الموضوع: دروس من السيرة
عرض مشاركة واحدة
  #106  
قديم 12-30-2018, 11:58 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,656
افتراضي


📌(105) بئر معونة ( الجزء الأول )

🌱جاء عامر بن مالك أحد زعماء بني عامر؛ ليقدم هدية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعل ذلك نوعاً من التقارب بين القبائل وليس طمعاً في الإسلام، فالرسول عليه الصلاة والسلام قال: (أسلمت؟ قال: لا. قال: فإني لا أقبل هدية من مشرك، قال: فإن القوم يرغبون في الإسلام فابعث معنا من يعلمهم الإسلام،

فقال صلى الله عليه وسلم: إني أخاف عليهم أهل نجد،

فقال عامر : فإني جار لهم) أي: إني أجيرهم من بني عامر، وبنو عامر هم معظم أهل نجد

🌱فوافق الرسول عليه الصلاة والسلام، ولأن قبيلة بني عامر كانت قبيلة كبيرة وأهل نجد هم مجموعات هائلة من القبائل، اختار الرسول صلى الله عليه وسلم مجموعة كبيرة من الصحابة يعرفون بالقراء، وكان تعدادهم سبعين صحابياً، وأمر عليهم المنذر بن عمرو الخزرجي رضي الله عنه.

🌱وفي الطريق وبعد أن وصلوا إلى منطقة تعرف باسم بئر معونة عسكروا فيها، وبعثوا أحد الصحابة وهو حرام بن ملحان برسالة إلى عامر بن الطفيل وكان رجلاً آثماً غادراً.
فأشار إلى أحد رجاله -مع أن الرسل لا تقتل- أن يطعنه من ظهره، فجاء الرجل بحربة كبيرة وطعنه من خلفه فأنفذها حتى خرجت من صدره رضي الله عنه،

🌱ولما اخترق الرمح ظهر حرام بن ملحان وخرج من صدره وأدرك أنه ميت -أخذ الدم الذي يتفجر من جسده بيديه، وبدأ يمسح به وجهه ورأسه ويقول: فزت ورب الكعبة .. فزت ورب الكعبة.

🌾سبحان الله! تخيل في هذا الموقف شاباً مثل حرام بن ملحان رضي الله عنه وأرضاه يُطعن هذا الطعن، وكل الذي يفكر فيه هذا الوقت أنه مات في سبيل الله عز وجل شهيداً، فقال: فزت ورب الكعبة.

🌱ثم قام عدو الله عامر بن الطفيل باستنفار بني عامر لقتال المسلمين في بئر معونة، فرفض بنو عامر وقالوا: لا نخفر ذمة عامر بن مالك ، فإن عامر بن مالك كان قد أجار المسلمين من بني عامر، فقام عامر بن الطفيل باستنفار بني سليم، فأجابه بعضهم ، وجاءت هذه القبائل وأحاطت بالمسلمين الذين في بئر معونة

🌱وقاتل المسلمون جميعاً حتى قتلوا إلا واحداً منهم أصيب إصابات بالغة، وظنوا أنه قتيل، هو كعب بن زيد رضي الله عنه، وبعد سنة واحدة تقريباً قتل شهيداً رضي الله عنه وأرضاه في يوم الخندق.

💥فهذه إصابة ضخمة في الأمة الإسلامية، وكل هذا بعد حوالي أربعة شهور من أحد،
🔸ففي أحد مات سبعون،
🔸وفي ماء الرجيع مات عشرة،
🔸وفي بئر معونة مات سبعون
أي: مائة وخمسون صحابياً رضي الله عنهم وهؤلاء السبعون الذين استشهدوا في بئر معونة هم مجموعة من خيار الصحابة، من القراء والعلماء، من الذين يعلمون الناس الدين، فكانت إصابة بالغة للدولة الإسلامية.

〰🌸🍃〰🌸🍃〰
a

🌷همسات الأوابين🌷
رد مع اقتباس