عرض مشاركة واحدة
  #52  
قديم 06-24-2020, 01:23 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

🟢 على منهاج النُّبُوَّة

5️⃣3️⃣

✍ما لكِ يا أم السائب؟!

🌳 دخلَ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم على أمِّ السائب في مرضِها فقال: ما لكِ يا أُمَّ السائب تُزفزفين/تتحركين حركةً شديدة؟!
فقالت: الحمى، لا بارك الله فيها!
فقال: لا تسُبِّي الحمى فإنها تُذهِب خطايا بني آدم كما يُذهِبُ الكيرُ خبث الحديد!

🌳ودخل النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم على أعرابيٍّ يعوده، فقال له: لا بأس، طهور إن شاء الله.
فقال متعجباً: طهور! كلا بل هيَ حمى تفور، على شيخ كبير، تُزيره القبور
فقال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((فنَعَمَ إذًا))؛ يعني: أرشَدْتُك بقولي: لا بأسَ عليك إلى أنَّ الحُمَّى تُطهِّرك وتنقِّي ذنوبك، فاصبِر شكرًا عليها، فأَبَيْتَ إلَّا اليأسَ والكُفْران، فكان كما زَعَمْتَ، وما اكتفَيتَ بذلك؛ بل رَدَدتَ نِعمةَ الله؛ قاله غَضبًا عليه.

👈🏻إنَّ الله سبحانه وتعالى من رحمته يبتلي المسلمَ بالمرضِ لأحدِ

أسبابٍ ثلاثة:
▪️الأول: أنه يُريدُ أن أن يُكفِّرَ عنه خطاياه التي عملها حتى يقدمه عليه نقياً مستحقاً برحمته دخول الجنة بلا سابقة حساب ولا عذاب!

▪️الثاني: أنه يراه قد ابتعدَ عنه، فيَبتليه بالمرضِ ليرققَ قلبه ويُعيده إليه، فإن الإنسان إذا مرضَ انكسرَ وآبَ حينها يرفعُ عنه ما هو فيه، وللهِ المثل الأعلى ألا ترى أنَّ الراعي إذا شردتْ إحدى أغنامه عن القطيع رشقها بالحجارة فإذا عادتْ إليه أمسكَ الرَّجم عنها؟!

▪️الثالث: أنَّ الله سُبحانه قد يكون خلقَ لعبدِه المُسلم مرتبة عاليةً في الجنةِ لا يبلُغها بعمله في الدنيا فيبتليه بالمرض ليرفع درجته ويستحقَّ ما خُلق له!

🍃أحسِنوا الظنَّ باللهِ، وآمنوا إيماناً لا يُخامره شكٌّ أن اللهَ سُبحانه غني عن عذابنا، وأنه أرحم بنا من أمهاتنا، فتأدَّبوا في بلائكم، توجَّعوا بالحمد، وزيِّنوا الأنين بالاستغفار وابحثوا في أنفسكم عن أحد الأسباب الثلاثة!

⚡إن كان لكَ ذنوبٌ ولا أحد منا إلا وله فقُلْ يا ربِّ لكَ الحمد إذ تُطهِّرني مما اقترفته، فإن بعض الدواء مُر!

⚡وإن كنتَ ابتعدتَ بعد قُربٍ، فقل يا رب لكَ الحمدُ، ابتعدتُ عنك فلم تزهدْ بي وتُريدني أن أرجع، ها قد عدتُ!

⚡وإن لم يكُن لك لا هذا ولا ذاك، ورأيتَ المرض أكبر من خطاياك وابتعادك، فقل له لك الحمد ربي، ظني بكَ أنكَ قد خلقتني لمرتبةٍ في الجنة لم يبلُغها عملي فأردتَ أن تجبرَ تقصيري لأنالَها!
رد مع اقتباس