الموضوع: الجزء السابع
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 03-05-2018, 01:50 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


29. (وَإِنْ يَمْسسْكَ الله بضر فلا كاشف له إلا هو): اذا سكن قَلْبك الى الله لم تخف غَيره، ولم ترجُ سواه،فلتطمئن قلوب أولياء الله، ومن ضاقت بهم السبل من عباده الصالحين.

30. قال ابن القيم: والتحقق بمعرفة هذا يوجب صحة الاضطرار وكمال الفقر والفاقة، ويحول بين العبد وبين رؤية أَعماله وأَحواله، فهو الذى يمس بالضر، وهو الذى يكشفه، فمسُّه بالضر لحكمة، وكشفه الضر لرحمة.

31. {وَإِن يمسسك الله بضر فَلَا كاشف لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يردك بِخَير فَلَا راد لفضله}: هذه الآية من أسباب رجوع العبد إلى ربه بِالْكُلِّيَّة.

32. ﴿وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ﴾: قال محمد بن كعب القرظي:"لأنذركم به ومن بلغ"، قال: من بلغه القرآن، فكأنما رأى النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قرأ:"ومن بلغ أئنكم لتشهدون"، وقال أيضا: من بلغه القرآن فكأنما كلمه الله عز وجل

33. ﴿إنه لا يفلح الظالمون { : سيبقى ظلم الظالمين سدا منيعا حائلا دون فلاحهم أو توفيقهم.

34. (ثم نقول للذين أشركوا: مكانكم): احتجاز إلهي قسري: الزموا أماكنكم لا تبرحوها! حتى تعرفوا ما يُفعل بكم، ويقضي الله في أمركم.

35. «فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ﴾: أي فرقنا بين العابدين والمعبودين، وهو من الزوال أي ذهاب الشيء واختفاؤه، وقال: «زيّلنا» ولم يقل: «فرَّقنا»؛ لأن التفريق معه بقية أمل فى الاجتماع، أما التزييل، فهو غروب إلى الأبد، وهوما يزيد من وحشة المشركين حين يقاسون العذاب وحدهم.

36. (قالوا والله ربنا ماكنا مشركين): ويحكم .. اسكتوا! حتى بين يدي الله تحلفون كذبا!

37. (انظر كيف كذبوا على أنفسهم؟): يبرر المرء معصيته ليتهرب من عواقبها، وذلك ليلتمس النجاة بأي صورة، ولو بالكذب على نفسه.

38. أعظم عقوبة .. أن يحال بينك وبين فهم كلام الله ﴿ وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه ﴾

39. آية قتلت علي بن الفضيل بن عياض، وسُمِّي بها ( قتيل القرآن ): ﴿ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ... الآية﴾

40. ﴿ ولو ترىٰ إذ وقفوا على النار فقالوا ياليتنا نُردّ﴾: مجرد أول نظرة إلى النار جعلت صاحبها يتمنى الرجوع للدنيا لفعل الخير، فكيف يكون الحال بعد دخول النار ومقاساة العذاب؟!

41. ﴿وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون﴾. ليكن حزنك على ما فات من آخرتك أضعاف حزنك على ما فات من دنياك، وإلا ما كنت عاقلا : ﴿أفلا تعقلون﴾.

42. من لزم التقوى زهد في دنياه وهانت عليه مصائبه، لأن الله تعالى قال: {وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} [الأنعام: 32]

43. (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ): تعزية من الله وتسلية لنبيه، فسِر في حياتك على هذا النهج الرباني مع كل مصاب.

44. (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ): انظر شدة حرص ﷺ علىأن تستجيب له أمته، وهكذا قلب كلداعية، عليه أن يكون رؤوفا رحيمابأمته.

45. {ولكن الظالمين بِآيَاتِ الله يَجْحَدُونَ}: الظلم نقل حق إلى غير مستحقه، وأبشع أنواع الظلم: الشرك؛ لأنه نقل حق الذات الإلهية المستحق وحده للعبادة إلى غير مستحقها.

46. إذا بلغ أعداء الحق درجة تكذيب أهله وإيذائهم، فهذه علامة قرب النصر بشرط أن يحققوا الصبر: (فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا).

47. (إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ): المستجيب للحق حي ولو كان أصم وأبكم وأعمى، والمعاند ميت ولو كان تامَّ الحواس!

48. إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ: من فقد سماع القلب لأوامر ربه حُرِم التوفيق في سائر أمره، والمقصود به سماع الاعتبار.

49. ﴿ولا طائرٍ يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم﴾؛ كل الحيوانات تعرف الله وتحمده وتسبِّحه، ولكن لا تفقهون تسبيحهم.

50. ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ﴾: قال داودُ عليه السلام: سبحانَ مُستخرجِ الدعاء بالبَلاء، وسبحانَ مُستخرجِ الشكرِ بالرَّخاء.

51. مَرَّ أبو جعفر محمدُ بنُ علي بمحمدِ بن المنكدر وهو مَغْمُومٌ، فسأل عن سبب غمه فقيل له: الديْنَ قَد فَدحَه، فقال أَبو جعفر: أفُتحَ له في الدعاء؟ قيل: نعم. قال: لقد بورِك لعبد في حاجة أكثر منها من دعاء ربه، كائنة ما كانت.

52. {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَاسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ}: قسوة القلب هي التي تكبل العبد عن بلوغ هذه المنزلة العظيمة: منزلة الضراعة والتمرغ في تراب العبودية.

53. إذا حُرمت من التضرع لله فاعلم أن في قلبك قسوة، وعلاجها كثرة الذكر والاستغفار. قال الله :( فلولا إذجاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم﴾.

54. إذا قسا قلب العبد بالذنوب حُرِم التضرع بين يدي علام الغيوب! ﴿ فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم ﴾

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 03-05-2018 الساعة 01:52 AM
رد مع اقتباس