عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 06-18-2013, 04:15 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023
افتراضي

مجلس رقم 21
10 شعبان 1434هـ

[المتن]

وأما العقل: فلأن من المُحال أن يُنزِّلَ اللهُ تعالى كتاباً يتَكلم رسوله-صلى الله عليه وسلم-بكلام يُقصد بهذا الكتاب وهذا الكلام أن يكون هِداية للخلق ًللناس ويبقى في أعظم الأمور وأشدها ضرورة ًمجهول المعنى بمنزلة الحروف الهجائية التي
لايُفهم منها شيءٌ لأن ذلك من السَّفهِ الذي تأباهُ حِكمة ُاللهِ تعالى.وقد قال اللهُ تعالى عن كتابه:"كِتابٌ أحْْكِمَت آياته
ثُمَ فُصِّلت من لدنَّ حكيمٌ خبيرٌ".

الشرح:-

نقول:اللهُ تعالى أنزل كتاباً والنبي-صلى الله عليه وسلم تكلم بكلام ما الغرضُ من هذا الكتاب وهذا الكلام؟ هداية الخلق لمصالح دينهم ودنياهم فهل من المعقول أن يكون هذا الكلام الذي يُقصد به هِداية ُالخلق لا يُعرف معناه؟بل هو بمنزلة الحروف الهجائية؟!! الجواب:لأ ليس من المعقول أبداً لأن لفظاً لايُعْلم معناه لايُمكن أن يكون هِداية ًولذلك لو جاء واحدٌ أعجمي يبربر يتكلم كلاماً كثيراًطويلاً هل نعرف معناه؟ هل استفدنا من كلامه؟ مااستفدنا من كلامه.إذا قلنا:إن الكتاب والسُنة لايُعرف معناهما فيما يتعلق بالصفات فمعنى هذا أننا كابرنا المعقول كما أنكرنا المنقول. فالمنقول:كما رأيتم كله فيه دليلٌ على أن القرآن بيانٌ. وكابرنا المعقول:لأنه ليس من المعقول أن ينزل هذا الكتاب ويتكلم هذا النبي بالكلام الذي يُرادُ به الهِداية ولكن المُخاطَبون لايعرفون المعنى.إذاً لم يستفيدوا من هذا اللفظ شيئاً.فالضرورة العقلية تستلزم أن يكون القرآنُ معلومَ المعنى وكذلك السُنة هذا أمرٌ ضروريٌ عقليٌ لانحيد عنه.
[المتن]
هذه دِلالة السمع والعقل الكتاب على علمنا بمعاني نصوص الصفات.وأما دلالتهما على جهلنا لها باعتبار الكيفية فقد سبقت في القاعدة السادسة من قواعد الصفات وبهذا عُلم بُطلان مذهب المُفَوِّضة الذين يُفوضون علم معني نصوص الصفات ويدَّعون أن هذا مذهب السلف والسلف بريئون من هذا المذهب وقد تواترت الأقوال عن السلف بإثبات المعاني لهذه النصوص إجمالاً أحياناً وتفصيلاً أحياناً وتفويضهم الكيفية إلى علم الله-عزوجل-.

الشرح:-

انتبه الآن عندنا مذهب يُسميه بعضُ الناس مذهب أهل السُنة أو مذهب السلف وهو التفويض ولذلك بعضهم يقول:أهلُ السُنةِ ينقسمون إلى قسمين:مفوِّضة ومُؤَوِلة ثم لايذكرون المذهب الحقيقي لأهل السُنة.المُفوِّضة معناه عندهم الذين يقرأون النصوص ويُفوضون أمرهاإلى الله يقول"استوى على العرش"إيش معنى استوى؟ يقول اللهُ أعلم.هؤلاء أهل التفويض.أهل التأويل إيش يقولون؟إذا سألتهم ما معنى استوى على العرش؟قالوا:استولى.هؤلاء الجماعة الجاهلون بذهب السلف يقولون:إن مذهب السلف هوالتفويض وهذا مشهورٌ حتى عند علماء أكابر مايفهمون مذهب السلف تماماً يقولون مذهب السلف التفويض إقرأ وفوض الأمر إلى الله.عندهم البيت المشهور في عقائدهم: وكُلُ نصٍ أوْهَمَ التشبيهَ أوِّله أو فوِّض ورُم تنزيها وعندهم جميعاً نصوص الصفات كلها توهم التشبيه فهم يقولون:كلُ نص أوهم التشبيه أوِّله شوف قدم التأويل أو فوِّض ورُمْ تنزيها هذه قاعدة باطلة لأنه مافي النصوص شيءٌ يوهم التشبيه أبداً بل كلها تدل على أن الصفات لائقة بالله-عزوجل-.

المهم انتبهوا لهذه المسألة يغلط فيها من أكابرالعلماء يقول مذهب أهل السنة ينقسم إلى قسمين تفويض وتأويل.التفويض هومذهب السلف والتأويل مذهب الخلف طيب نسألهم ماهو التفويض؟قال:إنكَ تفوض النص ماتقول شيئاً أبداً في معناه
ومعلوم أن هذا من أبطل الأقوال.
أن اللهَ يُنزل علينا كتاباً ويقول الرسول-صلى الله عليه وسلم-سُنة ًونقول في أعظم ما تَردُ من أجله وهو الصفات إنه لايُفهم معناه؛هذا من أكبر القدح في القرآن والسُنة واهل السُنة والجماعة بريئون من هذا المذهب ويُنكرونه لأنهم يُثبتون المعاني,يُثبتون النصوص ومعانيها اللائقة بالله-عزوجل-.لو قال لك قائلٌ:هل أهل السُنة والسلف ينفون التفويض مطلقاٌ؟ نفصل,التفويض في الكيفية يُثبتونه والتفويض في المعنى يُنكرونه. التفويض يقول"بإثبات المعاني لهذه النصوص إجمالاً أحياناً وتفصيلا أحياناً وتفويضهم الكيفية إلى علم الله-عزوجل-فيقول استوى لكن كيف استوى؟ مانقول.
[المتن]
قال شيخ ابن تيمية في كتابه المعروف"بالعقل والنقل " (ص/116-ج/1)المطبوع على هامش"منهاج أهل السُنة". الشرح:-


هذا الكتاب أثنى عليه ابن القيم ثناءًا عظيماً حتى قال فيه:(وله كتاب العقل والنقل الذي مافي الوجود له نظيرٌ ثان)يعني مما ألف الناس في إبطال مذهب أهل الإلحاد والفلاسفة ماله نظيرلكن لايقرأه إلا إنسانٌ مُتبحرٌ في العلم أما رجلٌ صغيرٌ يروح يقرأ هذا الكتاب فإنه سوف يغرق لأنه لايسبح في البحر إلا عوام تيجي للصغير مايعرف يسبح في البِركة اللي مترين ويروح يسبح في البحر يغرق لكن اللي عنده فهم يرى في هذا الكتاب العجب العجاب-رحمه الله-من تأليفه وهو مطبوع مستقل الآن وسُمي َباسم آخر هو"درء تعارض العقل والنقل"يعني دفع,يعني العقل والنقل لايتعارضان حتى انه-رحمه الله-ذكر فيه قاعدة عجيبة قال:"كلُ إنسان ادعى أن النصوص تدل على قول باطل فأنا مستعد أن أجعل دليلهُ دليلاً عليه"(ا.هـ)

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 06-18-2013 الساعة 12:16 PM