عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 08-25-2012, 02:50 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023
افتراضي



س380: هل الأفضل أن يعطي المدين الزكاة ليقضي دينه أو يذهب صاحب الزكاة إلى دائنه ويوفي عنه؟
الجواب: هذا يختلف فإن كان هذا الرجل المدين حريصاً على وفاء دينه وإبراء ذمته، وهو أمين فيما يعطى لوفاء الدين فإننا نعطيه هو بنفسه ليقضي دينه؛ لأن هذا أستر له، وأبعد عن تخجيله أمام الناس الذين يطلبونه.
أما إذا كان المدين رجلاً مبذراً يفسد الأموال، ولو أعطيناه مالاً ليقضي دينه ذهب يشتري به أشياء لا ضرورة لها، فإننا لا نعطيه وإنما نذهب نحن إلى دائنة، ونقول له ما دين فلان لك؟ ثم نعطيه هذا الدين أو بعضه حسبما يتيسر.
* * *
س381: هل كل من مد يده للزكاة يستحقها؟
الجواب: ليس كل من مد يده للزكاة يستحقها لأن من الناس من يمد يده للمال وهو غني، وهذا النوع من الناس يأتي يوم القيامة وليس في وجهة مزعة لحم – العياذ بالله – وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من سأل الناس أموالهم تكثراً فإنما يسأل جمراً فليستقلل أو ليستكثر))379.
وبهذه المناسبة أحذر أولئك القوم الذين يسألون الناس إلحافاً وهم في غنى ، بل أحذر كل شخص يقبل الزكاة وهو ليس أهلاً لها وأٌقول له : إنك إذا أخذت الزكاة وأنت لست أهلاً لها فإنما تأكل سحتاً – والعياذ باله – فعلى المرء أن يتقى الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (( من يستغني يغنه الله، ومن يستعفف يعفه الله))380. ولكن إذا مد إليك رجل يده وغلب على ظنك أنه أهل فأعطيته فإن الزكاة تجزىء ، وتبرأ بها ذمتك، ولو تبين بعد ذلك أنه ليس بأهل فلا إعادة للزكاة، والدليل على ذلك قصة الرجل الذي تصدق بمال فتصدق أولاً على امرأة زانية فأصبح الناس يتحدثون تُصدق الليلة على زانية فقال : الحمد لله، ثم تصدق الليلة الثانية، فوقعت الصدقة في يد سارق، فاصبح الناس يتحدثون، تُصدق الليلة على سارق، ثم تصدق الليلة الثالثة على غني، فأصبح الناس يتحدثون تُصدق الليلة على غني، فقال : الحمد لله ، على زانية، وسارق، وغني، فقيل له : إن صدقتك قد قبلت، أما الزانية فلعلها أن تستعف بما أعطيتها عن الزنا، وأما السارق فلعله أن يستغني فيكف عن السرقة، وأما الغني فلعله أن يعتبر فيتصدق381 ، فانظر يا أخي إلى النية الصادقة كيف تكون آثارها ، إذا فإذا أعطيت الذي سألك وتبين أنه غني وقد أعطيته وأنت تظن أنه فقير فإنه لا يلزمك إعادة الزكاة.

* * *

رد مع اقتباس