عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-16-2011, 01:06 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
تيسير علم المواريث

المجلس الأول
تقديم


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

نحـن نفخـر بشـريعتنا الغـراء ، والتي نظمـت وشـملت جميـع جوانـب حياتنـا الدينيـة والاجتمـاعية والاقتصاديـة ولنـا أن نزهــو بعلـم الفرائـض ـ ذلـك الفـرع المتميــز فـي فقهنـا الإسـلامي العظيـم ، فهـو دُرَّة مـن حيـث دقـة حسـاباته وعدالـة توزيعـاته وهـو علــم قـد شَـرَّفَه الله بذكــره فـي القــرآن الكريـم


قـال تعالـى :
"... آبَآؤُكُـمْ وَأَبناؤُكُـمْ لاَ تَـدْرُونَ أَيُّهُـمْ أَقْـرَبُ لَكُـمْ نَفْعـاًفَرِيضَـةً مِّـنَ اللهِ إِنَّ اللهَ كَـانَ عَلِيمًـا حَكِيمـاً "
سورة النساء / آية : 11

"وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ " النساء12

ثم
قال تعالى " تِلْـكَ حُـدُودُ اللهِ وَمَـن يُطِـعِ اللهَ وَرَسُـولَهُ يُدْخِلْـهُ جَنَّـاتٍ تَجْـرِي مِـن تَحْتِهَـا الأَنْهَـارُ خَالِدِيـنَ فِيهَـا وَذَلِـكَ الْفَـوْزُ الْعَظِيـمُ * وَمَـن يَعْـصِ اللهَ وَرَسُـولَهُ وَيَتَعَـدَّ حُـدُودَهُ يُدْخِلْـهُ نَـاراً خَالِـداً فِيهَـا وَلَـهُ عَـذَابٌ مُّهِيـنٌ " سورة النساء / آية : 14
فقـد فـرض الله المواريـث بحسـب علمـه ومـاتقتضيـه حكمتـه .
وأن ذلك فرض منه سبحانه لازم لايحل تجاوزه فهذا العلم شَـرَّفَه الله بذكــره فـي القــرآن الكريـم ورغم ذلك اشتهرت أحاديث في فضله ولم تصح

فنبدأ بالتخلية قبل التحلية
أي نضبط معتقدنا ثم نغوص في العلم على بصيرة
"تعلموا الفرائض وعلموه الناس فإنه نصف العلم وهو ينسى وهو أول شيء ينزع من أمتي"
تخريج السيوطي : (البيهقي ـ والحاكم ) عن أبي هريرة تحقيق الشيخ الألباني : (ضعيف جدا) انظر حديث رقم: 2451 في : ضعيف الجامع الصغير وزيادته
قال ابن ماجه في سننه
حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزام،قال: حدثنا حفص بن عمر بن أبي العطاف،قال: حدثنا أبو الزناد ،عن الأعرج ،عن أبي هريرة قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

"يا أبا هريرة تعلموا الفرائض وعلموها فإنه نصف العلم وهو ينسى وهو أول شيء ينزع من أمتي"
سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني / كتاب الفرائض/باب الحث على تعليم الفرائض / حديث رقم : 2719 / التحقيق : ضعيف
تفرد حفص بن عمر بن أبي العطاف به وهو لا يحتمل التفرد لضعفه الشديد ولعدم متابعة غيره له على هذا الحديث
فقد قيل في حفص بن عمر بن أبي العطاف:
قال ابن حجر في التقريب : ضعيف (1/173)
وقال البخاري : منكر الحديث رماه يحيى بن يحيى النيسابوري بالكذب (2/367) التاريخ الكبير ،
وقال أيضاً في التاريخ الصغير (1/32) منكر الحديث
وقال البيهقي (6/208) تفرد به حفص بن عمر وليس بالقوي .

وضعفه الذهبي في تعليقه في التلخيص وقال : حفص بن عمر واه بمرة .
فكل ما ورد في أنه نصف العلم ، وأنه أول علم يرفع لم يثبت ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم
*قال أبو داود في سننه :حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح،قال: أخبرنا ابن وهب ،قال:حدثني عبد الرحمن بن زياد، عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" ا لعلم ثلاثة وما سوى ذلك فهو فضل آية محكمة أو سنة قائمة أو فريضة عادلة"
سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب الفرائض / باب ما جاء في تعليم الفرائض / حديث رقم : 2885 / التحقيق :ضعيف
ما صح بخصوص هذا العلم
اهتم الصحابة رضي الله عنهم بهذا العلم واختلفوا وتطاوعوا رجوعًا للحق ، وكان أعلمهم في هذا العلم الجليل :زيد بن ثابت رضي الله عنه ، وشهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك

*قال الترمذي في سننه :حدثنا سفيان بن وكيع ،قال:حدثنا حميد بن عبد الرحمن ، عن داود العطار ،عن معمر، عن قتادة ،عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ،وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل وأفرضهم زيدبن ثابت ، وأقرؤهم أُبيّ ،ولكل أمة أمين ،وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح"
سنن الترمذي / تحقيق الألباني - 46 / كتاب كتاب المناقب / 33باب مناقب معاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأ ُبَي وأبـِي عُبيدة/ حديث رقم : 3790 / التحقيق : صحيح
وأفرضهم زيدبن ثابت : أي أعلمهم بعلم الفرائض
التحلية بعد التخلية
ليس معنى عدم ثبوت أحاديث في فضل علم المواريث ، ليس معنى ذلك عدم ثبوت فضل لهذا العلم فقد فضله الله في كتابه العزيز كما سبق بيانه، وبالإضافة لذلك ، هو داخل في النصوص العامة لفضل العلم
* عـن معاويـة ـ رضي الله عنه ـ قــال : سـمعت النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقــول :
" مـن يُـرد الله بـه خيـرًا يفقهـه فـي الديــن ..... "
رواه البخاري / الفتح / ج : 1 / كتاب : العلم / باب : 13 / حديث رقم : 71 / ص : 197.
* عـن أبـي الـدرداء ـ رضي الله عنه ـ قـال : سـمعت رســول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقـول :
" مـن سـلك طريقــاً يلتمـس فيـه علمـاً سـهل الله لـه طريقـاً إلـى الجنـة ، وإن الملائكـة لتضـع أجنحتهـا لطالـب العلـم رضـاً بما يصنـع ، وإن العالـم ليسـتغفر لـه مـن فـي السـموات ومـن فـي الأرض حتـى الحيتـان في المـاء ، وفضـل العالـم علـى العابـد كفضـل القمـر على سـائر الكواكـب ، وإن العلمـاء ورثـة الأنبيــاء ، إن الأنبيـاء لـم يُوَرِّثُـوا دينـاراً ولادرهمـاً ، إنمـا وَرَّثُــوا العلـم ، فمـن أخـذه أخـذ بحـظ وافـر""رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه . وحسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب .1 /33. ص /18
* عـن أبـي أمـامة ـ رضي الله عنه ـ ، عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قــال :
" مـن غـدا إلـى المسـجد لا يريـد إلا أن يتعلـم خيـراً أو يعلمـه كـان لـه كأجـر حـاج تامـاً حجتـه " رواه الطبراني في الكبير وصححه الشيخ الألباني رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب .1 / 38
يـا غافـــلاً تتمــادى غــداً عليــك ينــادَى
هــذا الـذي لـم يقــدم قبـــل الرحــلِ زاداً
حول المال
المال عصب الحياة وشريانها ، فهو شقيق النفس , قرنه الله تعالى بأغلى ما فى الحياة من متع وزينة قال الله تعالى
"الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا"
فبهذا الاقتران أعلى من قدره ورفع من منزلته , فبه تُقضى الحوائج , وتنال الرغائب , وتصان الأعراض , وتحفظ الكرامات , ويحصل الأمن , ويوفر الرخاء.
لذا كان عزمنا التعرف على المال ووسائل كسبه والمال هو
كل ما يملك وينتفع به ، ويسمى مالاً لميل النفس إليه , وتثبت الصفة المالية للشيء تبعًا لتعارف الناس الانتفاع به انتفاعًا معتبرًا ,فلا يعد مالاً ما لم يملك، ولا يعد مالاً كل ما لم يتعارف الناس امتلاكه ولا يعد مالاً ما لا يلتفت إليه.
أنواع المكاسب المالية
والكسب المالي : حكم شرعي مقدر فى العين أو المنفعة , يقتضي تمكين المالك من الانتفاع بالشيء المملوك وحرية التصرف فيه . ولذا أوجب الله تعالى أن يكون كسب المسلم حلالاً طيبًا , مباركًا فيه , قائمًا على أساس النفع العام وهو على نوعين
النوع الأول: مكاسب مالية بعوض وهى :
1ـ كسب بعِوَض عن مال , كالبيع .
2ـ كسب
بعِوَض عن عمل , كالإجارة.
3ـ كسب
بعِوَض عن فَرْج , كالمهر .
4ـ كسب
بعِوَض عن جناية , كالديات.
النوع الثاني: مكاسب مالية بغيرعوض وهى
1 ـ العطايا , كالصدقة والوقف والهبة والزكاة
2ـ الغنيمة ، وهى ما يؤول إلى المسلمين من أموال الكفار بالجهاد لإعلاء كلمة الله.
ما لم يملكه أحد , كالحطب وإحياء الموات.
4ـ الميراث , وهو نظام عادل يحدد ما يؤول من أموال
إلى الوارث بعد موت المورث
كتاب نيل الهدايا
منقول بتصرف يسير






التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 07-14-2016 الساعة 04:33 AM