عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 04-26-2014, 03:55 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,022
افتراضي

حال السلف مع الوقت
كان يزيد الرقاشي يحاسب نفسه ويقول: يا يزيد ! من ذا يصلي عنك بعدالموت؟! يا يزيد ! من ذا يصوم عنك بعد الموت؟ يا يزيد ! من ذا الذي يُرضيعنك ربك بعد الموت؟ ثم يبكي ويقول: أيها الناس! ألا تبكون على أنفسكم وتنوحون؟! من كان الموت يطلبه، والقبر بيته، والتراب فراشه، والدود أنيسه،وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر، فكيف يكون حاله؟!أيتها الغالية! إن الواحدةلتحزن أشد الحزن إذا ضاع عليها مبلغ زهيد من المال، أو عقد من الذهب، ولاتحزن على ضياع وقتها وعمرها فيما لا ينفع!كان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول: ما من أحد إلا وفي عقله نقص عن حلمه وعلمه، وذلك أنه إذا أتته الدنيابزيادة مال ظل فرحًا مسرورًا، والليل والنهار دائبان في هدم عمره ثم لايحزنه ذلك، ما نفع مال يزيد ،وعمر ينقص.وكان السري يقول: إذا اغتممتَ بماينقص من مالك فابك على ما ينقص من عمرك.
وقال أبو بكر بن عياش : إن أحدهم لوسقط منه درهم لظل يومه يقول: إنا لله، ذهب درهمي، ولا يقول: ذهب يومي، ماعملتُ فيه؟!اعلمي -أخية- أنك منذ ولادتك يبدأ العد التنازلي في ساعات عمرك،فابدئي أنت في العد التصاعدي في جمع الحسنات الكثيرات؛ لتنفعكِ بعدالممات.قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى: إن الليل والنهار يعملان فيك، فاعمل أنت فيهما. وقال الحسن البصري : الأيام والليالي تبليان كالجديد، وتقربان كل بعيد، وتأتيان بكل موعود ووعيد.قال الزهري :
كان عمر بن عبد العزيز إذا أصبح أمسك بلحيته ثم قرأ"أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ"الشعراء:205-207
ثم يبكي ويقول:نهارك يا مغرور سهو وغفلة وليلك نوم والردى لك لازم فلا أنت في الأيقاظ يقظان حازم ولا أنت في النوام ناجٍ فسالم ،تسر بما يفنى وتفرح بالمنى كما سُرّ باللذات في النوم حالم وتسعى إلى ما سوف تكره غبه كذلك في الدنيا تعيش البهائم
*أصناف الناس مع أوقاتهم
في هذه الوقفة نتعرف على أحوال الناس مع أوقاتهم، فالناس على أحوال ثلاثة في استغلال الأوقات، وقد بينهم الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة" ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌوَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ"فاطر:32.
الصنف الأول:الظالم لنفسه
وهم يظنون أن الحياة غناء ورقص ولعب ولهو وأكل وشرب ونوم،وما علم المساكين أن الله سوف يسألهم عن كل دقيقة من دقائق حياتهم، فقداستغلوا الأوقات بالازدياد من اللذات والشهوات ومضاعفة السيئات، ونسوا أوتناسوا رقابة الواحد الأحد رب الأرض والسماوات.
وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان فاستحيي من نظر الإله ،وقل لهاإن الذي خلق الظلام يراني.
لقد نسي هؤلاء المساكين مراقبة الله ولقاءه، فتجد كثيراًمن بناتنا تسمع الموسيقى والغناء، وترقص على المعازف والألحان، ونسيت أنهاحفيدة خديجة التي أقرأها الله السلام، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا تعب فيه ولا نصب1، ونسيت المسكينة أنها حفيدة عائشة الصديقة بنت الصديق الصائمة القائمة المتصدقة، راوية الحديث، وعالمة الأمة.
ونسيت المسكينة أنها حفيدة المجاهدة نسيبة الأنصارية أم عمارة .....2، فاسمعي أخية! تلك الأمنيات والرغبات، فماذا تسأل المسلمات اليوم؟! أين المضيعات للعمر والساعات عن مثل هؤلاء؟! أين المضيعات للحقوق والواجبات؟!قد هيوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
الصنف الثاني: المقتصد
إنها أخية التي لم يستغل الأوقات في معصية الله، وإنمااستغلوها في المباحات، فهم يؤدون الفرائض ولا يفعلون المحرمات، ولكنهم تنام كثيراً، ويكثر من الزيارات والفسحات، فأين استثمار الوقت في العلم والتعلم وقراءة القرآن؟ يقول الإمام الغزالي رحمه الله: من نام في كل أربع وعشرين ساعة ثمان ساعات فقد نام -مَنْ عمرُه ستون سنة- عشرين سنة، ثم تبقى أربع ونسنة ما بين لهو ولغو ومعاصٍ ومخالفات وشغل بالدرهم والدينار، فماذا تبقَّى من العمر؟!أليست القضية أيتها المؤمنة قضية ميزان ترجح فيه كفة الحسنات أوالسيئات؟! أليس في يوم الحسرات يتمنى العبد والأمة أن لو يزداد في الرصيد من الحسنات؟ ولكن هيهات هيهات!أليست مكانة عند الله على قدر إيمانهاوأعمالها؟! ألم يكن النبي صلى الله عليه وسلم وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يقوم الليل كله حتى تفطرت قدماه، ثم إذا عوتب قال: أفلاأكون عبداً شكورًا؟
الصنف الثالث: السابق بالخيرات
هن فتيات الإسلام، وهن نجوم التوحيد، وهن المتبعات لسنةنبيهن محمد صلى الله عليه وسلم، وهن أمل الأمة للخروج من الذل الذي تعيش فيه، إنهن فتيات عرفوا معنى الحياة، وعلموا أنهم سيقفوا بين يدي علام الغيوب، وعرفوا أن الستين أو والسبعين سنة هي مزرعة للآخرة، وعرفوا أن نساءالسلف استثمروا أوقاتهم في مرضاة ربهم، فقد كانوا صائمات قائمات مجاهدات في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، فأردوا أن يكونوا مثلهم.والأمة اليوم أحوج ما تكون لمثل هؤلاء الذين تربوا على تقوى من الله ورضوان. هنا
1
-أتى جبريلُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . فقال : يا رسولَ اللهِ ! هذه خديجةُ قد أتتك . معها إناءٌ فيه إدامٌ أو طعامٌ أو شرابٌ . فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلامَ من ربها عزَّ وجلَّ . ومنِّي . وبشِّرها ببيتٍ في الجنةِ من قصبٍ . لا صخبَ فيه ولا نصبَ . قال أبو بكرٍ في روايتِه : عن أبي هريرةَ . ولم يقل : سمعتُ . ولم يقل في الحديثِ : ومِنِّي .الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2432- خلاصة حكم المحدث: صحيح

ما غِرتُ على امرأةٍ لرسولِ اللهِ كما غِرتُ على خديجةَ، لكثرةِ ذِكرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إياها وثنائِه عليها، وقد أُوحِيَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن يُبَشِّرَها ببيتٍ لها في الجنةِ من قَصَبٍ" .الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5229-خلاصة حكم المحدث: صحيح

قلتُ لعبدِ اللهِ بنِ أوفى : أكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بشَّر خديجةَ ببيتٍ في الجنةِ ؟ قال : نعم . بشَّرها ببيتٍ في الجنةِ من قصبٍ . لا صخبَ فيه ولا نصبَ . الراوي: إسماعيل بن أبي خالد المحدث: مسلم- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2433خلاصة حكم المحدث: صحيح


2

أم عمارة * نسيبة بنت كعببن عمرو بن عوف بن مبذول ، الفاضلة المجاهدة الانصارية الخزرجية النجارية المازنية المدنية ، كان أخوها عبدالله بن كعب المازني من البدريين ، وكان أخوها عبد الرحمن ، من البكائين شهدت أم عمارة ليلة العقبة ، وشهدت أحدا ، والحديبية ، ويوم حنين ، ويوم اليمامة ، وجاهدت ، وفعلت الافاعيل .
روي لها أحاديث ، وقطعت يدها في الجهاد . وقال الواقدي : شهدت أحدا ، مع زوجها غزية بن عمرو، ومع ولديها (1).خرجت تسقي ، ومعها شن ، وقاتلت ، وأبلت بلاء حسنا . وجرحت اثني عشر جرحا (2).وكان ضمرة بن سعيد المازني يحدث عن جدته ، وكانت قد شهدت أحدا ، قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان ".وكانت تراها يومئذ تقاتل أشد القتال، وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها، حتى جرحت ثلاثة عشر جرحا ; و [ كانت تقول ]: إني لانظر إلى ابن قمئة وهو يضربها على عاتقها.وكان أعظم جراحها، فداوته سنة . ثم نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلى حمراء الاسد (3). فشدت عليها ثيابها، فما استطاعت من نزف الدم.رضي الله عنها ورحمها (4) . أخبرنا محمد بن عمر: أخبرنا عبد الجبار بن عمارة، عن عمارة بن غزية قال: قالت أم عمارة: رأيتني، وانكشف الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما بقي إلا في نفير ما يتمون عشرة ; وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذب عنه، والناس يمرون به منهزمين، ورآني ولا ترس معى، فرأى رجلا موليا ومعه ترس، فقال: ألق ترسك إلى من يقاتل.فألقاه، فأخذته.فجعلت أترس به عن رسول الله.وإنما فعل بنا الافاعيل أصحاب الخيل ; لو كانوا رجالة مثلنا أصبناهم، إن شاء الله.فيقبل رجل على فرس، فيضربني، وترست له، فلم يصنع شيئا، وولي ; فأضرب عرقوب فرسه، فوقع على ظهره.فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصيح: يا ابن أم عمارة، أمك ! أمك ! قالت: فعاونني عليه، حتى أوردته شعوب (5).

__________
* مسند أحمد: 6 / 439، طبقات ابن سعد: 8 / 410412، طبقات خليفة: 339، الاستبصار: 82، الاستيعاب: 4 / 1948، أسد الغابة: 7 / 280، تهذيب الكمال: 1703، تهذيب التهذيب: 12 / 474، الاصابة: 13 / 151، خلاصة تذهيب الكمال: 499، كنز العمال: 13 / 625.
(1)
أي: ولديها من زوجها الاول زيد بن عاصم بن عمرو، وهما: عبدالله وحبيب.
أما ولداها من غزية، فهما تميم وخولة، كما في " الطبقات " 8 / 412.
(2)
ابن سعد 8 / 412. والشن: القربة الخلق.
(3)
موضع على ثمانية أميال من المدينة عن يسار الطريق إذا أردت الحليفة.
وانظر " زاد المعاد " 3 / 242، 243 بتحقيقنا.
(4)
ابن سعد 8 / 413.
(5)
شعوب: من أسماء المنية، والخبر في " الطبقات " 8 / 413، 414.
نقلاً عن كتاب سير اعلام النبلاء للأمام الذهبي رحمه الله
- نِمنا تلكَ الليلَةَ – ليلةَ العقَبَةِمع قومِنا في رحالِنا ، حتَّى إذا مضى ثُلثُ اللَّيلِ ، خرَجنا مِن رحالِنا لميعادِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ ، نتسلَّلُ تَسلُّلَ القَطا مُستَخفينَ ، حتَّى اجتمَعنا في الشِّعبِ عندَ العَقبَةِ ، ونحنُ ثلاثةٌ وسَبعون رجُلًا ، ومعَنا امرأتانِ من نسائِنا ، نَسيبَةُ بنتُ كَعبٍ وأسماءُ بنتُ عمرِو بنِ عدِيٍّ . فلمَّا اجتمَعنا في الشِّعبِ ننتَظِرُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ ، جاءَنا ومعَهُ العبَّاسُ بنُ عبدِ المطَّلِبِ ، وهو يومَئذٍ علَى دينِ قومِهِ ، إلَّا أنَّهُ أحبَّ أن يحضُرَ أمرَ ابنَ أخيهِ ويستوثِقَ لهُ ، فلمَّا جلَس كان أوَّلَ متكَلِّمٍ ، قال : يا معشَرَ الخَزرَجِ إنَّ محمَّدًا منَّا حيثُ قد علِمتُم ، وقد منَعناهُ مِن قومِنا مِمَّنْ هو علَى مثلِ رأينا فيهِ ، فهو في عزَّةٍ من قومِه ومنَعَةٍ في بلدِهِ ، وإنَّهُ قد أبى إلَّا الانحيازَ إليكُم واللُّحوقَ بكُم ، فإن كنتُم تَرَونَ أنَّكُم وافونَ لهُ بما دَعوتُموه إليهِ ، ومانِعوهُ ممَّن خالَفَهُ ، فأنتُم وما تحمَّلتُم من ذلكَ ! ! وإِن كنتُم ترَون أنَّكُم مُسلِموهُ وخاذِلوهُ بعدَ الخروجِ إليكُم ، فمِنَ الآنَ فدَعوهُ فإنَّهُ في عزَّةٍ ومنعَةٍ مِن قومِهِ وبلَدِهِ . . . قال كعبٌ : فقُلنا لهُ : قَد سمِعنا ما قلتَ فتكَلَّم يا رسولَ اللهِ ، فخُذ لنَفسِكَ وربِّكَ ما أحبَبتَ ، فتكلَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ ، فتلَا القُرآنَ ، ودعا إلى اللهِ ، ورغَّبَ في الإسلامِ ، ثُمَّ قالَ : أبايعُكُم علَى أَن تمنَعوني مِمَّا تمنعونَ منهُ نساءَكُم وأبناءكُمْ . قال كعبٌ : فأخذَ البراءُ بنُ مَعرورٍ بيدِهِ وقالَ : نعَم ، فوالَّذي بعثَكَ بالحقِّ لنمنعنَّكَ ممَّا نمنَعُ أزُرَنا ، فبايِعنا يا رسولَ اللهِ ، فنحنُ – واللهِ - أبناءُ الحروبِ ، ورِثناها كابرًا عن كابرٍ ، فاعتَرضَ هذا القولَ – والبراءُ يكلِّمُ رسولَ اللهِ صل اللهُ علَيهِ وسلَّمَ - أبو الهيثَمِ بنُ التَّيهانِ فقالَ : يا رسولَ اللهِ ، إن بَيننا وبينَ الرِّجالِ – يعني اليهودَ – حبالًا وإنَّا قاطعوها ، فهل عَسيتَ إن فَعلنا ذلكَ ثمَّ أظهرَكَ اللهُ أن ترجِعَ إلى قومِكَ وتدَعَنا قالَ : فتبسَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ ، ثم قال : بلِ الدَّمَ الدَّمَ والهدمَ الهدمَ ، أنا منكُم وأنتُم مِنِّي ، أحارِبُ مَن حاربتُم وأسالِمُ مَن سالمتُم . . . وأمرَهُم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ أن يُخرِجوا منهُم اثنَي عَشرَ نقيبًا يكونونَ علَى قومِهم بما فيهِم ، فأخرجوا منهُم النُّقباءَ ، تِسعةً من الخزرَجِ وثلاثةً مِن الأَوسِ .الراوي: كعب بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: فقه السيرة - الصفحة أو الرقم: 149خلاصة حكم المحدث: صحيح

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 10-10-2020 الساعة 08:01 PM
رد مع اقتباس