عرض مشاركة واحدة
  #72  
قديم 09-27-2018, 05:34 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,030
Haedphone

المتن
قال: ولا يخفى على أدنى عاقل أن حقيقة معنى هذا القول أن الله وصف نفسه في كتابه بما ظاهره المتبادر منه السابق إلى الفهم الكفر بالله تعالى والقول فيه بما لا يليق به - جل وعلا-.
الشرح
اللهُ أكبرُ,صحيحٌ إذا قيلَ هذا كلامُهم,إذا قيلَ هذا هو المتبادرُ لزِمَ أنَّ اللهَ وصفَ نفسَهُ بما ظاهرُهُ الكفر لأن إثباتَ المماثلةِ للهِ أوإثباتَ مماثلةِ الله للخلق كفرٌ.ولائقٌ به ولاغيرُ لائقِ؟ غيرُ لائقٍ. فعلى زعمِ هؤلاءِنقول:إنَّ القرآنَ على زعمِكُم مملوءٌ بما هو ظاهرٌ بالكفر والنقصِ لله-عزوجل-كما مرَّعلينا سابقًا.
المتن
والنبي صلى الله عليه وسلم الذي قيل له "وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ". لم يبين حرفًا واحدًا من ذلك مع إجماع من يعتد به من العلماء على أنه صلى الله عليه وسلم لا يجوز في حقه تأخير البيان عن وقت الحاجة إليه، وأحرى في العقائد لاسيما ما ظاهره المتبادر منه الكفر والضلال المبين حتى جاء هؤلاء الجهلة من المتأخرين فزعموا أن الله أطلق على الظاهر المتبادر كفر وضلال يجب صرف اللفظ، عنه، وكل هذا من تلقاء أنفسهم من غير اعتماد على كتاب أو سنة، سبحانك هذا بهتان عظيم. ولا يخفى أن هذا القول من أكبر الضلال ومن أعظم الافتراء على الله - جل وعلا - ورسوله صلى الله عليه وسلم.
والحق الذي لا يشك فيه أدنى عاقل أن كل وصف وصف الله به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم فالظاهر المتبادر منه السابق إلى فهم من في قلبه شيء من الإيمان هو التنزيه التام عن مشابهة شيء من صفات الحوادث. قال: وهل ينكر عاقل أن السابق إلى الفهم المتبادر لكل عاقل هو منافاة الخالق للمخلوق في ذاته وجميع صفاته؟ والله لا ينكر ذلك إلا مكابر.
والجاهل المفتري الذي يزعم أن ظاهر آيات الصفات لا يليق بالله، لأنه كفر وتشبيه، إنما جر إليه ذلك تنجيس قلبه بقذر التشبيه بين الخالق والمخلوق، فأداة شؤم التشبيه إلى نفي صفات الله - جل وعلا - وعدم الإيمان بها مع أنه - جل وعلا - هو الذي وصف بها نفسه، فكان هذا الجاهل مشبهاً أولاً، ومعطلاً ثانياً، فارتكب ما لا يليق بالله ابتداءً وانتهاءً، ولو كان قلبه عارفاً بالله كما ينبغي، معظمًا لله كما ينبغي، طاهرًا من أقذار التشبيه لكان المتبادر عنده السابق إلى فهمه أن وصف الله تعالى بالغ من الكمال والجلال ما يقطع أوهام علائق المشابهة بينه وبين صفات المخلوقين، فيكون قلبه مستعدًا للإيمان بصفات الكمال والجلال الثابتة لله في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، مع التنزيه التام عن مشابهة صفات الخلق على نحو قوله "
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" الشورى 11. أهـ. كلامه رحمه الله.
الشرح
كلامه هذا قوي جدًا بالنسبةِ لهؤلاءِ المُحرِّفين حيثُ قالَ إنَّ قلوبَهم مُتنجِسة ٌبقذرِ التشبيهِ لأنهم قالوا إنَّ إثباتَ هذه النصوصِ على ظاهرِها يستلزمُ التشبيهُ والتمثيلُ فيجبُ حينئذٍ صرفُها عن ظاهِرِها لامتناع التمثيل في حقِ الله إجماعًا.اللي يِسمع مثل هذا الكلام إيش يقول؟ يَحني رأسَهُ تعظيمًا لهذا القول ويَحُطُهُ على رأسِهِ لكن في الحقيقةِ أنهُ تمويهٌ لأننا نقول لهم:نحنُ معكم في أنَّ العلماءأجمعواعلى أنَّ اللهَ لامثيلَ لهُ وأنَّهُ لايجوزُ إثباتُ مماثِلاً له في صفاتِهِ ؛ولكن اثبتوا ما أثبتَهُ اللهُ لنفسِهِ وقولوا بغيرِ تمثيلٍ.قولوا للهِ يدٌ بغيرِ تمثيلٍ,استواءٌ بغيرِ تمثيلٍ وجهٌ بغيرِ تمثيلٍ,عينٌ بغيرِ تمثيلٍ حتى يكونَ الاستدلالُ صحيحاً.أما أن تنفوا الحقائقَ بشبهةٍ؛فهذا لايُسَلمُ لكم.وكلامُ الشيخِ الشنقيطي-رحمه الله-جيدٌ وقويٌ مع كلام ابنِ القيم أنهم عُميوا البصائرِوالعياذ ُ باللهِ مع كلام شيخِ الإسلام أيضاً بأنهم يأتون بكلامٍ يقتضي أن يكونَ اللهُ لاداخلَ العالم ولا خارجَهُ وهذا غاية ُ التعطيلِ المحض.
رد مع اقتباس