عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 02-15-2013, 08:03 AM
أخت الإسلام أخت الإسلام غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 27
افتراضي

من تفسير السعدي (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان )


من [‏162 ـ 163‏]‏ ‏{‏أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ‏}‏
يخبر تعالى أنه لا يستوي من كان قصده رضوان ربه، والعمل على ما يرضيه،
كمن ليس كذلك، ممن هو مكب على المعاصي، مسخط لربه، هذان لا يستويان في حكم الله،وحكمة الله،
وفي فطر عباد الله‏.‏
{‏أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون‏}‏
ولهذا قال هنا‏:‏ ‏{‏هم درجات عند الله‏}‏
أي‏:‏ كل هؤلاء متفاوتون في درجاتهم ومنازلهم بحسب تفاوتهم في أعمالهم‏.‏
فالمتبعون لرضوان الله يسعون في نيل الدرجات العاليات، والمنازل والغرفات،
فيعطيهم الله من فضله وجوده على قدر أعمالهم، والمتبعون لمساخط الله يسعون
في النزول في الدركات إلى أسفل سافلين، كل على حسب عمله، والله تعالى
بصير بأعمالهم، لا يخفى عليه منها شيء، بل قد علمها، وأثبتها في اللوح
المحفوظ، ووكل ملائكته الأمناء الكرام، أن يكتبوها ويحفظوها، ويضبطونها‏.‏



من مختصر تفسير ابن كثير تحقيق أحمد شاكر

قال الحافظ ابن كثيــر :
في قوله تعالى :( أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير)
أي : لا يستوي من اتبع رضوان الله فيما شرعه ، فاستحق رضوان الله
وجزيل ثوابه , وأجير من وبيل عقابه , ومن استحق غضب الله ،
وألزم به فلا محيدله عنده , ومأواه يوم القيامة جهنم وبئس المصير ,
وهذه الآية لها نظائر كثيرة في القرآن , كقوله تعالى :
(أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى )الرعد 19
وكقوله ( أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ) القصص 61.
ثم قال تعالى( هم درجات عند الله)
قال الحسن البصري ومحمد بن إسحاق
: يعني أهل الخير ، وأهل الشر درجات .
وقال أبوعبيدة والكسائي : منازل ، يعني متفاوتون في منازلهم ودرجاتهم في الجنة ،
ودركاتهم في النار ، كقوله تعالى( ولكل درجات مما عملوا )
الأنعام 132.ولهذا قال تعالى ( والله بصير بما يعملون )
أي : وسيوفيهم إياها ، ولا يظلمهم
خيرا ولا يزيدهم شرا ، بل يجازيهم كل عامل بعمله .


لا يوجد تعليق لهذه الآية من بدائع التفسير لابن القيم



تطبيق الآيات في واقع حياتنا :

1- هل يستوي من يعمل الصالحات ابتغاء وجه الله كمن هو يعمل المعاصي؟
الذي يحافظ على صلاته ويقوم بفرائض الدين ويبر أمه وأباه ويحسن معاملة جاره ويحسن للخلق جميعا ,
هل يستوي مع تارك الصلاة ,الزاني ,شارب الخمر , مختلس أموال الناس , الظالم للبشر,
الغاش للمسلمين . الذي يسيء معاملة البشر ... هل يستويان؟
أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم؟
2- كلما أحسن المرء العمل علت درجاته في الجنة وكلما أساء العمل نزلت دركاته في النار .
3- الله بصير بأعمالنا, وهي مسجلة في اللوح المحفوظ , فمن أكثر من العبادات والطاعات
والصالحات لوجه الله علم الله منه ذلك , فأعد له درجته بقدر عمله ,
وكذلك أهل الشر عذابهم على قدر أعمالهم, فلا يظلم ربك أحدا ,
فالجزاءات متفاوتة بحسب الأعمال في الخير والشر .
الأعمال تتفاوت بقدر الإيمان وكذلك الجزاء يتفاوت بقدر الأعمال والله أعلم

رد مع اقتباس