الموضوع: الجزء التاسع
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 03-06-2018, 10:35 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


32. ﴿ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ﴾: هذا اختصاص يفيد القَصْر، أي لا يرهب العبد أحدا إلا الله، ورهبته خالصة لوجه الله، وليست رياء ولا سمعة ولا لقصد الثناء.
33. من استعظم ذنبه، فقد استصغر رحمة ربه (ورحمتي وسعت كل شيء)؟!
34. قال الثوري: ما أحب أن يُجعَل حسابي إلى أبوي؛ لأني أعلم أن الله تعالى أرحم بي منهما.
35. ﴿ورحمتي وسَعَتْ كلّ شيء﴾: هكذا مطلقا، ودون استثناء، كل شيء مرحوم! وأنت شيء من الأشياء!
36. ﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي..... يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر﴾ أبرز صفات نبينا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فما نصيب ورثته من هذه التركة؟!
37. (وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم): (اللوامون) فئة ليتهم إذ قعدوا عن فعل الخير لم يلوموا غيرهم على فعله.
38. (معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون): واضح أن الله سيسألنا لماذا لم ننكر لا لماذا لم نغيِّر.. لا عذر لساكت!
39. مهما انتشرت المنكرات من حولنا، فلا ينبغي ترك الإنكار وإلا نزل العذاب بالجميع، ولم ينجُ أحد: (معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون).
40. يبتليك الله بالحسنات والنعم ليبعثك على الشكر، كما يبتليك بالسيئات والنقم ليبعثك على الصبر ﴿وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون﴾
41. (يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيُغفرُ لنا!) بدلا من أن يشكروا الله على نعمة المغفرة، كفروا بهذه النعمة زاستمرؤوا العصيان.
42. (ويقولون سيُغفر لنا!): يا ويح هؤلاء!ترجُو النَّجَاةَ وَلَمْ تَسْلُكْ مَسَالِكَهَا ... إِنَّ السَّفِينَةَ لَا تَجْرِي عَلَى اليبس
43. (ويقولون سيُغفر لنا!): ماذا دفعت من ثمن كي تشتري المغفرة؟! أم تظنها رخيصة وبالمجّان؟!
44. (ويقولون سيُغفر لنا!): قال معروف الكرخي: طلب الجنة بلا عمل ذنب من الذنوب، وانتظار الشفاعة بلا سبب نوع من الغرور.
45. (ويقولون سيُغفر لنا!): قال الحسن البصري: إن قوما ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا بلا حسنة، باعتقاد حسن الظن، وهو كاذب فيه، فلو كان صادقا لأحسن العمل، ثم تلا قوله تعالى: {وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين}
46. ﴿يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا﴾ : قال سعيد بن جبير: يعملون بالذنوب، وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه: قال: ذنبٌ آخر، يعملون به.
47. ﴿وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا﴾ عجيب شأن بعض المذنبين! يمشون على الأرض مطمئنين، وكأنهم أخذوا صِكّا من السماء بهذه المغفرة!
48. ﴿يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا﴾ : هذه توبة سابقة التجهيز! يأكلون الحرام، ويقولون: سنستغفر الله وسيغفر!
49. ﴿عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى﴾: والعرَض: الأمر الذي يزول ولا يدوم، ويراد به هنا المال، والأدنى: من الدنو بمعنى الأقرب، لأن متاع الدنيا عاجل قريب، أو من دنو الحال وسقوطها ، وفي استخدام اسم الإشارة (هذا) إيماءة إلى تحقير هذا الذي رغبوا فيه.
50. ﴿عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى﴾: هذه الآية نزلت في المرتشين، فقد كان قضاة بني إسرائيل يأخذون الرشوة في الأحكام للتسهيل على العوام.
51. من أبرز صفات المصلحين وعلامات صدقهم: الاستمساك بالكتاب مع إقامة الصلاة، وتأمل: (والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين)
52. ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها): ما قرأت آية في الانتكاس وعدم الثبات أشد من هذه الآية.
53. ﴿ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى اﻷرض واتبع هواه﴾: قال ابن الجوزي: بالله عليك يا مرفوع القدر بالتقوى: ﻻ تبع عزها بذل المعاصي .
54. القرآن يرفع صاحبه، والهوى يضعه (ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه).
55. (فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث) الضال على علم: إن زجرته لم يرتدع (هلك)، وإن تركته بلا نصح (هلك)، كالكلب إن طُرِد كان لاهثا، وإن ترك كان لاهثا.
56. قال ابن قتيبة: كل لاهث إنما يكون من إعياء أو عطش إلا الكلب، فإنه يلهث في حال راحته وحال تعبه؛ وفي حال الري وحال العطش.
ووجه التشابه: حال صاحب الهوى في لهثه خلف هواه.
57. (كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث): ليس معنى تحمل من وضع الأحمال عليه؛ إذ الكلاب لا يحمل عليها، بل المعنى: تزجره وتطرده.
58. (لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا): كل من له قلب لا يفقه به الحق، وعين لا تبصر الحق، وأذن لا تسمع الحق، فهو (كالأنعام بل هم أضل)، وسر أنهم أضل من اﻷنعام أن اﻷنعام لو كان لديها عقل لفقهت به!
59. ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ): قال القرطبي موضِّحا: أي اطلبوا منه بأسمائه، فيطلب بكل اسم ما يليق به، تقول: يا رحيم ارحمني، يا حكيم احكم لي، يا رازق ارزقني، يا هادي اهدني، يا فتاح افتح لي، يا تواب تب علي، وهكذا.
60. (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا). قالابن القيم: وهو مرتبتان: إحداهما: دعاء ثناء وعبادة، والثاني: دعاء طلب ومسألة.
رد مع اقتباس