هناك مشكلة أُسرية يعملان على حلِّها!

واللهِ إن الإنسان بالكاد أن يفهمَ نيته، وأحياناً تختلط عليه الأمور بين حظ النفس والهوى وإرضاء الله، فكيف يجزم الناس في نوايا الناس؟!

********
رد مع اقتباس