عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 03-20-2018, 10:42 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي


83. ﴿وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ﴾[فاطر:45]: قال يحيى بن أبي كثير: «أمر رجل بالمعرف ونهى عن المنكر، فقال له رجل: عليك بنفسك فإن الظالم لا يضر إلا نفسه، فقال أبو هريرة: كذبت؟ والله الذي لا إله إلا هو، ثم قال: والذي نفسي بيده .. إن الحُبارى لتموت هزلا في وكرها بظلم الظالم».
84. ﴿وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً﴾ [فاطر:45]: ولم يقل إذا جاء الأجل أهلكهم؛ لأنه بصير بأعمال عباده، فيغفر للمؤمن المستغفر، وإن كان مسرفا قد يغفر الله له دون عقاب رحمة منه، أو يحاسبه فيعذِّبه، وإن كان كافرا خُلِّد في النار، وهكذا تختلف مصائر العباد بحسب أحوالهم.

85. ﴿إِنَّمَا تُنذِرُ مَنْ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ﴾ [يس:11]: قال ابن عاشور:
86. »والتعبير بوصف الرحمن دون اسم الجلالة لوجهين: أحدهما: أن المشركين كانوا ينكرون اسم الرحمان، كما قال تعالى: قالوا وما الرحمن [الفرقان: 60] . والثاني: الإشارة إلى أن رحمته لا تقتضي عدم خشيته فالمؤمن يخشى الله مع علمه برحمته فهو يرجو الرحمة».
87. ﴿وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ﴾ [يس:12]: الآثار هي ما يبقى من أثر أعمالك الصالحة أو السيئة بعد موتك، ليظل نهر أجرك أو وزرك جاريا عليك وأنت في القبر وحتى يوم الحشر!
88. ﴿وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ﴾ [يس:12]: نكتب! معناها أنك مراقبٌ على مدار اللحظة!
89. ما آثار الأعمال الصالحة؟! في الحديث: «سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته: من علم علما أو أجرى نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو بنى مسجدا أو ورث مصحفا أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته» . صحيح الجامع رقم: 3602
90. ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾ [يس:20]:
91. رجل لم نعرف اسمه ولا لقبه، إنما يعرفه الله، وشَّرفه بذكر خبره في القرآن، وكفا فخرا وشرفا تتحدث عنه الأجيال!
92. ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾ [يس:20]: لم يُلقِ بمسؤولية الدعوة على الأنبياء والمرسلين، بل شاركهم لما علم عدم حصول الكفاية في تبليغ أمر الدين، وما زال الأمر قائما إلى اليوم.
93. ﴿مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ﴾ [يس:20]: أقصى: لفظ مقصود لتنبيه الدعاة على المضي في الخير، واستصغار الجهد المبذول فيه، لأن من عرف شرف الأجر هان عليه جهد التكلف.
94. ﴿أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً﴾ [يس:23]: التلميح وعدم التصريح أسلوب دعوي راق، فمؤمن آلِ يس نسب سيئة قومه إلى نفسه ﴿أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً﴾، تلطفا معهم وتأليفا لقلوبهم.
95. ﴿إِنْ يُرِدْنِي الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ﴾ [يس:23]: حتى ما نزل بك من مصائب هو من رحمة الله، فسبحان من يرحم ببلائه، ويبتلي بنعمائه.
96. ﴿إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قِيلَ ادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ﴾ [يس:25، 26]: آذوه واحتقروه وقتلوه، ومع هذا يتمنى لو علموا بمقعده في الجنة.. إنها رحمة الداعية بقومه مهما آذوْه!
97. ﴿قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ﴾ [يس:26]: قالها بعد موته! قال ابن عباس: «نصح قومه حيا وميتا».
98. ﴿قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ﴾ [يس:26، 27]: قال القرطبي: «وفي هذه الآية تنبيه عظيم، ودلالة على وجوب كظم الغيظ، والحِلْم عن أهل الجهل، والترؤف على من أدخل نفسه في غمار الأشرار وأهل البغي، والتشمُّر في تخليصه، والتلطف في افتدائه، والاشتغال بذلك عن الشماتة به والدعاء عليه.. ألا ترى كيف تمنى الخير لقتلته، والباغين له الغوائل وهم كفرة عبدة أصنام!».
رد مع اقتباس