عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-10-2012, 12:32 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,657
افتراضي التعامل مع الأخرين

التعامل مع الأخرين

قال تعالى :

{ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }

﴿الأعراف: ١٩٩﴾

يقول القرطبي :

هذه الآية من ثلاث كلمات، تضمنت قواعد الشريعة في المأمورات والمنهيات.

فقوله تعالى :

{ خُذِ الْعَفْوَ}

دخل فيه صلة القاطعين ، والعفو عن المذنبين، والرفق بالمؤمنين ، وغير ذلك من

أخلاق المطيعين ودخل في
قوله تعالى :
{ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ }

صلة الأرحام، وتقوى الله في الحلال والحرام، وغض الأبصار، والاستعداد لدار

القرار. وفي قوله تعالى :

{ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ }

الحض على التعلق بالعلم، والإعراض عن أهل الظلم والتنزه عن منازعة السفهاء،

ومساواة الجهلة الأغبياء، وغير ذلك من الأخلاق الحميدة والأفعال الرشيدة."

([23])

- لقد كانت هذه الآية حاضرة في أذهان الصحابة رضي الله عنهم، يذكر بعضهم

بعضا بها، إذا عرض لهم جهل جاهل .

عن ابن عباس قال :
قدم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر ، فنزل على بن أخيه الحر بن قيس بن

حصن ، وكان من النفر الذين يدنيهم عمر ، وكان القراء أصحاب مجلس عمر

ومشاورته ، كهولا كانوا أو شبانا .

فقال عيينة لابن أخيه : يا ابن أخي ، هل لك وجه عند هذا الأمير فتستأذن لي عليه

؟
قال : سأستأذن لك عليه

قال ابن عباس : فاستأذن لعيينة

فلما دخل قال : يا ابن الخطاب ، والله ما تعطينا الجزل ، ولا تحكم بيننا بالعدل

فغضب عمر حتى هم بأن يقع به

فقال الحر : يا أمير المؤمنين ، إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم :

{ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }

وإن هذا من الجاهلين فوالله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه ، وكان وقافا عند
كتاب الله .

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة

أو الرقم: 7286خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
- تعتبر هذه الآية من دلائل الإعجاز في القرآن الكريم، نظرا لوجازتها لفظا

، واتساعها معنى

بما يشهد لهذه البلاغة القرآنية العالية، التي لا تدانيها بلاغة الخلق ولو اجتمعوا
إنسا وجنا
منقول
رد مع اقتباس