عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 08-05-2010, 04:51 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,031
افتراضي


قال ابن القيم في
[مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين]
(313/1)
وتوبة العبد إلى ربه محفوفة بتوبة من الله عليه
قبلها،و توبة منه بعدها، فتوبته بين توبتين من الله سابقة ولاحقة فإنه تاب عليه أولاً [إذنًا و توفيقًا و إلهامًا]
فتاب العبد فتاب الله عليه ثانيا [قبولاً وإثابةً]ا.هـ
وقال رحمه الله
والعبد تواب والله تواب ،فتوبة العبد :
رجوعه إلى سيده بعد الإباق
وتوبة الله نوعان : [إذن وتوفيق] و [قبول وإمداد].ا.هـ
قال تعالى
لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ*
وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
سورة التوبة : 117، 118 .
قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في تفسيره تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان:
يخبر تعالى أنه من لطفه وإحسانه تَابَ عَلَى النَّبِيِّ
محمد صلى الله عليه وسلم (وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ)
فغفر لهم الزلات، ووفر لهم الحسنات، ورقاهم

إلى أعلى الدرجات، وذلك بسبب قيامهم
بالأعمال الصعبة الشاقات، ولهذا قال:
(الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ) أي:
خرجوا معه لقتال الأعداء في وقعة"تبوك"
وكانت في حر شديد، وضيق من الزاد والركوب،
وكثرة عدو، مما يدعو إلى التخلف.
فاستعانوا باللّه تعالى، وقاموا بذلك
(مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ) أي:
تنقلب قلوبهم، ويميلوا إلى الدعة والسكون، ولكن اللّه ثبتهم وأيدهم وقواهم. وزَيْغُ القلب هو انحرافه عن الصراط المستقيم، فإن كان الانحراف في أصل الدين، كان كفرًا، وإن كان في شرائعه، كان بحسب تلك الشريعة، التي
زاغ عنها، إما قصر عن فعلها، أو فعلها على غير الوجه الشرعي.
وقوله (ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ) أي: قبل توبتهم
(إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) ومن رأفته ورحمته أن مَنَّ
عليهم بالتوبة، وقبلها منهم وثبتهم عليها.

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 03-18-2023 الساعة 10:32 PM
رد مع اقتباس