الموضوع: دروس من السيرة
عرض مشاركة واحدة
  #144  
قديم 02-18-2019, 12:52 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


📌(143) ثالث رسل قريش لمفاوضة النبي بالحديبية ( الجزء الأول )

🌱لقد تأزم الموقف جداً عند قريش، فأرسلت الرسول الثالث، أرسلت واحداً تعتقد اعتقاداً جازماً أن المسلمين سيحترمون رأيه ويسمعون كلامه؛ لأنه كان معظماً جداً في كل الجزيرة العربية،

👈وهذا الرجل هو عروة بن مسعود الثقفي الذي قالت فيه قريش :
{ لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } [الزخرف:31]،
🔸والقريتان هما: مكة والطائف،
🔸والرجل الذي يقصدونه من مكة: هو الوليد بن المغيرة ،
🔸والذي يقصدونه من الطائف: هو عروة بن مسعود الثقفي هذا.

🌱وعروة بن مسعود لكونه عزيزاً وسيداً جاء بكلمات تهذيبية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي نفس الوقت إن هدد ولم يقبل الرسول صل الله عليه وسلم بكلامه لن يكون ذلك مؤثراً على قريش؛ لأنه من ثقيف

🌱فذهب عروة إلى الرسول صل الله عليه وسلم وقال له: (أرأيت لو استأصلت قومك وقتلت كل من في مكة، هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك)،

💡انظر إلى القلب الواضح للحقائق، مع أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يقل: إنه يريد أن يستأصل قومه، بل بالعكس هو طلب منهم أن يسمحوا له بالعمرة ويرجع إلى المدينة المنورة، ولم يسأل عن حقوقه داخل مكة المكرمة، ولم يسأل عن دياره، ولم يسأل عن أمواله، ولم يسأل عن كذا وكذا من حقوق الصحابة، فقد سلب هو أصحابه من أهل مكة كل هذه الحقوق

🌱ثم يقول عروة بن مسعود : (وإن الأخرى) يعني: إن هي غلبت قريش المسلمين، قال: (فوالله إني لأرى وجوهاً وأرى أوباشاً من الناس خليقاً أن يفروا ويدعوك)

💡هذا كلام في منتهى سوء الأدب، يعني: أن هؤلاء الذين معك كلهم إذا بدأت الحرب سيفرون ويتركونك، إنما هم أوباش من الناس، فهو يسب الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين ويذكر أنهم جميعاً سيفرون عن الرسول عليه الصلاة والسلام ويدعونه لقريش.

💥فهذا الرجل يهدد ويتوعد وليس كالذي سبقه الحليس بن علقمة ، فمثل هذا لا ينفع معه الكلام الهادئ وما ينفع معه العظة ، هناك رد ثان مناسب له،

🌱والذي تولى الرد عليه هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، مع علمنا بـالصديق في رفقه ولينه ورقته ورحمته رضي الله عنه، لكن كل ذلك في موضعه، أما إذا كان في موضع العزة والقوة فهو أقوى الصحابة رضي الله عنه وأرضاه.

🌱فهنا وقف الصديق وتكلم بغلظة وشدة وعنف لم نعهده فيه قبل ذلك، قال رضي الله عنه وأرضاه بعد أن سب عروة بن مسعود سبة قبيحة مباشرة، قال وهو مستنكر: (أنحن نفر عنه؟) يعني: هل الصحابة تفر عن رسول الله صل الله عليه وسلم؟

🌱وعروة بن مسعود لما سمع السباب الذي قاله أبو بكر الصديق ومعلوم أن عروة بن مسعود زعيم وعظيم من عظماء العرب، ومن المستحيل أن توجه له هذه السبة أو هذا القذف دون أن يحرك الجيوش والجموع، لكنه قال كلمة تعبر عن مدى أخلاقيات بعض رجال العرب حتى في جاهليتهم، قال: (لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك) يعني: أنت كنت قد عملت معي معروفاً قبل كذا، ولأجل هذا المعروف لن أجيبك على هذا السباب الذي وجهته إلي، وحفظ للصديق معروفه القديم

🌱والحمد لله أنه كان هناك معروف من الصديق ؛ لأننا لا نريد الحرب أن تقوم، والرسول عليه الصلاة والسلام ما سعى لحرب مطلقاً في هذه الرحلة بفضل الله.

〰🌸🍃〰🌸🍃〰


🌷همسات الأوابين🌷
رد مع اقتباس