عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 05-03-2016, 04:10 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023
المجلس الرابع

لنحيا رمضان باقتفاء أثر الرسول صلى الله عليه وسلم
هَلَّ علينا شهرُ شعبان، مذكِّرًا جميع المسلمينَ بما يحمله لهم من الخير، والدنيا مزرعة الآخرة.
فلنستقبل الشهر المبارك بالفرحة لمظنة الفوز والنجاة ، وننوي صيامه وقيامه إيمانًا واحتسابًا "مَن صامَ رمضانَ وقامَهُ ، إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ"الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 683 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - شرح الحديث- الدرر السنية -

* قال الخطابي :قوله " إيمانًا واحتسابًا " أي نية وعزيمة ، وهو أن يصومه على التصديق والرغبة في ثوابه طيبة به نفسه ، غير كاره له ، ولا مستثقل لصيامه ، ولا مستطيل لأيامه ، لكن يغتنم طول أيامه لعظم الثواب .
وقال البغوي " قوله احتسابًا أي طلبًا لوجه الله تعالى وثوابه ..... يقال فلان يحتسب الأخبار ويتحسبها : أي يتطلبها .
الإيمان : هو الاعتقاد بحق فرضية صومه .
الاحتساب: هو طلب الثواب من الله والتقرب إليه طلبًا للأجر لا لقصد آخر من رياء أو غيره . وهذا محله القلب . فهو نية . فبالنية يمكن أن يحصل المؤمن من الثواب الخير الكثير . ننوي عند بداية رمضان صيام الشهر إيمانًا واحتسابًا . وننوي فعل كل ما يرضي الله . ونتجنب المعاصي خشية أن يَصْدُق علينا هذا الحديث :
*
عن ابن عمر قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم "رُبَّصائِمٍحَظُّهُ من صِيامِهِ الجوعُ والعَطَشُ ، و رُبَّ قائِمٍ حَظُّهُ من قِيامِهِ السَّهَرُ"
رواه الطبراني في الكبير . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب : ( 9 ) ـ كتاب :الصوم / ( 20 ) ـ باب : ترهيب الصائم من الغيبة و ... / حديث رقم : 1070 / ص : 525 .


الأمر التالي: الصيامُ مدرسةٌ تُذَكِّرُ بطاعةِ اللهِ عز وجل :
إذا أصابه الظمأُ والجوعُ يتذكرُ أمورًا تعينُه على ذلكَ ؛تذكَّرَ نعمةَ العافيةِ لصيامهِ لبلوغِ شهرِ رمضانَ وصيامهِ، نعمةٌ عظيمةٌ على من رزقه اللهُ وتَذَكُّر ظمأَ يومِ الدينِ والناس حفاة عراة غرلاً
"إنكم ملاقوا اللهِ مشاةً حفاةً عراةً غرلًا"

الراوي : عبدالله بن عباس -المحدث : مسلم -المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم- 2860 خلاصة حكم المحدث : صحيح - انظر شرح الحديث رقم 26867 الدرر-

"قام فينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خطيبًا بموعظةٍ . فقال : يا أيها الناسُ ! إنكم تُحشرون إلى اللهِ حفاةً عراةً غرلًا"كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ، وَعْدًا عَلَيْنَا ، إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ"الأنبياء: 104ألا وإنَّ أول الخلائقِ يُكسى ، يومَ القيامةِ ، إبراهيمُ - عليهِ السلامُ - . ألا وإنَّهُ سيُجاءُ برجالٍ من أمتي فيُؤخذ بهم ذاتُ الشمالِ . فأقولُ : يا ربِّ ! أصحابي . فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك . فأقول ، كما قال العبدُ الصالحُ" : وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ، فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيٍء شَهِيدٌ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ، وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الحْكَيمُ"المائدة: 117 - 118 . قال فيقال لي : إنهم لم يزالوا مرتدينَ على أعقابهم منذُ فارقتهم . وفي حديثِ وكيعٍ ومعاذٍ: فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدكَ .

الراوي: عبدالله بن عباس- المحدث: مسلم- المصدر: صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم- 2860 خلاصة حكم المحدث: صحيح- انظر شرح الحديث رقم 9909

يُبَيِّن لنا صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم المَشهدَ في الآخِرةِ بأنَّ النَّاس سيُحشَرون عِندَ الخُروجِ مِن القُبورِ حُفاةً بلا خُفٍّ ولا نَعلٍ، عُراةً بلا ثيابٍ "غُرلًا" غَيرَ مَختونينَ،

"يُبْعَثُ الناسُ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا ، يُلْجِمُهُمُ العَرَقُ ، ويبلغُ شَحْمَةَ الأُذُنِ" ، قالتْ سودةُ: قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ ! واسَوْءَتَاهُ ! ينظرُ بَعْضُنا إلى بَعْضٍ ؟! قال :" شُغِلَ الناسُ عن ذلكَ" . وتَلا "يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ 34وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ 35وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ 36لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ "الراوي: سودة بنت زمعة أم المؤمنين- المحدث: الألباني-المصدر: السلسلة الصحيحة-الصفحة أو الرقم-3469 خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره
فلنحذر شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا خاصة في رمضان فالذنوب فيه مهلكة .
**قال ابن القيم رحمه الله: تضاعف مقادير السيئات لا كمياتها، فإن السيئة جزاؤها السيئة، لكن سيئة كبيرة وجزاؤها مثلها وصغيرة وجزاؤها مثلها، فالسيئة في حرم الله وبلده وعلى بساطه آكد منها في طرف من أطراف الأرض، ولهذا ليس من عصى الملك على بساط ملكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه. اهـ.
والسيئة من بعض عباد الله أعظم، لشرف فاعلها، وقوة معرفته بالله وقربه منه سبحانه وتعالى، كما قيل: حسنات الأبرار سيئات المقربين.
والأشهر الحرم هي ذو العقدة وذو الحجة والمحرم ورجب، كما في الصحيحين من حديث أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب، شهر مُضر، الذي بين جمادى وشعبان" .
قال تعالى "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ"التوبة36.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: "فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ" أي في هذه الأشهر المحرمة، لأنها آكد، وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي في البلد الحرام تضاعف، لقوله تعالى"وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ"الحج25 .
ونُقِلَ عن قتادة قوله:إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرًا من الظلم في سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا، ولكن الله يعظم في أمره ما يشاء. انتهى.**
هنا

*قال الشيخ العثمين :
فالحسنة تضاعف بالكم وبالكيف . وأما السيئة فبالكيف لا بالكم ، لأن الله تعالى قال في سورة الأنعام وهي مكية : " مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ" الأنعام/160 . وقال " وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ" الحج/25 . ولم يقل : نضاعف له ذلك . بل قال " نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ" فتكون مضاعفة السيئة في مكة أو في المدينة مضاعفة كيفية . بمعنى أنها تكون أشد ألمًا ووجعًا لقوله تعالى : وقال : " وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ " الحج/25 .اهـ هنا
وقال الشيخ ابن باز:
السيئات فالذي عليه المحققون من أهل العلم أنها لا تضاعف من جهة العدد، ولكن تضاعف من جهة الكيفية، أما العدد فلا؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقولك"مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا" فالسيئات لا تضاعف من جهة العدد لا في رمضان ولا في الحرم ولا في غيرهما، بل السيئة بواحدة دائمًا وهذا من فضله سبحانه وتعالى وإحسانه. ولكن سيئة الحرم وسيئة رمضان وسيئة عشر ذي الحجة أعظم في الإثم من حيث الكيفية لا من جهة العدد.هنا

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 05-06-2018 الساعة 05:21 PM
رد مع اقتباس