**السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد هذه التوطئة التي من أهدافها الحض على
اغتنام أوقاتنا بالحرص على كل ما ينفعنا في الدنيا
والآخرة ؛ مع ملاحظة أن النفع الحقيقي هو كل
ما يقربنا من الله ويرضيه عنا
لذا نتواصى ببعض القربات في هذه الأيام الفضيلة التي
نأمل أن ترضي الله عنا ؛ وتكون سببًا للنجاة
من النار
كثـــرة طــرق الخيـــر
[الخيـر لـه طـرق كثيـرة ، وهـذا مـن فضـل الله عـز
وجـل علـى عبـاده ،
مـن أجـل أن تتنـوع لهـم الفضائـل ، والأجـور والثـواب الكثيـر .
وأصـول هـذه الطـرق ثلاثـة :
إمـا جهـد بدنـي ،وإمـا بـذل مالـي ، وإمـا مركَّـب مـن هـذا
وهـذا .
وأنـواع هـذه الأصـول كثيـرة جـدًا ويـدل لمـا قلنـا أن
مـن النـاس مـن تجـده يألـف الصـلاة ، فتجـده كثيـر الصلـوات ،
ومنهـم يألـف قـراءة القـرآن ، فتجـده كثيـرًا يقـرأ القـرآن ،
ومنهـم مـن يألـف الذكـر والتسـبيح والتحميـد ومـاأشـبه ذلـك ،
ومنهـم الكريـم الطليـق اليـد الـذي يحـب بـذل المـال ،
فتجـده دائمًـا يتصـدق .
ومنهـم من يرغـب العلـم وطلـب العلـم الـذي هـوفـي وقتنـا هـذا
قـد يكـون أفضـل أعمـال البـدن ، لأن النـاس فـي الوقـتالحاضـر
فـي عصرنـا هـذا محتاجـون إلـى العلـم الشـرعي ، لغلبـة
الجهـل وكثـرة المتعالميـن ، الذيـن يدَّعـون أنهـم علمـاءوليـس
عندهـم مـن العلـم إلا بضاعـة مزجـاة ، فنحـن بحاجـة إلـى
طلبـة علـم يكـون عندهـم علـم راسـخ ثابـت مبنـي علـى الكتـاب
والسـنة ، مـن أجـل أن يـردوا هـذه الفوضـى التـي أصبحـت
منتشـرةفـي القـرى والبلـدان ، كـل إنسـان عنـده حديـث
أو حديثـان عـن رسـول اللهـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يتصـدى
للفُتيـا ، ويتهـاون بهـا ، وكأنـهشـيخ الإسـلام ابـن
تيميـة أو الإمـام أحمـد أو ..... .
وهـذا ينـذر بخطـرعظيـم إن لـم يتـدارك اللهُ الأمـةَ بعلمـاء
راسـخين ، عندهـم علـم قـوي وحُجـة قويـة .
ولهـذا نـرى أن طلـب العلـم اليـوم أفضـل الأعمـال المتعديـة
للخلـق ، أفضـل مـن الصدقـة ، وأفضـل مـن الجهـاد ، بـل
هـو جهـاد فـي الحقيقـة ، لأن الله جعلـه عديـلاً للجهــاد
فـيسـبيل الله ، الـذي هـو (1) لإعـلاء كلمـة الله .
( 1 ) هو ---> الضميريعود على الجهاد
قـال تعالـى : { وَمَـا كَـانَ الْمُؤْمِنُـونَ لِيَنفِـرُواْ كَآفَّـةً ... } .
يعنـي مـا كـان ليذهبـوا
إلـى الجهـاد جميعًـا 0{ فَلَـوْلاَ نَفَـرَ مِـن كُـلِّ فِرْقَـةٍ مِّنْهُـمْ طَآئِفَـةٌ ... } يعنـي
وقعـدت طائفـة ، وإنمـاقعـدوا ،{ لِّيَتَفَقَّهُـواْ فِـي الدِّيـنِ وَلِيُنـذِرُواْ
قَوْمَهُـمْ إِذَا رَجَعُـواْ إِلَيْهِـمْ لَعَلَّهُـمْ يَحْـذَرُونَ } .
التوبة / آية : 122 .
فالمهـم أن طـرق الخيـر كثيـرة ، وأفضلهـافيمـا أرى بعـد
الفرائـض التـي فرضهـا الله هـو طلـب العلـم الشـرعي ،لأننـا
اليـوم فـي ضـرورة إليهـا .
لابـد مـن علمـاء عندهـم علـم راسـخ ثابـت ، مبنـي علـى
الكتـاب والسـنة - بفهم السلف الصالح - وعلـى
العقـل والحكمـة . ]
[أصل المعلومة] مستقى من :
رياض الصالحين / شرح : الشيخ محمد بن صالح العثيمين /
ج : 1 / ( 13 ) ـ باب : بيان كثرة طرق الخير /
ص : 514 / بتصرف .