عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 03-21-2018, 12:11 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,646
افتراضي

38.وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ [غافر: 44]: من فوَّض أمره إلى الله ﻻ يعتريه قلق، لأن قلبه معلَّق بالسماء.
39. ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾: ذكر أن سبب تفويض أمره معهم إلى الله، بأن الله عليم بأحوال جميع العباد، فشمِله علم الله وشمِل خصومه.
40. العمل: ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ﴾، والنتيجة: ﴿فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾ هل رأيت أرباح التفويض؟ اللهم إني فوضتك في أموري كلها.
41. ﴿فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾: الله وحده القادر على أن ينجيك من كل من يمكر بك، بحسب ما في قلبك من قوة التفويض والتوكل على ربك.
42. ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا﴾ [غافر: 46]: قال ابن كثير: «وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور».
43. ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51]: قال البغوي: «قال ابن عباس: بالغلبة والقهر. وقال الضحاك: بالحُجَّة، وفي الآخرة بالعذر. وقيل: بالانتقام من الأعداء في الدنيا والآخرة، وكل ذلك قد كان للأنبياء والمؤمنين، فهم منصورون بالحجة على من خالفهم، وقد نصرهم الله بالقهر على من ناوأهم وإهلاك أعدائهم، ونصرهم بعد أن قُتِلوا بالانتقام من أعدائهم، كما نصر يحيى بن زكريا لما قُتِل، قتل به سبعون ألفا، فهم منصورون بأحد هذه الوجوه».
44. ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51]: قال ابن عاشور: «والمعنى لا تستبطىء النصر فإنه واقع، وذلك ما نصر به النبي ﷺ في أيامه على المشركين يوم بدر ويوم الفتح ويوم حنين وفي أيام الغزوات الأخرى، وما عرض من الهزيمة يوم أحد كان امتحانا وتنبيها على سوء مغبة عدم الحفاظ على وصية الرسول ﷺ أن لا يبرحوا من مكانهم، ثم كانت العاقبة للمؤمنين».
45. ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾ [غافر: 51]: كيف يقع النصر في الدنيا؟ وقد قُتِل زكريا، ويحيى، وحاولوا قتل عيسى فرفعه الله، وأُخرِج إبراهيم من أرضه، وهاجر محمد ﷺ؟ والجواب: أن النصر إما يكون في الحياة بمحق الأعداء، أو يكون بالانتقام من الأعداء بعد إيذائهم الأنبياء، وذلك في حياة الأنبياء أو بعدهم، فالوعد أكيد، لكن الميعاد مخفي.
46. ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [غافر: 51]: قال القشيري: «ننصرهم على أعدائهم بكيد خفّى ولطف غير مرئيّ، من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون».
47. ﴿يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ﴾ [غافر: 52]: الاعتذار اليوم سمت الأبرار، وما أحبه إلى الرحيم الغفار، لكن غدا لا تُقبل أي أعذار، ولا ينفع تبريرٌ من الفجار.
48. ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ﴾ [غافر: 55]: قال القشيري: «الصبر في انتظار الموعود من الحقّ على حسب الإيمان والتصديق، فمن كان تصديقه ويقينه أتمّ وأقوى كان صبره أتمّ وأوفى».
49. ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ﴾ [غافر: 55]: قال القشيري في التفسير:
50. «كن بقلبك فارغا عنهم، وانظر من بعد إلى ما يُفعل بهم، واستيقن بأنه لا بقاء لجولة باطلهم، فإن لقيت بعض ما نتوعدهم به وإلّا فلا تك في ريب من مقاساتهم ذلك بعد».
51. ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ﴾ [غافر: 55]: قل (سبحان الله وبحمده) كل صباح ومساء، ففي الحديث: «من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر». صحيح الجامع رقم: 6431
52. ﴿وَاسْتَغفِرْ لِذَنْبِكَ﴾ [غافر: 55]: قال البغوي: «أمره بالاستغفار مع أنه مغفور له لتستن به أمته».
53. ﴿وَاسْتَغفِرْ لِذَنْبِكَ﴾ [غافر: 55]: قال الآلوسي: «أُمِر عليه السلام بذلك إبانة لفضل التوبة ومقدارها عند الله تعالى، وأنها صفةُ الأنبياء، وبعثاً للكفرة على الرجوع عما هم عليه بأبلغ وجهٍ وألطفه، فإنه عليه السلام حيث أُمر بها وهو منزَّه عن شائبةِ اقترافِ ما يوجبها من الذنب وإن قلَّ، فتوبتهم وهم عاكفون على أنواع الكفر والمعاصي مما لا بد منه أصلاً (أوْلى)».
54. ﴿وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]:
55. كان سفيان الثوري يقول: «يا من أحبُّ عباده إليه من سأله فأكثر سؤاله، ويا من أبغض عباده إليه من لم يسأله، وليس أحد كذلك غيرك يا رب».
56. ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ﴾ [غافر: 60]: ليس أبسط زلا أروع ولا أجمل ولا ألطف من هذه الطلب!
57. ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]: لو لم تُرِدْ نيلَ ما أرجو وأطلُبه .. مِن جودِ كفّك ما عوّدتَني الطلبا.
58. ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]: كان عمر رضي الله عنه يقول: «إني لا أحمل همَّ الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه»، وكان يقول للصحابة: «لستم تُنصَرون بكثرة، وإنما تُنصَرون من السماء».
رد مع اقتباس