عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 05-17-2016, 01:46 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,022
Haedphone

المجلس الخامس

الصيام يشفع لصاحبه
لحديث عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
"الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامةِ، يقولُ الصيامُ: أيْ ربِّ إنِّي منعتُه الطعامَ و الشهواتِ بالنهارِ فشفعْنِي فيهِ، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعْنِي فيهِ، فيُشَفَّعَانِ"
الراوي : عبدالله بن عمرو -المحدث: الألباني -المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم- 3882 خلاصة حكم المحدث : صحيحالدرر-



*الأمر التالي: ثمراتُ قيامِ الليلِ له حلاوة على المؤمن وطِلاوة في قلب المؤمن الطِّلاوَةُ : الحُسْنُ والرَّوْنَق هو دأب الصالحين
- يا محمدُ عِشْ ما شئتَ فإنك ميِّتٌ ، و اعملْ ما شئتَ فإنك مجزيٌّ به ، و أَحبِبْ مَن شئت فإنك مُفارقُه ، و اعلمْ أنَّ شرَفَ المؤمنِ قيامُ الليلِ ، و عِزُّه استغناؤه عن الناسِ"الراوي : أبو هريرة-المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الترغيب-الصفحة أو الرقم: 824-خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره- الدرر السنية


- " لا تدعْ قيامَ اللَّيلِ ، فإنَّ رسولَ اللهِ كان لا يدعُهُ ، وكان إذا مرِضَ ، أو كسِلَ صلَّى قاعدًا"الراوي : عائشة أم المؤمنين-المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الترغيب الصفحة أو الرقم: 632-خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر السنية
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ
"أفضلُ الصيامِ ، بعدَ رمضانَ ، شهرُ اللهِ المحرمِ . وأفضلُ الصلاةِ ، بعدَ الفريضَةِ ، صلاةُ الليلِ"الراوي : أبو هريرة -المحدث : مسلم -المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم- 1163 خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر-


"يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ وأطعِموا الطَّعامَ وصلُّوا باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ تدخلوا الجنَّةَ بسلامٍ"
الراوي : عبدالله بن سلام - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح ابن ماجه -الصفحة أو الرقم: 1105 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر السنية

والقيام في رمضان يعين على القيام في غير رمضان .

وخلاصة رمضان السلف: الإمساك عن تعاطي جميع المُفَطِّرَات الحسية والمعنوية، وفعل ما يرضي الله، يحتسبون نومتهم كما يحتسبون قومتهم، يتنافسون في الطاعات والقربات، ويفرون من مقاربة المعاصي والسيئات، يحفظون صيامَهم من جميع المفطِّرات، يعملون بكتاب اللهِ وسنةِ رسولهِ صلى الله عليه وسلم .
*الدنيا دار ابتلاء وامتحان
خلقَ اللهُ عبادَهُ ليعبدوهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وقالَ في كتابهِ العزيز"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ"الذاريات 56، وأرسل رسله الكرام ليرسموا لهم طريق العبادة، وقال"وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ" النحل 36.وجعل حياتَهُم الدنيويةَ موطنًا لابتلائِهم وامتحانِهم أيُّهم أحسنُ عملاً، وقال"الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً"المُلك 2., ثم قال"وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ"مبينًا أن هؤلاء الممتحَنين منهم من يُحسن في عملِه فيجازى بما يقتضيه اسمُهُ الغفور ومنهم من يسيء فيكون مستحقاً للعقوبة بما يقتضيه اسمه العزيز, وذلك كقوله تعالى"نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ, وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ" الحجر 50.
*موسم من مواسم الآخرة:
فلقد فضل الله هذا الشهر وجعله موسمًا من مواسم الآخرة يتنافس فيه عباده المتنافسون ويتسابقوا فيه لتحصيل الفوز والزلفى عند الله المتسابقون، يتقربون فيه إلى ربهم بصيام النهار وقيام الليل وتلاوة كتابه العزيز، وغيره من الطاعة مع الحذر والبعد عن المعصية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور.
العبر والعظات التي يخرج بها المسلم معه من شهر الصيام والتي هي الحصيلة الطيبة له في تلك الأيام المباركة:
إذا ألفَتِ النفسُ الطاعةَ في تلك الأيام المباركة رغبة فيما عند الله وكفت عن المعصية خوفًا من عقاب الله فالفائدة التي يكسبها المسلم من ذلك والعبرة التي يجب أن تكون معه بعد ذلك أن يلازم فعل الطاعات واجتناب المنهيات؛ لأن الله تعبد عباده حتى الممات
.. "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ"الحجر 99. "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"آل عمران 102.
ثانيًا:
الصيام سر بين العبد وبين ربه لا يطلع على حقيقته إلا هو سبحانه وتعالى ولهذا جاء في الحديث الصحيح يقول الله تعالى


"إنَّ ربَّكم يقولُ : كلُّ حَسَنةٍ بعشرِ أمثالِها ، إلى سَبعِمائةِ ضِعفٍ، والصَّومُ لي وأَناأجزيبِهِ، الصَّومُ جنَّةٌ منَ النَّارِ" الراوي : أبو هريرة -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم-764خلاصة حكم المحدث : صحيح
وذلك أن بإمكان العبد أن يختفي عن الناس ويغلق على نفسه الأبواب ويأكل ويشرب ثم يخرج إلى الناس ويقول أنا صائم ولا يعلم ذلك إلا الله تبارك وتعالى ولكن يمنعه من ذلك إطلاع الله عليهومراقبته له وهذا شيء يحمد عليه الإنسان والعبرة من ذلك أن يدرك أيضاً أن الذي يخشى إذا أخل الإنسان بصيامه هو الذي يخشى إذا أخل الإنسان بصلاته وزكاته وحجه وغير ذلك مما أوجبه الله فالذي فرض الصيام هو الذي فرض الصلاة والصلاة هي أعظم أركان الإسلام بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ولعظم شأنها وكونها هي الصلة المستمرة ليلًا ونهارًا بين العبد وبين ربه افترضها الله على نبيه ليلة عرج به إلى السماء فإذا وجد المسلم أن إخلاله بالصيام كبير وعظيم فيجب أن يجد ويدرك أن حصول ذلك منه في الصلاة أكبر وأعظم وتلك من أجل الفوائد وأعظم العبر التي يستفيدها المسلم من شهر الصيام.
*وقفة مع حديث :
" تحترِقونَ تحترِقونَ ، فإذا صلَّيتُم الصُّبحَ غَسَلَتْها ، ثمَّ تحترِقونَ تحترِقونَ ، فإذا صلَّيتُم الظُّهرَ غَسَلَتْها ، ثمَّ تحترِقونَ تحترِقونَ ، فإذا صلَّيتُم العصرَ غَسَلَتْها ، ثمَّ تحترِقونَ تحترِقونَ ، فإذا صلَّيتُم المَغربَ غَسَلَتْها ، ثمَّ تحترِقونَ تحترِقونَ ، فإذا صلَّيتُم العِشاءَ غَسَلَتْها ، ثمَّ تنامونَ فلا يُكْتَبُ عليكُم حتَّى تستَيقِظُوا"
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني-المصدر: صحيح الترغيب الصفحة أو الرقم: 357 خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح-الدرر السنية
ومن لم يربح في هذا الشهر ففي أي وقت يربح، ومن لم يقرب من مولاه وينال رضاه فقل لي بربك متى يفلح.
وعد الله من شكر هذه النعم واستعملها حيث أمر الله أن تستعمل وعده بالثواب الجزيل:
"مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"النحل 97.
هذا هو طريق الحياة السعيدة الهانئة، القانعة المطمئنة، التي هي مطلب الناس أجمعين، وقد أوجزت هذه الآية مقومات هذه الحياة، ورسمت معالمها، في إيجاز معجز، مع وفاء كامل بالمعنى ..

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 05-07-2018 الساعة 06:02 AM
رد مع اقتباس