عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 03-12-2018, 02:19 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


56. (يتم نعمته لعلكم تسلمون): خلق الله النعم لتستدل بها عليه لا لتنشغل بها عنه (لعلكم تسلمون) أي تنقادون لأمره.

57. ﴿ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا﴾: قال ابن كثير: هذه امرأة خرقاء كانت بمكة، كلما غزلت شيئا نقضته بعد إبرامه.
والمعنى: كونوا أوفياء بعهودكم، ولا تنقضوها بعد إبرامها، فإن فعلتم كنتم مثل تلك المرأة الحمقاء.

58. قال مجاهد: كانوا يحالفون الحلفاء، فيجدون أكثر منهم وأعز، فينقضون حلف هؤلاء ويحالفون أولئك الذين هم أكثر وأعز، فنهوا عن ذلك.

59. ﴿ فتزل قدمٌ بعد ثبوتها ﴾: قدم ثابتة ومع هذا زلت؟! فكيف بقدم مضطربة مهتزة؟!

60. (مَا عنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عنْدَ اللَّهِ بَاق): بأي شيء بعنا ما عند الله من نعيم باق بمتاع ينفد.

61. قال الفضيل: لو كانت الدنيا من ذهب يفنى، والآخرة من خزف يبقى، لكان ينبغي لنا أن نختار خزفاً يبقى على ذهب يفنى، فكيف وقد اخترنا خزفاً يفنى على ذهب يبقى!

62. ﴿إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون﴾: قال الثوري: ليس للشيطان عليهم سلطان أن يوقعهم في ذنب لا يتوبون منه.

63. عند الخلق : ﴿ سمِعنا فتًى يَذكُرُهُم يُقال له إبراهيم ﴾، وعند الخالق :﴿إن إبراهيم كان أُمَّـة ﴾، فلا يضرك رأي الناس فيك ما دمت عند الله مرضيا.

64. {إِنَّ إبراهيم كَانَ أُمَّةً}: حاز من الفضائل البشريةِ ما لا يكاد يوجد إلا متفرِّقا في أمة.

65. {إِنَّ إبراهيم كَانَ أُمَّةً}: قال مجاهد: سُمِّي- عليه السلام- أمة لانفراده بالإيمان في وقته، ففي صحيح البخاري أنه قال لزوجته سارة: «ليس على الأرض اليوم مؤمن غيرى وغيرك».

66. كيف تكون أمة؟!
قال ابن مسعود: إن معاذ بن جبل كان أمّة قانتاً لله حنيفاً. فقيل: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً} [النحل: 120] . فقال: ما نسيتُ، هل تدري ما الأمّة، وما القانت؟ فقلت. الله أعلم فقال: الأمّة، الذي يعلم الخير والقانت: المطيع لله عز وجل وللرسول. وكان معاذ بن جبل يعلّم الناس الخير، وكان مطيعاً لله عز وجل ورسوله.

67. ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا﴾: هذا صنيع مشركي العرب أخبركم الله تعالى بخبثه، فأما المؤمن فهو حقيق أن يرضى بما قسم الله تعالى له، وقضاء الله تعالى خير من قضاء المرء لنفسه، ولا ندري.. لرب جارية خير لأهلها من غلام، وإنما أخبركم الله عز وجل بصنيعهم لتجتنبوه ولتنتهوا عنه.

68. كان من دعائه ﷺ كما أخرجه البخاري. وابن مردويه عن أنس: «أعوذ بك من البخل والكسل وأرذل العمر وعذاب القبر وفتنة الدجال وفتنة المحيا والممات».

69. قال ابن جزي: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْداً مَمْلُوكاً الآية: مثل لله تعالى وللأصنام، فالأصنام كالعبد المملوك الذي لا يقدر على شيء، والله تعالى له الملك، وبيده الرزق ويتصرف فيه كيف يشاء، فكيف يسوي بينه وبين الأصنام،

70. (كذلك يتم نعمته عليكم [لعلكم تسلمون): قال قتادة:هذه السورة تسمى سورة النعم.

71. (فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون) أي ألقت إليهم الآلهة القول، أي نطقت الأصنام بتكذيب من عبدها بأنها لم تكن آلهة، ولا أمرتهم بعبادتها، وفي إنطاق الله للأصنام ظهور فضيحة الكفار.

72. (لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ): والمراد بالجهالة: الجهل والسفه اللذان يحملان صاحبهما على ارتكاب ما لا يليق بالعقلاء، وليس المراد بها عدم العلم.
قال ابن عطية: الجهالة هنا بمعنى تعدى الطور، وركوب الرأس: لا ضد العلم.

73. ( ادع إلى سبيل ربك): إلى سبيل ربك لا إلى تشييد مجدك وإبراز شخصك.

74. ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
قال ابن القيم:
جعل الله سبحانه مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق، فالمستجيب القابل الذكي الذي لا يعاند الحق ولا يأباه: يدعى بطريق الحكمة.
والقابل الذي عنده نوع غفلة وتأخر: يدعى بالموعظة الحسنة، وهي الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب.
والمعاند الجاحد: يجادَل بالتي هي أحسن.
هذا هو الصحيح في معنى هذه الآية.
رد مع اقتباس