عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 03-11-2018, 12:43 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي




36. (وكل شيء عنده بمقدار): خطوات حياتك مرسومة بأدق مما تتصور، ولحكمة بالغة لا يبصرها إلا أصحاب البصائر لا الأبصار.

37. (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ): علت المغفرة على الظُّلم، فالظلم يتطلب العقاب، ولكن رحمة الله لم تُعامِل الظالم بما يستحق، لأن رحمتة سبقتْ غضبه.

38. {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ }: قال ابن كثير: قرن هذا الحكم بأنه شديد العقاب، ليعتدل الرجاء والخوف.

39. (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه): أنت في موكب حفظ إلهي وحراسة ملائكية خاصة، فلا تقلق!

40. (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه): قال الألوسي: فوائد الحفظة للأعمال أن العبد إذا علم أن الملائكة عليهم السلام يحضرونه ويحصون عليه أعماله، كان أقرب إلى الحذر عن ارتكاب المعاصي، كمن يكون بين يدي أناس أجِلّاء من خُدّام الملك، مُوَكَّلين عليه، فإنه لا يكاد يحاول معصيةً بينهم.

41. ﴿ إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾: كلنا يشكو أحوال الأمة، وينسى أنه إنما من أسباب الغُمَّة، فلو تغير لتغيرنا.

42. قال ابن الجوزي: ومتى رأيت تكديرًا في حال، فاذكر نعمة ما شكرت، أو زلة قد فُعِلت، قد قال الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ).

43. (ويسبح الرعدبحمده): نظام كوني بأكمله يسبِّح الله،فكن جزءا من هذا النظام. كان عبد الله بن الزبير إذا سمع صوت الرعد ترك الحديث: وقال: (سبحان من يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته).

44. (وظلالهم بالغدو والآصال): ظلال ساجدة، وأجساد جاحدة قال مجاهد: «ظل المؤمن يسجد طوعا وهو طائع، وظل الكافر يسجد طوعا وهو كارِه»..

45. العمل الصالح هو الذي يبقى أثره في الأرض ما دام نفعه للناس باقيا: (وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض)

46. اصنع في حياتك ما ينفع الناس بعد موتك: (وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).

47. (فأما الزبد فيذهب جفاء): ولو انخدعت به الجماهير، وانجرفت معه زمنا طويلا، سيبقى الزبد عند الله زبدا.

48. (أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ مَاءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً):

قال القرطبي: ضرب مثلا للحق والباطل، فشبَّه الكفر بالزبد الذي يعلو الماء، فإنه يضمحل ويعلق بجنبات الأودية، وتدفعه الرياح، فكذلك يذهب الكفر ويضمحل.

49. {وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ}: أبشِروا: قال ابن كثير: يجمع بينهم وبين أحبابهم فيها من الآباء والأهلين والأبناء، ممن هو صالح لدخول الجنة من المؤمنين؛ لتقر أعينهم بهم، حتى إنه ترفع درجة الأدنى إلى درجة الأعلى، من غير تنقيص لذلك الأعلى عن درجته، بل امتنانا من الله وإحسانا.

50. ‏﴿جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم﴾: هو اللقاء الذي لا فراق بعده، ونهر الحب الذي لا ارتواء منه، وإلقاء أوجاع الفراق إلى غير رجعة.

51. ‏﴿ ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم﴾: تأمل هذه الإيماءة اللطيفة إلى شرط الصلاح عند اختيار الزوج، وكيف أن بركة هذا الاختيار تمتد إلى جنات الخلود.

52. (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب): كناية عن كثرة دخول الملائكة عليهم بحيث لا يخلو باب من أبواب قصورهم لا تدخل منه ملائكة، فهو دخولٌ من أماكن كثيرة، ومتكرر كذلك في أزمان كثيرة، وكثرة الأبواب دليل على كثرة الملائكة، فما دخلوا من كل باب إلا لأن كل باب مشغول بطائفة من الملائكة، مما يضاعف سرور المؤمنين.

53. ( والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم): الأعمال كلها لابد أن تكون خالصة لوجه الله حتى الصبر، فبعض الصبر يكون لمجرد ألا يُشمِت الأعداء، ، وبعض التجلد حتى يُقال شجاع.

54. ﴿سَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فنعم عُقبَى الدّارِ﴾ : اذكروا أن هذا التكريم لم تكونوا لتنالوه لولا صبركم، فاعرفوا قيمة البلاء إن صاحبه الصبر.

55. ﴿ أَلاَ بذكر الله تَطْمَئنُّ القلوب﴾: قلب بلا ذكر هو قلب خائف مضطرب حزين تائه.

56. ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ): وَالذِّكرُ فيه حياةٌ للْقُلُوب كما ... تَحْيا البلاد إذا ما جاءها المطَرُ

57. ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ): قال ابن عون: ذِكْرُ الناسِ داءٌ، وذكْرُ الله دواءٌ. قال الذهبي معلِّقا: إي والله، فالعجبُ منا ومن جهلنا كيف ندعُ الدواء ونقتحمُ الداء؟!

58. عندما يعترضك أمر فيضطرب قلبك حتى ينخلع؛ فانتبه إلى سلاح الذي أمدك به من خلقك، واستعمله في الحال: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)

59. (أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت): قال ابن جزي: أي حفيظ رقيب على عمل كل أحد، والخبر محذوف تقديره: أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت أحق أن يعبد أم غيره؟ ويدل على ذلك قوله: (وجعلوا لله شركاء قُلْ سَمُّوهُمْ)

60. (أو تحُل قريبا من دارهم) حلول الكوارث قريبا من بلادنا إنذار رباني لإصلاح قلوبنا وأحوالنا.
رد مع اقتباس