عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-19-2016, 03:48 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023
المجلس الثاني
إنها ساعة طيبة نجتمع فيها في بيت من بيوت الله لنتذاكر جميعاً أمرًا عظيمًا وموسمًا مباركًا نستقبله جميعًا ونسأل الله جل وعلا أن يبلغنا وإياكم ذلك الموسم على خيرٍ وإيمانٍ وأمنٍ وطاعةٍ لله جل وعلا.
-
بشارة عظيمة لمن أكرمه الله تعالى ومنّ عليه بحفظ وقته في المجالس التي تُعقَد في بيوت الله التي أَذِن الله جلّ وعلا أن تُرفَع ويُذكَر فيها اسمه. ومثل هذه المجالس المباركة لابدَّ للمسلم أن يصبر نفسه عليها وأن يقتطع لها من وقته حتى يستفيد وينتفع، وإلَّا إذا كان لاهيًا منصرفًا منشغلًا مُكِبًّا على أمور دنياه التي لا تنتهي فلا يتهيَّأ له معرفة الخير ومعرفة أبواب الخير ومعرفة السُّبل التي يصل من خلالها إلى الخير وإلى ما يُرضي الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى . وفي مثل هذه المجالس يتمُّ التَّوجيه وتأتي الموعظة وتحصل الذِّكرى ويأتي إيقاظ القلب والضَّمير والتَّوجيه إلى الخير وإلى أبواب الخير فينتفع النَّاس ويستفيدون فوائد عظيمة.
- أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ خرجَ على حَلْقةٍ يعني من أصحابِهِ فقالَ ما أجلسَكم قالوا : جلَسنا ندعوا اللَّهَ ونحمَدُهُ ، على ما هدانا لدينِهِ ومنَّ علينا بِكَ قالَ آللَّهُ ما أجلسَكم إلَّا ذلِكَ قالوا آللَّهُ ما أجلسنا إلَّا ذلِكَ قالَ أما إنِّي لَم أستحلِفْكم تُهمةً لَكم وإنَّما أتاني جبريلُ عليْهِ السَّلامُ فأخبرَني أنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يُباهي بِكمُ الملائِكةَ
الراوي : معاوية بن أبي سفيان-المحدث : الألباني -المصدر : صحيح النسائي-الصفحة أو الرقم: 5441-خلاصة حكم المحدث : صحيح
- الدرر السنية
"ما جلَسَ قومٌ يذكُرونَ اللهَ تَعَالَى ، إلَّا ناداهم منادٍ مِنْ السماءِ : قُومُوا مغفورًا لَكُمْ"الراوي : أنس بن مالك - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع-الصفحة أو الرقم: 5609 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.


*المسجدُ بيتُ كلِّ تقِيٍّ:

-"كتب أبو الدرداءِ إلى سلمانَ أما بعدُ يا أخي فاغتنِمْ صحتَك قبل سقمِك وفراغَك قبل أن ينزلَ من البلاءِ ما لا يستطيعُ أحدٌ من الناسِ ردَّه ويا أخي اغتنِمْ دعوةَ المؤمنِ المُبتلَى ويا أخي لِيكُنْ المسجدُ بيتَك فإني سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول : "المسجدُ بيتُ كلِّ تقِيٍّ"الراوي : أبو الدرداء - المحدث : الألباني - المصدر : السلسلة الصحيحة-الصفحة أو الرقم: 2/334 - خلاصة حكم المحدث : حسن.
*القرآن القرآن
* عن جابر ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "القرآنُ شافعٌ مشفَّع ، وماحِلٌ مصدَّق ، مَنْ جعله أمامَه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار "
رواه ابن حبان ـ صحيح ـ صحيح الترغيب والترهيب تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ ج : 2 / ص : 164 /حديث رقم : 1423.
ماحِل: أي : ساع ..... وقيل : خصم مجادل .

* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" إن لله أهلين من الناس ". قالوا : من هم يا رسول الله . قال " أهل القرآن هم أهل الله وخاصته"
رواه النسائي وابن ماجه والحاكم ـ صحيح ـ صحيح الترغيب والترهيب تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ ج : 2 / ص : 168 / حديث رقم : 1432 .

* عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : من قرأ القرآن لم يُرَدَّ إلى أرذل العمر ، وذلك قوله "ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ*إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ "التين6 " ، قال : إلا الذين قرأوا القرآن.

رواه الحاكم ـ صحيح ـ صحيح الترغيب والترهيب ج : 2 / حديث رقم : 1435 / ص : 169 .

* عن بُريدة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم "من قرأ القرآنَ وتعلَّمه وعملَ به ، أُلبسَ والداه يومَ القيامة تاجًا من نورٍ ، ضوؤه مثلُ ضوءِ الشمسِ ، ويُكسى والداه حُلّتان لا تقوم لهما الدنيا ، فيقولان : بمَ كُسينا هذا ؟ . فيقال : بأخذِ وَلَدِكُمَا القرآن"رواه الحاكم ـ حسن لغيره ـ صحيح الترغيب ج : 2 / ص : 169 / حديث رقم : 1434 .
* عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ؛ أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال " ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ؛ إلا نزلت عليهم السكينةُ ، وغشيتهم الرحمةُ ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده "رواه مسلم ـ أبو داود ـ صحيح الترغيب والترهيب ج : 2 / ص : 161 / حديث رقم : 1417 .
* روي عن جابر ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم " إن من أحسن الناس صوتًا بالقرآن ؛ الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله "

رواه ابن ماجه ـ صحيح لغيره ـ صحيح الترغيب ج : 2 / ص : 177 / حديث رقم : 1450 .
* عن النواس بن سِمعان ، رضي الله عنه ، قال :سمعتُ النبَّي ،صلى الله عليه وسلم يقول " يؤتَى بالقرآنِ يومَ القيامةِ وأهلِهِ الذين كانوا يعملون به في الدنيا، تَقدُمْه سورة " البقرة " و" آل عمران " ، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسِيتُهن بعد ، قال صلى الله عليه وسلم : كأنهما غمامتان أو ظُلَّتان سوداوان ، بينهما شِرْق ، أو كأنهما فِرقان من طير صوافَّ ، تحاجَّان عن صاحبهما" . رواه مسلم ـ صحيح الترغيب ج : 2 / ص : 184 / حديث رقم : 1465 .
شِرق : أي بينهما فرق يضىء .

اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا ، اللهم اجعله شفيعًا لنا ، وشاهدًا لنا لا شاهدًا علينا ، اللهم ألبسنا به الحلل ، وأسكنا به الظلل ، واجعلنا به يوم القيامة من الفائزين ، وعند النعماء من الشاكرين ، وعند البلاء من الصابرين ،ونسأل الله العافية في الدنيا والآخرة.

أنواع التلاوة
التلاوة الحُكمية : هي العمل بأوامر القرآن الكريم وأحكامه
التلاوة اللفظية : هي قراءة ألفاظ القرآن الكريم مع مراعاة أحكام التجويد .قال الشيخ العثيمين في تفسير هذه الآية:
قالَ الله تَعالى"إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ"فاطر: 29، 30.تِلاوةُ كتَابِ اللهِ عَلَى نوعين:
تلاوةٌ حكميَّةٌ وهي تَصْدِيقُ أخبارِه وتَنْفيذُ أحْكَامِهِِفِعْلِ أوامِرِهِ واجتناب نواهيه. والنوعُ الثاني:تلاوة لفظَّيةٌ، وهي قراءتُه.
مجالس شهر رمضان للعثيمين

*"الطَّهورُ شطرُ الإيمانِ . والحمدُ للهِ تملأُ الميزانَ . وسبحان اللهِ والحمدُ للهِ تملآنِ ( أو تملأُ ) ما بين السماواتِ والأرضِ . والصلاةُ نورٌ . والصدقةُ برهانٌ . والصبرُ ضياءٌ . والقرآنُ حُجَّةٌ لكَ أو عليكَ. كل الناسِ يغدُو . فبايِعٌ نفسَه . فمُعْتِقُها أو مُوبِقُها" الراوي : أبو مالك الأشعري - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 223 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - شرح الحديث-الدرر السنية.-
شرح الحديث :
هذا حديثٌ عظيمٌ، وأصْلٌ مِن أصولِ الإسلامِ، يَذْكُرُ فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كُلَّ ما يُهِمُّ المسلمَ في حَياتِهِ وآخِرتِهِ؛ ففيه يُخبرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ "الطُّهورَ"، أي: الوُضوءَ، والطَّهارةُ أصْلُها النَّظافةُ والتَّنَزُّهُ. "شَطْرُ الإِيمانِ"، أي: نِصْفُهُ، والمرادُ أنَّ الأجْرَ في الوُضوءِ يَنتهي إلى نِصْفِ أجْرِ الإيمانِ؛ لِمَا في الإيمانِ مِن نظافةِ النَّفسِ والقَلْبِ، ولِمَا في الطَّهارةِ مِن نَظافةِ الجَسَدِ، "والحمدُ للهِ تَملَآنِ الميزانَ"، أي: إنَّهما يُوزنانِ ويَملآنِ الميزانَ بالأجرِ والثوابِ، فترجَجُ كِفَّتُهما، "وسُبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ تَمْلَآنِ ما بَيْنَ السَّمَواتِ والأرضِ"، أي: إنَّ أجْرَ ذِكرَهُما يَمْلَأُ ما بَيْنَ السَّمواتِ والأرضِ؛ لاشْتمالِهِمَا على تنزيهِ اللهِ تعالى في قوله: "سُبحانَ اللهِ"، والتَّفْويضِ والافْتِقارِ إلى اللهِ في قوله: "الحَمْدُ للهِ"، "والصَّلاةُ نورٌ"، أي: يُهْتدى بها إلى الطَّريقِ يومَ القِيامةِ كما يُهْتدى بالنُّورِ في الدُّنيا، "والصَّدَقةُ بُرهانٌ"، أي: دَليلٌ على إيمانِ المؤْمِنينَ واخْتلافِهِمْ عَنِ المنافِقِينَ، "والصَّبْرُ ضِياءٌ"، أي: الصبرُ على طاعةِ اللهِ تعالى والصبرُ عن معصيتِه والصبرُ أيضًا على النائباتِ وأنواعِ المكارهِ في الدُّنيا؛ كلُّ هذا ضِياءٌ لصاحبِه، و"الصبر": الوُقوفُ مع البلاءِ بِحُسْنِ الأدبِ، "والقُرْآنُ حُجَّةٌ لكَ أو علَيْكَ"، أي: بتِلاوتِه والعملِ به يُصبحُ حُجَّةً مع صاحبِه يومَ القيامةِ، وبِتَرْكِه دونَ عملٍ أو تلاوةٍ يُصبحُ حُجَّةً وخُسْرانًا على صاحبِه، "كلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبايِعٌ نَفْسَه فَمُعْتِقُها أَوْ مُوبِقُها"، أي: كلُّ إنسانٍ يَسعى بنفسِه إلى طاعةِ اللهِ فيكونُ مُنقِذًا لها مِنَ النَّار، أو يَسعَى بنفسِه إلى طاعةِ الشَّيطانِ وهَواه فُيوبِقُها، أي: يُهلِكها بدُخولها النارَ.
وفي الحديثِ: فضلُ الوُضوءِ والطَّهارةِ وبيانُ ما لهما مِن الأَجْرِ.
وفيه: بيانُ بعضِ الأقوالِ والأعمالِ الإيمانيَّةِ التي تُعتِقُ صاحبَها من النَّارِ.
وفيه: تنبيهٌ على أنَّ الإنسانَ يُؤخَذُ بجريرةِ عملِه؛ فليعملْ لنَفْسِه ما أرادَ.. الدرر السنية.

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 05-06-2018 الساعة 04:49 PM
رد مع اقتباس