عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-08-2011, 10:35 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023
Haedphone دورة مدخل لمصطلح الحديث القسم النظري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم


إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّه مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"آل عِمْرَان:.
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا "النِّسَاء:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا"الْأَحْزَاب:
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.ثم أَمَّا بَعْدُ:
فإن الاشتغال بالعلم النافع المستمد من كتاب الله عز وجلوسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعمل بهذا العلم هوسبيل الفلاح وسبب السعادة في الدنيا والآخرة لأن هذا العلم هو ميراث النبوة الذي من أخذ به أخذ بحظ وافرولأن العمل بهذا العلم مبني على جادة قويمة
وصراط مستقيم، لذا نقدم قبسة من قبسات العلم
فهذا مبحث يتعلق بمصطلح الحديث
علم الحديث من أجلّ العلوم الشرعية، إن لم يكن أجلها، فعليه
وبه تقوم سائر العلوم الشرعية، ومن لم يكن عنده إلمام بهأخطأ، وأوقع غيرَه في الخطأ، وانحرف عن النهج السديد منحيث يشعر، ومن حيث لا يشعر، سواء كان مفسرًا أوفقيهًا أوأصوليًا أو واعظًا أو مؤرخًا .
لذا فإن من الأمور الحتمية على من أراد تعلم الدين أو تعليمه أن يميز الحديث المقبول من الحديث المردود
قال الشاعر


أصحاب الحديث أصحاب النبي ... وإن لم يصحبوا نفسه أنفاسُه صحبوا

لذا كان اهتمام الصحابة رضي الله عنهم،ومن بعدهم بحفظ السنةونقلها،جيلاً بعد جيل رواية وحفظًا وعملاًتأدبوا حتى وإن اختلفت مذاهبهم وأفهامهم للسنة
فتشبهوا إن لم تكونوامثلهم إن التشبه بالكرام فلاح
وقال سلفنا الصالحإن هذا العلمَ دين فانظروا عمن تأخذون دينكمونحن في مقامنا هذا في محاولة للتشبه واقتفاء أثرسلفنا الصالح فيما أهمهم فنتعلم ونـَتـَنـَسـَّم أنفاس النبي صلى الله عليه وسلم فكلماته هي أنفاسه
" فحديثه صلى الله عليه وسلم كلماته التي تخرج مع أنفاسه "متمثلين قوله تعالى"قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ "يوسف 108 .
خطورة ضياع شيء من السنة
فضياع السنة إذًا ـ بغير شك ضياع لجملةمن الدين
ولقد حاول بعض المفسدين لأسباب مختلفة ،أن يدسوا في السنة ما ليس منها ، فحدَّثوا كذبًا على رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ،وتقوَّلوا عليه ما لـم يقل ، فوضعوا ألوفًا من الأحاديث المكذوبـة علـى لسانه ، ولكن شاء الله تبارك وتعالى أن يحفظ لهذه الأمة دينها،فقيض للسنة رجالًا أفذاذًا من خيرة المسلمين دينًا وأمانة وكفاءة،فوضعوا أدق المناهج العلمية وأعظم القواعد النقدية التي يتميز بها الحديث الصحيح من غيره ، ثم عكف هؤلاء الأئمة الأفذاذ على جمع الحديث وطلب أسانيده ،وقاموا بتدوينه ، ونقد رجاله ، وتمحيص متونه،وأقاموا صرحًا شاهقًا من العلوم والمؤلفات الحديثية ، فألَّفوا في صحيحه،وضعيفه ، وعلله ، ورجاله ، وطبقات رواته ،وسائر فنونه التي تُيَسِّر للباحث التمييز بين ما يصح نسبته إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما لا يصح نسبته إليه .
, و من هنا نشأ علم يسمى علم الرجال الذي يبحث في
رواة الحديث و يبحث أحوالهم من حيث الصدق
والكذب و العدالة و الفسق , فلا يؤخذ الحديث إلا من الثقةالعدل
*.*.*.*.*.*.*

مدخل ميسر لمصطلح الحديث:رجونا به أن نسد فراغًا لدينا في هذا الفن المتعلقبسنة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
ونبدأ بالتعرف على بعض المصطلحات الهامة
«السنة وأنواعها»
*السنة لغة: السيرة حسنة كانت أو قبيحة
«من سن في الإسلام سنة حسنة»
(1) و السنة في اللغة أيضًا: الطريقة و الهدي،
للحديث «........من سنّ في الإسلام سنة حسنة......»
صحيح مسلم - كِتَابالزَّكَاةِ - اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة – حديث رقم: 1017 .
ومنه حديث «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر..»
قال البخاري في صحيحه:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ،قال:حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الصَّنْعَانِيُّمِنْ الْيَمَنِ،عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ،عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ،عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ"لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُ" فقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟. قَالَ :" فَمَنْ؟"صحيح البخاري - كِتَاب الِاعْتِصَامِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ - لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبروذراعا بذراع – حديث رقم : 6889-
هنا
*السنة في الشرع: هي كل ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أو نهى عنه أو نَدَبَ إليه قولاً أو فعلاً.
*السنة عند المحدثين: هي كل ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلْقية أو خُلُقية أوسيرة سواء كان ذلك قبل البعثة أو بعدها .
انظر السنة و مكانتها في التشريع الإسلامي (صـ 47) المصطفى السباعي رحمه الله تعالى.
مثال السنة القولية: قوله صلى الله عليه وسلم «إنما الأعمال بالنيات»
قال البخاري في صحيحه
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ،قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ،
قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ،قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِقَالَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:"إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍمَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَاهَاجَرَ إِلَيْهِ"صحيح البخاري - كِتَاب بدْءِالْوحْيِ - بَاببدْءِالْوحْيِ – حديث رقم 1 .
و مثال السنة الفعلية: ما نقله الصحابة من أفعال النبي صلى الله عليه وسلم في العبادات كالصلاة والصيام و مناسك الحج و غيرها.
والمراد بالسنة التقريرية: أن يطلع النبي صلى الله عليه وسلم على شيء ولا ينكره.
و مثال السنة التقريرية: ما جاء أن خالد بن الوليد رضي الله عنه أكل الضب بين يديه، أخرجه الشيخانمن حديث ابن عباس رضي الله عنه .
قال البخاري في صحيحه :
حَدَّثَنَا آدَمُ ،قال:حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قال:حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ إِيَاسٍ،
قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ"أَهْدَتْ أُمُّ حُفَيْدٍ خَالَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَى النَّبِيِّصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقِطًا وَسَمْنًا وَأَضُبًّا فَأَكَلَ النَّبِيُّصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْأَقِطِ وَالسَّمْنِ وَتَرَكَ الضَّبَّ تَقَذُّرًا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَوْ كَانَ حَرَامًا مَا أُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"صحيح البخاري - كِتَاب الْهِبَةِ وَفَضْلِهَا وَالتَّحْرِيضِ عَلَيْهَا - أن الناس كانوا يتحرونبهداياهم يوم عائشة يبتغون بها أويبتغون بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم – حديثرقم : 2436.
وقوله صلى الله عليه وسلم للجارية " أين الله؟" قالتفي السماء قال:" من أنا "قالت أنت رسول الله قال:" أعتقها فإنها مؤمنةٌ"رواه مسلم , فأقرها الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك ".صحيح مسلم - كِتَاب الْمَسَاجِدِ وَمَوَاضِعِ الصَّلَاة - باب تَحْرِيمِ الْكَلَامِ فِي الصَّلَاةِ وَنَسْخِمَاكَانَ مِنْ إِبَاحَتِهِ – حديث رقم :537

*السنة بالمعنى العام:
هي ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابهوالذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين (3)و منه قوله صلى الله عليه وسلم "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي"و هي تقابل البدعة.
قال ابن ماجه في سننه:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَشِيرِ بْنِ ذَكْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ،قال:حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ،قال: عبد اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ،قال:حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ،قَالَ سَمِعْتُ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ يَقُولُ : قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَعَظْتَنَا مَوْعِظَةَ مُوَدِّعٍ فَاعْهَدْ إِلَيْنَا بِعَهْدٍ فَقَالَ" عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا وَسَتَرَوْنَ مِنْ بَعْدِي اخْتِلَافًا شَدِيدًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخلفاء الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَالْأُمُورَ الْمُحْدَثَاتِ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ" سنن ابن ماجه /تحقيق الشيخ الألباني / كِتَاب الْمُقَدِّمَةِ - عليكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا / حديث رقم: 42 /التحقيق من مكتبة الألباني الإلكترونية :صحيح

و السنة عند الفقهاء:
ما يقابل الواجب، و قد تطلق عندهم على ما يقابل
البدعة، ومنه قولهم: طلاق السنة و طلاق البدعة.


التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 07-30-2020 الساعة 09:59 PM