عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 03-13-2018, 12:49 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي



81. ﴿إن الباطل كان زهوقا﴾: مهما أمدوه بأسباب الحياة، فإنه روح الباطل سوف تُزهق، الباطل سيموت! ويشمل هذا كُلَّ باطل في كُلِّ زمان.
82. ﴿ ﻭَﻗُﻞْ ﺟَﺎﺀَ ﺍﻟْﺤَﻖُّ ﻭَﺯَﻫَﻖَ ﺍﻟْﺒَﺎﻃِﻞُ ﴾: ﻻ ﻳﺰﻫﻖ (باﻃﻞ) إﻻ إذا خنقته وأزهقت روحه يد أهل الحق.. ولّى زمن المعجزات.
83. (وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ): يشمل ذلك كونه شفاء القلب من أمراضه، كالشك والنفاق وغير ذلك، وكونه شفاء للأجسام إذا رُقِي عليها به، كقصة الذي رقى الرجل اللديغ بالفاتحة، فشفاه الله، وهي صحيحة مشهورة.
84. قال الحسن: والله من جالس القرآن أحدٌ إلا قام من عنده بزيادة أو نقصان قال الله: (وَنُنزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا) [سورة الإسراء:82]
85. ﴿وَنُنَزِلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ﴾: القرآن شفاء، فمرضك على قدر بعدك عن مصحفك، وصحتك على قدر أخذك من القرآن.
86. ﴿قل كل يعمل على شاكلته﴾ :قال أبو بكر الصديق (: «قرأت القرآن من أوله إلى آخره، فلم أر فيه آية أرجى وأحسن من قوله تبارك وتعالى: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ، فإنه لا يشاكِل بالعبد إلا العصيان، ولا يشاكِل بالرب إلا الغفران».
87. الشاكلة بمعنى الأخلاق. قال ابن القيم في تفسير هذه الآية:
88. «أي على ما يشاكله ويناسبه، فهو يعمل على طريقته التي تناسب أخلاقه وطبيعته، وكل إنسان يجري على طريقته ومذهبه وعادته التي ألفها وجبل عليها، فالفاجر يعمل بما يشبه طريقته من مقابلة النعم بالمعاصي والإعراض عن النعم، والمؤمن يعمل بما يشاكله من شكر النعم ومحبته والثناء عليه والتودد إليه والحياء منه والمراقبة له وتعظيمه وإجلاله».
89. قال ذو الأصبع العدواني:كُلُّ امرئٍ صائرٌ يوما لِشيمته ... وإن تخلَّق أخلاقا إلى حين
90. أعظم تحدي على وجه الكون ! ﴿ قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا ﴾.
91. (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ) في حديث أنس أن رجلا قال: يا رسول الله، الذين يحشرون على وجوههم، أيحشر الكافر على وجهه؟ قال رسول الله ﷺ: أليس الذي أمشاه على الرجلين قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة": قال قتادة حين بلغه: بلى وعزة ربنا. أخرجه البخاري ومسلم.
92. (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً)
فإن قيل: كيف وصفهم بأنهم عمي وبكم وصم وقد قال: "ورأى المجرمون النار" (الكهف-53) وقال: "دعوا هنالك ثبورا" (الفرقان-13) وقال: "سمعوا لها تغيظا وزفيرا" (الفرقان-12) أثبت الرؤية والكلام والسمع؟
93. جيم: يحشرون عميانا، ثم تعاد إليهم هذه الحواس. قال الحسن: هذا حين يساقون إلى الموقف إلى أن يدخلوا النار.
94. ﴿فأغرقناه ومن معه﴾: السادة والأتباع مصير واحد، في البداية بالعمل، وفي النهاية بالهلاك.
95. ﴿ لتقرأه على الناس على مكث ﴾ لا يكن همك آخر السورة! واقرأ قراءة مسترسلة هادئة بتدبر وتمهل، وإلا لم تجن ثمار الوحي، ولم تخرج بدرر المعاني.
96. (إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا)
العالِم ليس بكثرة العلم بل بوجود البكاء. سئل الإمامُ أحمدُ عن معروف الكرخي: هل كان معه علمٌ؟! فقال: كان معه أصلُ العلم، خشيةُ الله عزَّ وجل.
97. في سنن الدارمي عن عبد الأعلى التيمي قال: «من أوتي من العلم ما لا يبكيه، لخليق أن لا يكون أوتي علما ينفعه، لأن الله تعالى نعت العلماء ثم قرأ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ﴾ [الإسراء: 107] إلى قوله ﴿وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ﴾ [الإسراء: 109]».
98. وقرأ عمر بن الخطاب رضى الله عنه يوما هذه الآية، فسجد وقال: هذا السجود فأين البكاء؟!
99. ﴿الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب﴾: إنزال القرآن من أعظم النعم التي تستوجب حمد الله، لذا حمد الله سبحانه ذاته العلية على هذه النعمة تذكيرا لعباده بالحمد وتعليما لهم.
100. ﴿لينذر بأسا شديدا﴾: من أهم حكم إنزال القرآن الإنذار، فلا تُلغِ هذا الفصل من قاموس وعظك بحجة : سماحة الإسلام وعدم التشدد
رد مع اقتباس