عرض مشاركة واحدة
  #54  
قديم 04-05-2012, 07:54 PM
أمة الله أمة الله غير متواجد حالياً
مشرفه الملتقى عام
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 741
افتراضي


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى
كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَان عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْء مِّمَّا كَسَبُواْ
وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}


كيف نعمل بمقتضى هذا النداء ؟.



مدار العمل كله على الإخلاص بل هو أول شرط من شروط العمل الصالح،



فلابد من الإخلاص واستحضار النية وطلب العون من الله في ذلك :


* قبل العمل للتغلب على الشيطان الذي لا يألو جهدا في تثبيط العبد أو بإيقاعه في شباك الرياء.



*أثناء العمل وذلك بالإخلاص واستحضار النية والابتعاد عما من شأنه إحباط العمل كالرياء والسمعة وحب الثناء والمحمدة.



*بعد العمل بالاستعانة بالله على الحفاظ عليه من المن والأذى و التسميع وغيرها من المحبطات ،سواء منها المتصل بالعمل أو الخارج عنه.



وقد يقال :
بما أن مدار العمل على الإخلاص ،فكيف لنا أن نحققه؟


عن هذا السؤال يجيبنا ابن القيم رحمه الله قائلا:


"لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت،



فإذا حدَّثتك نفسك بطلب الإخلاص، فأقبل على الطمع أولًا فاذبحه بسكين اليأس، وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة،



فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح، سَهُل عليك الإخلاص.


فإن قلت: وما الذي يُسَهِّل عليّ ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح؟



قلت: أما ذبح الطمع فيُسَهِّله عليك علمك يقينًا أنه ليس من شيء يُطْمَع فيه إلا وبيد الله وحده خزائنه لا يملكها غيره، ولا يُؤتي العبد منها شيئًا سواه،


وأما الزهد في الثناء والمدح، فيُسَهِّله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويَزِين، ويضرُّ ذمُّه ويَشِين إلا الله وحده،


كما قال ذلك الأعرابي للنبي -صلى الله عليه وسلم-: إن مدحي زَيَنٌ وذَمِّي شين، فقال: (ذلك الله -عز وجل-).(1)



فازهد في مدح من لا يَزِيُنك مدحه، وفي ذمِّ من لا يَشِنيُك ذمُّه، وارغب في مدح من كل الزين في مدحه، وكل الشَّين في ذمه،


ولن يُقْدَر على ذلك إلا بالصبر واليقين، فمتى فقدت الصبر واليقين، كنت كمن أراد السفر في البحر في غير مركب،


قال تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ}[الروم: 60]


وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24] ")


ا.هـ( المرجع: فوائد الفوائد
للإمام ابن القيم -رحمه الله-)





* الله تعالى طيب لايقبل الا طيبا .. فهو لا يقبل إلا الطيب من الكسب ومن النوايا .


*على المرء الأ يطمئن لكونه وُفق لعمل الصالحات حيث أنه ليس العبرة بصلاح العمل وحسب


ولكن العبرة بالمحافظة عليه من المحبطات فكما ان الحسنات تذهب السيئات فكذلك السيئات فإنها تُحبط الأعمال الصالحات ..




وعلينا تجديد النية دائما مخافة الوقوع في الرياء او الاتصاف بصفات المنافقين





ملتقى الأكاديمية المفتوحة بتصرف يسير





*****************************


(1)(عن الأقرع بن حابس أنه قال إن مدحي زين , وإن ذمي شين فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم" ذاك الله الذي لا إله إلا هو" ).
الراوي: الأقرع بن حابس المحدث: العراقي - المصدر: تخريج الإحياء - الصفحة أو الرقم: 3/382
خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات إلا أني لا أعرف لأبي سلمة بن عبد الرحمن سماعا من الأقرع




نفعنا الله وإياكم


آمين




وإليك حبيبتي



خــــالة هنـــــــــــــد


في انتظار النداء التالي

رد مع اقتباس